المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حمود الناصر البدر


الصفحات : [1] 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16

الطائر المهاجر
04-10-2007, 07:07 PM
حمود الناصر البدر و (( آل بدر )) من أسر الكويت المعروفة لهم باع طويل في تاريخ الكويت وبناء حضارتها . . . أصلهم من ((عنزة)) القبيلة العربية المعروقة.
ولد شاعرنا سنة 1287هـ ـ 1870م بالكويت وفيها توفي سنة 1915م . . . وكان والده من تجار اللؤلؤ ومن رجال الكويت البارزين . . . عمل حمود الناصر بالبحر وكان من ((نواخذة)) البحر المشهورين وسافر إلى الهند للتجارة إلاّ أنه لم يوفق بالعمل التجاري . . . كان شاعرنا رحمه الله ذو صداقة حميمة مع المغفور له الشيخ ((مبارك الصباح)) حاكم الكويت آنذاك وقد شارك في جميع المعارك والحروب التي خاضها الشيخ مبارك.
أما شاعريته فلم يكن بوقته من هو أشهر منه أبداً وقد لقب بشاعر الكويت الكبير عن جداره فقد كان لماحاً شديد الذكاء حاضر البديهة متمكناً.
عاصر الشاعر حمود الناصر البدر عددا من اهم شعراء الكويت والجزيرة بينهم الشاعر والملحن والمطرب عبدالله الفرج الذي قال عنه 'ان الناصر شاعر لا يجارى'، وقد شهد بتميزه عدد كبير من الشعراء المعاصرين له لاسيما حمد عبداللطيف المغلوث، ومحمد بن عبدالله العوني،
نظم الشعر النبطي بالفراسة لا بالوراثة فقد كان من أهل الحاضرة ولكنه حينما وصف الركائب بقصيدته المشهورة بمناسبة حرب ((الصريف)) لم يستطع أي من شعراء النبط من أهل البادية أن يصف الركائب مثل وصفة علماً بأنه لم يعش بالبادية ولم يمارس حياة البدو ومعيشة الصحراء ولكنه فاقهم بالوصف والإجادة والإتقان بتلك القصيدة المشهورة التي لا تزال خالدة كجزء لا يتجزأ من تاريخ دولة الكويت الذي كتبة حمود الناصر بشعره بكل دقة وصدق وقد بدأ قصيدته التاريخية تلك بوصف الركائب بقوله:


يـا راكبيــن أكـوار سـتٍ تبـارا=فـج النحـور أفحـاز ما بين الأزوار

قطـم الفخــوذ معلكمـات الفقـارا=كـومٍ علاكـيمٍ مـن القفـل ضمّـار

جن من شـرارٍ من ضرايب شـرار=عوص النضا العيرات ماجن بحـوار

فتل العضـا دار العصـا لا تجـارا=قطع الريادي ريد حكسـات الأوبـار

زرفا لهـن بيـن المشـي والطيـارا=لولا اللواحـي عانقـن رقط الأطيـار

مثـل النعـام إن ذيـر ثـم إستـذارا=وجّـه على فـجٍ يبـي منـه معبـار


ولم يكن حمود الناصر شاعراً حربياً فقط , بل كان شاعر غزل رقيق وواصفاً مجيداً كتب في جميع أغراض الشعر النبطي وأجاد في كل معنى يطرقه.
ولم يكن شاعرنا مداحاً يبحث عن الهبات بشعره بل كان مواطناً يعرف الولاء وينتمي للأرض فيسخر شعره لخدمتها في كل موقف يتطلب منه ذلك.
وهذه الأبيات من قصيدة له وهو بالهند بعث بها إلى الكويت:


يا فهيـد لو سجـوا هل الـدار عنـا=هنا نسـل عن حالـهم مـن يجينـا

يا فهيـد حنـا من هـل الدار كنـا=وحنـا لهـم طـول الدهـر مبتلينـا

وبحـب ظبيـات الضواحـي فتنـا=وبطـرد تلعـات الجيــادي شقينـا

يـا ليتـها بـالــود كـان أتمنـا=حلـو التغطـرف بهجـة الناظرينـا

وجدي علـى هـاك الغـزال الأغنـا=غضيض طرف العيـن هاك الحسينـا

اللـي عليـه القلـب دايــم معنـا=ومعـذبـه طـول المـدا بـالحنينـا

اللـي نشـدنـي واختـفا ماتـونـا=نشـده مواليـف الهـوى المولفينـا


وعلى الرغم من انه توفي عام 1915 الا ان العديد من اشعاره مازالت حاضرة وهو يعد واحدا من اهم الشعراء الذين كتبوا السامريات، كما انه اجاد بكل فنون الشعر الاخرى ومن قصائده (وهي تصل ل 41 بيت)

غرير ينشدني وانا عنه مشتان=مرتاح ما فاجأه شي فجاني
ما ولعه بالحب سحاب الاردان=عذب السجايا يوسفي المعاني
راعي ثليل امعثكل فوق الامتان=ضافي غذاه المسك والزعفران

وغنى له عبدالله فضالة على الربابة بعض ابيات قصيدته التي يقول مطلعها:

يا بوفهد ويلاه من تيهة الراي=من علة ما فاد فيها التداوي
يا ويل قلبي من الهوى منه بلواي=يا حسرتي يا ليت ماني هواوي
ليتي مصد عن مجيه بممشاي=متنزه ما جيت له بالحراوي

وكان اغلب ما كتبه في الغزل، الا انه كتب في اغراض اخرى ومن ذلك قصيدته التي يقول في مطلعها:

آجزم بان العيد مهما صابه=فإنه من الله الا له امقدرا


وفي سنة 1973م قام الأديب عبدالله عبدالعزيز الدويش بجمع ديوان يحتوي على مجموعة لا بأس بها من تراثه تحت اسم ((ديوان حمود الناصر البدر)) . . . وإن تأخر جمع الديوان بعض الوقت إلاّ أن صدوره حفظ تاريخ شاعر كبير من الضياع وهو عمل يستحق التقدير والإشادة من أديب عرف مكانة هذا الشاعر الكبير فأولاه اهتماماً هو أهل له.