تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كشكول الطائر المهاجر


الصفحات : 1 2 3 [4] 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85

الطائر المهاجر
26-01-2006, 02:25 PM
يبدو أن الأهل اكتشفوا متأخرين أنهم وضعوني عند جلاد وليس بمربي ، فتم ادخالي في مدرسة حكومية اذكر اسمها الفاهديه ، ولكن يبدو أيضا ان حرب السويس ابتدأت ، وسرت اشاعة لدى الأهل أن الحكومة ستأخذ التلاميذ وتتدربهم ليصبحوا عسكريين ، فنقلوني إلى مطوع آخر ، في حلة العبيد ، اسمه مشاري ، وايضا في بيت طين إلا أنه صغير ، وكل الطلاب يجمعون في غرفة كبيرة ، وهو يجلس امامنا ومعه عصاء طويله (عباره عن عسيب نخله عاري وطويل) ، ومن احدث فوضى ، لايشعر إلا والرمح فوق راسه، وكان أكثر هدوءا من السناري ، لكنه كان يستخدم الفكه ، وهي عبارة عن عود من الخيزان مربط به حبلين ، يدخل رجلين التلميذ بينهما ، ويلفهما على الرجلين ، ثم يرفع التلميذ من رجليه وينجلد على بطن القدمين ، وأذكر مره أنه علق تلميذ في السقف ، لكن لا تذكر الآن السبب في ذلك . كان يبني لنفسه بيت ، وكان في ذاك الوقت السقف من خشب الأثل يغطى بالجريد ، فكان علينا أن نذهب لبيته حتى نقشي العسبان الكثيرة (نخلصها من سعفها) ، تمهيدا لوضعها على الخشب ومن ثم تغطيتها بالبواري( حصير من سعف النخل) لتغطى باالطين ، وتكون سطحا للمنزل.
ومن بعده تم ادخالي للمدرسة الخالدية في شارع المرقب ، ثم بعد انتقالنا للديرة ، وهي الضفة الغربية من الرياض
دخلت المحمدية لأستمر دون انقطاع ، واقول الضفة الغربية لأنه كان هناك مجرى سيل عميق بعمق حوالي 7 امتار وبعرض حوالي 10-12 متر على طول شارع البطحاء ، يفصل شرق الرياض عن غربه.
نرجع لموضوع السناري ، الزميل البخاري ، ما ادري وش لحقه من اضرار ، ولكن لقيته بعد عدة سنوات ، في المقيبرة (الديره) يعمل مع والده في دكان للأحذية.
وتمر السنين ، في عام 1403-1404 ، كنت مسؤولا عن احد المستشفيات ، مررت على العيادات الخارجية كالعادة
لتفقد الأحوال والإطمئنان على سير العمل ، استوقفني منظر رجل شايب ، اسمر اللون ، ناحل العود ، وكأنه ينتظر اجراء معين ، سألت مدير العيادات وش موضوع الوالد ، فقال هذا له أدوية ، ولكن ليس ما معه ما يثبت شخصيته
حتى نعطيه الأدوية ، تقدمت إليه ورحبت به ، وتأملت في وجهه ، الأعين وقسمات الوجه ليست غريبة علي ، وترجع بي الذاكرة ، فسألته أنت السناري ، قال نعم ، وأنا اسمع الإجابة ، حضر كل الماضي وكل الصور ، لكن الرجل مريض نفسي ،
اين تلك القوة وتلك القسوة ... كلها تلاشت ، رجل بائس ضعيف ، لاحول له ولاقوة ، سألته وما الذي اوصلك لهذه المرحلة ، قال الدنيا ، قلت ووين الأولاد ، قالوا خلوني . انمسحت في لحظة جميع صور حب النقمة ممن في يوم
من الأيام اساء تربيتي بعنفه . ضممته إلى صدري وقبلت رأسه ، وقلت له أنا ولدك .. واعطيت التعليمات بصرف احتياجاته ، وتسهيل اموره مستقبلا.

يتبع...