تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : /. لله ما أخذ ./ ، رثاء : زكريا الرَّحال


الصفحات : [1] 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20

أسامة السطفي
20-01-2008, 11:35 PM
/ .. ســلامٌ عليكمـْ .. و رحمةُ الله و بركــاتهُ ..×


/

.. للهِ ما أخـذْ ، و لهُ ما أعطى ..

و كلُّ شيءٍ بأجلٍ مُسمَّـى ..

/

تنغَّصَ صفْوُ ذاتِي بعدَ قَرٍّ=مَسَاءَ قَرَأتُ موضُوعاً نَعِيَّا[1]


فداهَمَنِي الشَّجَا من غَيْرِ إذنٍ=و تَرْجَمَ ذلِكَ الحُزْنَ المُحَيَّا


تَخطَّفَ هَادِمُ اللَّذاتِ عُمْرَ رْ=رَحَالِ غَرارَةً ، فاغتيلَ حَيَّا


نَشاشِيبُ الرَّدَى بِنُصولِ حَتْفٍ=أصابَتْ خِلَّنَا فغدى دَمِيَّا


صُعِقْتُ لِمَوْتِهِ لمَّا عَلِمْتُ=بِهِ من عِنْدِ صاحِبِهِ عَشِيَّا


وُقيتَ فجائِعاً يا سَهْلُ[2] دَوْماً=بُعَيْدَ رحيلِ منْ كانَ الصَّفِيَّا


فما أصْماكَ ذابَ لهُ جَنَانِي=بِكَأْبَاءٍ تزيدُ لظًى وَ كَيَّا


تَبُوكُ[3] تقاسَمَتْ آلامَ حِمْصٍ[4]=و إنْ كانَ المَكانُ بدى قَصِيَّا


مُصابٌ واحِدٌ جَمَعَ الأراضِي=فَقَدْ فُقِدَ الَّذي كانَ الوَفِيَّا


أحبَّ الشِّعرَ وَ الأدبَ الأصيلاَ=عَلاَ بِهِما شِهاباً فَرْقَدِيَّا


أديبٌ شاعِرٌ نَظَمَ المَعانِي=فحبَّرَها رُواءً لُؤْلُؤِيَّا


قصائِدُهُ تُحاكِي بِانْسِجامٍ=جَمالاً مُلْفِتاً ، فَيُرى بَهِيَّا


( علاماتُ الوِدادِ )[5] وَ ( حَيَّرتني )[6]=أتَتْ و تَنَمَّقَتْ حَبْكاً سَوِيَّا


و لا أنسى الَّتي[7] حَمَلَتْ وَفاءً=لأُمٍّ طالَما هَتَفَتْ : بُنَيَّا


تَوارَى الآنَ خَلْفَ تُرابِ لَحْدٍ=تَضَمَّنَ هَيْكَلاً زانَ الثُّرَيَّا


فَكَيْفَ الحالُ عِنْدكَ يا صديقي ؟=وَ قَدْ أصبحتَ في جَدَثٍ خَفِيَّا


تَمَنَّيْتَ الوَفاةَ بِأرْضِ قُدْسٍ[8]=فَحَقَّقَها لكَ المَوْلى قَرِيَّا


أتَدْرِي أنَّ أنْفُسَنا أحَبَّتْ=رُوَائِيًّا[9] يُحَبِّبُها النَّبِيَّا ؟


أحَبَّتْكَ القُلوبُ بِصِدْقِ وُدٍّ=لأَنَّكَ من رَسَمْتَ لِلْحُبِّ زِيَّا


عَرَفْنا مِنْ خِلالِكَ سَمْتَ كُنْهٍ=لَهُ ، بِسِماتِهِ أضْحى جَلِيَّا


أبَا يَحْيى[10] سُقيتَ شَرابَ طُهْرٍ=تَضَوَّعَ جَامُهُ مِسْكاً ذَكِيَّا


وَ قَرَّبَكَ الشَّكورُ البَرُّ مِنْهُ=جَزاءً بِالفَضَائِلِ سَرْمَدِيَّا


على وُدِّ الرَّسولِ وَ نَشْرِ شِعْرٍ=تَكَثَّرَ مِنْ نقاءٍ سَارَ رَيَّا


سَنَذْكُرُ ما حَوَتْ ( فَلْتَذْكُرونِي )[12]=وَ نُبْقِي عَهْدَنا لكَ دائِمِيَّا


/


و نظمهُ ، أسامة بن ساعو / السَّطَفِي ..×

الأحــدْ ، 20/01/2008


/


/ .. الهَــوامِــشْ .. /




[1] - الموضوعُ الذي جاءَ فيهِ نبأُ موتِ الأستاذْ ( عليهِ رحمةُ الله ) .. [ رحيلُ الأستاذِ : زكرِيَّا الرَّحالْ ] (http://www.ruowaa.com/vb3/showthread.php?t=16949)

[2] - صديقُ المرثِيِّ ، الذي أعلمنا بوفاتِهِ . و لقد أخذتُ كاملَ المعلوماتِ عنِ الأستاذِ منهُ بطريقةٍ غيرِ مُباشرة ، فجزاهُ اللهُ خيراً ..

[3] - المدينةُ التي وقعَ للأستاذِ فيها الحادثُ الذي كانَ السببَ الرَّئيسي في وفاتهِ بعدَ ذلكْ ..

[4] - مسقطُ رأسِ الأستاذْ ..

[5] - قصيدتهُ الجليلةُ : ( علاماتُ الحُبْ ) ، و التي نشرها فِي رُواءَ قبلَ موتِهِ .. [ علاماتُ الحــبْ ] (http://www.ruowaa.com/vb3/showthread.php?t=14199)

[6] - قصيدتهُ الجميلةُ : ( حيَّرتني " حارَ فِكري " ) ، و التي كتبها عندما أعجِبَ بقصيدةِ الدكتورْ : عبد المعطي الدالاتي .. [ حيَّرتنــي ] (http://saaid.net/wahat/27.htm)

[7] - قصيدتهُ البهِيَّةُ : ( أمٌّ على لِسانِ أطفالِها ) ، و هي منشورةٌ مع سابِقتها في موقعْ : صيدِ الفوائِدْ .. [ أمٌ على لسان أطفالها ] (http://saaid.net/wahat/26.htm)

[8] - هِيَ : المدينةُ المنوَّرةُ ، فقد تمنَّى زيارتها حُبَّا في النَبِيِّ مُحَمَّد ( صلَّى اللهُ عليهِ و آلهِ و سلَّم ) . و لكنَّ الله أرادَ لهُ الدَّفْنَ في أرجائِها ، و الوفاةُ هنا كِنايةٌ عن شِدَّةِ تعلُّقُهِ بمحبَّةِ الرَّسولِ ( عليهِ الصَّلاةُ و السَّلامْ ) قلباً و إلاَّ فإنَّهُ لم يتمنَّى ذلكَ قولاً ..

[9] - نسبةً للمنتدى الذي عرفتهُ فيهْ ..

[10] - كِنايتهُ ..

[11] - مطلعُ آخرِ أبياتٍ كتبها الأستاذْ :

فلْتذكروني إذا وارى الثرى جسدي = وصرتُ منقطعاً عن كل أعمالي

بدعوةٍ من حنايا القلب صادقةٍ = فعلّها بدّدت في القبر أهوالي

ولا يغرنَّكم ما كنتُ أظهره = بين الورى حسناً من طيب أقوالي

فالحمدُ والشكر للستار أظهرني = بالحسنِ دهرًا وأخفى سوء أحوالي

ياليته بعد ستر الذنب يغفرُهُ = بالعفو يسعد والإحسانِ أمثالي


/


/ .. وَ السَّــلامـُ عليكمـْ .. و رحمةُ اللهِ و بركــاتُهُ ..°