المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مختارات للمتنبي


الصفحات : 1 2 3 4 5 6 [7] 8 9 10 11 12 13 14 15 16

الطائر المهاجر
13-09-2007, 02:42 AM
لكل امرئ من دهره
http://www.sadanajd.com/poem-4180.rm


لكـل امـرئٍ مـن دَهـرِهِ مـا تَعـوَّدا = وَعـادةُ سَـيفِ الدولـةِ الطّعْنُ في العِدَى

2 وأَن يُكــذبَ الإِرجـافَ عنـهُ بِضِـدّهِ =ويُمسِــي بِمـا تَنـوِي أَعادِيـهِ أَسـعَدا

3 ورُبَّ مُرِيــدٍ ضَــرَّهُ ضَــرَّ نَفسَـهُ = وَهـادٍ إليـهِ الجَـيشَ أَهـدَى وما هَدَى

4 ومُســتَكبِرٍ لـم يَعـرِفِ اللـه سـاعةً = رأى سَــيفَهُ فــي كَفِّــهِ فتَشَــهَّدا

5 هُـوَ البَحـرُ غُـصْ فيـهِ إِذا كانَ ساكِناً = عـلى الـدُرِّ واحـذَرهُ إِذا كـانَ مُزبـدا

6 فــإِنّي رأَيـتُ البحـرَ يَعـثُرُ بِـالفَتَى = وهــذا الـذي يَـأتِي الفَتَـى مُتَعمِّـدا

7 تَظَــلّ مُلــوكُ الأَرض خاشِـعةً لَـهُ =تُفارِقُــهُ هَلكَــى وتَلقــاهُ سُــجَّدا

8 وتُحـيِي لَـهُ المـالَ الصَّـوارِمُ والقَنـا = ويَقتُــلُ مـا تُحـيِي التَّبَسُّـمُ والجَـدا

9 ذكـــيٌّ تظنِّيــهِ طَليعــةُ عينــهِ =يـرى قلبُـه فـي يَومـه مـا تَرَى غدا

10 وصُــولٌ إلـى المُسـتصعباتِ بخيلـهِ = فلـو كـانَ َرْنُ الشَّـمس مـاءً لأَورَدا

11 لِــذلك سَـمَّى ابـن الدُّمُسـتُقِ يَومـهُ = مَماتــاً وسَــمَّاهُ الدُّمُســتُق مَولِـدا

12 سَـرَيْتَ إلـى جَيحـانَ مـن أَرض آمِدٍ = ثَلاثــا لَقــد أَدنـاك رَكـضٌ وأَبعَـدا

13 فــولّى وأعطــاكَ ابنَــهُ وجُيُوشـهُ = جَميعــاً ولـم يُعـطِ الجَـمِيعَ ليُحـمَدا

14 عَــرضتَ لـهُ دُونَ الحَيـاةِ وطَرِفـهِ =وأَبصَــرَ سَـيفَ اللـه مِنـكَ مُجـرَّدا

15 وَمــا طَلَبَــت زُرقُ الأَسِـنَّةِ غَـيرَهُ =ولكِــنّ قُسـطَنطينَ كـانَ لـهُ الفِـدَى

16 فــأَصبَحَ يَجتــابُ المُسُـوحَ مَخافـةً = وقـد كـانَ يَجتـابُ الـدِلاصَ المُسرَّدا

17 ويَمشِـي بِـهِ العُكّـازُ فـي الدَيـرِ تائِباً = وَمـا كـانَ يَـرضى مَشْـي أَشقَرَ أَجرَدا

18 وَمـا تـابَ حـتى غـادَرَ الكَـرُّ وَجهَهُ =جَرِيحـاً وخـلَّى جَفنَـهُ النَّقْـعُ أَرمَـدا

19 فلَـوْ كـانَ يُنجِـي مـن عَـلِيٍّ تَـرهُّبٌ=تــرَهَّبتِ الأمــلاكُ مَثنَـى ومَوحَـدا

20 وكـل امـرِئ فـي الشَرق والغَربِ بَعْدَه= يُعِــدُّ لـهُ ثَوبـاً مـنَ الشـعْرِ أسـوَدا

21 هنِيئـاً لـكَ العيـدُ الّـذي أنـت عِيـدُهُ = وعِيـدٌ لِمَـنْ سَـمَّى وضَحَّـى وعَيَّـدا

22 وَلا زالــتِ الأعيــاد لُبسَــكَ بَعـدَهُ = تُســلِّمُ مَخرُوقــاً وتُعطَــى مُجـدَّدا

23 فـذا اليـوم فـي الأيام مِثلُكَ في الوَرَى = كمـا كُـنتَ فيهِـم أَوحَـداً كـان أَوحَدا

24 هـوَ الجَـدُّ حـتى تَفضُـلُ العَينُ أُختَها=.وحَــتَّى يَكُـونُ اليـومُ لِليَـومِ سـيِّدا

25 فيــا عَجَبًـا مـن دائِـلٍ أنـتَ سَـيفُهُ = أَمــا يَتَــوَقّى شَــفْرَتَي مـا تَقلَّـدا

26 ومَـن يَجـعَلِ الضِرغـامَ للصَيـدِ بازَه =. تَصَيَّــدَهُ الضِرغــامُ فيمــا تَصَيَّـدا

27 رَأَيتُـكَ مَحـضَ الحِـلمِ في مَحْضِ قُدرةٍ = ولَـو شـئتَ كـانَ الحِـلمُ مِنـكَ المُهنَّدا

28 ومــا قَتـلَ الأَحـرارَ كـالعَفوِ عَنهُـمُ = ومَـن لَـكَ بِـالحُرِّ الَّـذي يَحـفَظُ اليَدا

29 إذا أنــت أَكــرَمتَ الكَـريمَ مَلَكتَـهُ=. وإِن أَنــتَ أكــرَمتَ اللَّئِـيمَ تمَـرَّدا

30 ووضْـعُ النَدى في مَوضعِ السَيف بِالعُلَى= مُضِـرٌّ كوَضعِ السَّيفِ في مَوضِعِ النَدَى

31 ولكــن تَفُـوقُ النـاسَ رَأيـاً وحِكمـةً =. كمــا فُقْتَهــم حـالاً ونَفسـا ومَحـتِدا

32 يَـدِقُّ عَـلَى الأَفْكـارِ مَـا أَنْـتَ فاعلٌ = فيُـترَكُ مـا يَخـفى ويُؤخـذُ مـا بَـدا

33 أَزِلْ حَسَــدَ الحُسَّــاد عَنِّـي بِكَـبتهِم = فــأَنتَ الَّـذي صـيّرتَهُم لـي حُسَّـدا

34 إذا شَــدّ زَنـدي حُسـنُ رَأيـكَ فِيهِـمِ =ضـربتُ بسـيفٍ يَقطَـعُ الهـامَ مُغمَـدا

35 وَمــا أَنــا إِلا ســمهَريٌّ حَمَلْتَــهُ =. فـــزَيَّنَ مَعرُوضــاً وراعَ مُسَــدَّدا

36 وَمــا الدَّهـر إِلا مـن رُواةِ قَصـائِدي =. إِذا قُلـتُ شِـعراً أَصبَـحَ الدَّهـرُ مُنشِدا

37 فَســارَ بِــهِ مَـن لا يَسِـيرُ مُشـمِّراً=. وغَنَّــى بِــهِ مَـن لا يُغنّـي مُغـرِّدا

38 أَجِــزْني إِذا أُنشِــدتَ شِـعراً فإنّمـا = بِشِــعري أَتــاكَ المـادِحُونَ مُـردَّدا

39 ودَعْ كُـلَّ صَـوتٍ غَـيرَ صَوتي فإنني =. أَنـا الطَّـائِرُ المَحـكِيُّ والآخَـرُ الصَدَى

40 تـرَكتُ السُـرَى خـلفي لمَـن قَلَّ مالُهُ = وأَنعَلْــتُ أَفراسـي بنُعمـاكَ عَسـجَدا

41 وقيَّــدت نَفســي فـي ذَراكَ مَحبـةً = ومَــن وجَــدَ الإِحسـانَ قَيـدا تَقيـدا

42 إِذا ســأَلَ الإنســان أَيّامَــه الغِنَـى = وكُــنتَ عـلى بُعـدٍ جَـعَلنَكَ مَوعِـدا