بلدتــي

[إبتهال الجنوب]

هذى هى بلدتي .. ؟!
أكاد أبكي ..
من غربتي ..
فما هذه ..
تلك بلدتي ..
لماذا جئت هاهنا ؟!
آه .. من غربتي
هنا كنت ألعب ورفيقتي
هؤلاء الصبية
رفقة أخي ..
كاد الجنون
من الحنين يمسني
فإن ضاعت عني ..
غابت بلدتي ..
هى في الحشا
تحيا .. فى حنايا مهجتي
مزروعة ..
منقوشة ..
مخطوطة ..
وشم فريد بأضلعي
إليها الروح تهجع
حين الذكرى تهُزني
فتبكي لها مآقي أدمعي
******
أيها الطارق
لا توجع النفس مني
وترفق .. الهوينى ..
طرقاتك أرَّقت مضجعي
فأنا التائه الغريب
أنام والخوف يقتلني
حتى السكون يُفزعني
أخاله أشباحا ..
تسائلني ..
أين الأهل ؟
أين الحمى ؟
أين السياج القوي المتين ؟
أين الرفيق .. ؟
أين الحبيب .. ؟
بل أني أنا أقول :
أين من الكون الفسيح ..
تسكن بلدتي ؟
يقولون :
أنها كانت حضنا كبيرا يضمني
تمنيت لو أني أزورها ..
تمنيت حتى أعيش حدها
اجاورها ..
اتنفس من البعد ..
عبير جوها ..
افتقد شمسها ..
غيومها ..
سحابها ..
طلة بدرها ..
أذوب شوقا لها
****
رحماك ربي ..
من دلهى بها ..
صعيب .. عجيب ..
كيف أشواقي لها
تُحاصرني ..
تعتصرني ..
وأنا أقف على أرضها ؟ !!!
قلت : أقف ..
لا أعيش بقلبها
أين يكون ذاك القلب ؟!
أنا لا أرى قلبا لها
ضاع القلب منها ..
سكن النبض عنها ..
فقد ُقتلت بلدتي
يوم أن رحل عنها أبي
ـــــــــــــــ