المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تروبادور


الصفحات : [1] 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16

سيديوسف
15-02-2009, 08:14 PM
الإخوة والأخوات الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من إحدى بلاد ما وراء النهر .. من أوزبكستان أبعث إليكم بتحية تليق بما يربطنا من رباط الإبداع العربي المقدس "الشعر"، وأعتذر عن غيابي طوال الفترة الماضية لظروف العمل، آملاً أن يكون في هذه المحاولة ما يعجب من يقرؤها من الإخوة والأخوات، راجياً منكم الدعاء، وداعياً الله عز وجل أن يوفقنا جميعاً إلى خدمة لغتنا وإبداعنا وقبلهما ديننا الحنيف، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم
سيد يوسف

[B]موشح في رعي الجمال

فَارَ تَنُّورُنَا .. وَمَارَتْ سَمَانَا
وَطَغَى الْبَحْرُ .. فَانْطَوَى شَاطِئَانَا
أَفْلَتَتْ لِلرُّبَا سَفِينَةُ نُوحٍ ..
وَبَقِينَا نُصَارِعُ الطُّوفَانا
وَتَمَشَّتْ عَقَارِبُ الْوَقْتِ فِينَا ..
مُنْشِبَاتٍ فِي كُلِّ وَجْهٍ زُبَانَى
"سِيبَارَا .. إِلْ تِيِيمْبُو سِييِمْبرِي .. آ
لُوسْ يُونِيدُوس".. لا تَطْلُبُوا تَرْجُمَانَا
***
"سَيِّدَاتِي وَسَادَتِي .. سَامِحُونِي ..
لَمْ أَجِئْ فِي الْحُضُورِ .. أُلْقِي بَيَانَا
إِنَّمَا جِئْتُ .. أَسْأَلُ الشِّعْرَ عَنَّا ..
عَنْ هَوَانَا.. عَنْ صُبْحِنَا ومَسَانَا
عَنْ بِلادٍ .. تَمَكَّنَ الشِّعْرُ مِنْهَا ..
غَارِساً فِي صَمِيمِهَا الأَغْصَانَا
أَهْلُهَا مِنْ مَدَامِعِ الرَّمْلِ جَاءُوا
فَتَفَانَوْا فِي عِشْقِهِ .. وَتَفَانَى
لِرَوَابِيهِ أَنْشَدُوا الشِّعْرَ عَذْباً ..
وَعَلَى الصَّخْرِ .. رَتَّلُوا الْقُرْآنَا
***
أَيُّهَا السَّاكِنُونَ .. أَيْنَ بِلادٌ ..
يَعْدِلُ الشِّعْرُ عِنْدَهَا الإِيمَانَا؟
أَيْنَ أَرْضٌ .. إِنْ أُنْشِدَ الشِّعْرُ فِيهَا ..
أَصْبَحَتْ صُفْرُ بِيدِهَا بُسْتَانَا؟
أَيْنَ شَعْبٌ .. لَهُ الْقَصَائِدُ أَوْطَانٌ ..
تَغَنَى فِي عِشْقِهَا .. نَشْوَانَا؟ ..
"وَطَنِي .. لَوْ شُغِلْتُ .. [بِالْمَوْتِ] عَنْهُ" ..
مَزَّقَ الشَّوْقُ عَنْ دَمِي الأَكْفَانَا
***

لَسْتُ شَيْخاً مُجَرِّباً .. كَيْ أُغَنِّي: ..
"صَحِبَ النَّاسُ قَبْلَنَا ذَا الزَّمَانَا"
أَوْ مُحِبّاً .. يَهْفُو إِذَا قَالَ قَيْسٌ: ..
"علِّلانَا بِوَصْلِهَا .. عَلِّلانَا"
لَنْ أُغَنِّي: .. "تَبّاً لِمَنْ بَاعَ أَرْضاً"
كُلُّنَا يَا رِفَاقُ .. يَبْدُو مُدَانَا
وَدِمَائِي .. تُرِيدُ شِعْراً جَدِيداً
لا تُحَابِي حُرُوفُهُ الأَوْزَانَا
أَيْنَ مِنِّي يَا صُحْبَةَ الصَّمْتِ .. شِعْرٌ ..
نَافِرُ الْجَرْسِ .. يَرْفُضُ الإِذْعَانَا
يَرْسُمُ اللَّيْلَ لِلسُّرَاةِ .. طَرِيقاً ..
صَوْبَ صُبْحٍ .. تَلُوحُ فِيهِ رُؤَانَا
يَمْتَطِي عَصْرَنَا الْقَدِيمَ .. وَيَمْضِي ..
عَاقِداً وَالْعَصْرَ الْجَدِيدَ قِرَانَا
نَاثِراً ضَوْءَهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
وَاللَّظَى فِي ضُلُوعِهِ .. مَا اسْتَكَانَا
***

أَيُّهَا السَّاكِنُونَ .. ـ عِمْتُمْ سُكُوناً ـ ..
أَرْشِدُوا شَاعِراً .. عَلَى الشِّعْرِ هَانَا
أَيْنَ مِنِّي قَصِيدَةٌ .. كُلُّ مَا فِيهَا
عَنِيفٌ .. يُبَعْثِرُ الْوِجْدَانَا؟
بِأَبِي .. بِالَّذِي وَرِثْتُ .. بِأُمِّي ..
شَطْرُ بَيْتٍ .. يُكَرِّسُ الأَوْطَانَا!
***
: لَيْسَ إِلاَّ الْبَعِيرَ .. ـ قَالَ صَدِيقٌ ـ
حِينَ بَيْنَ الْفِرِنْجِ .. عَاشَ زَمَانَا
حِينَ وَلَّى مِنَ "الرَّشِيدِ" انْهِزَامَا ..
حَامِلاً فِي الْحَقَائِبِ "الْخَيْزُرَانَا"
عَبَرَ الْبَحْرَ وَالْفِرِنْجُ نِيَامٌ
وَطَوَى أُمْسِيَاتِنَا .. وطَوَانَا
وَمَضَى فِي الْمَرَابِعِ الْخُضْرِ ..
يَرْعَى .. حَيْثُ أَرْخَى لَهُ الْهَوَى الأَرْسَانَا
وَقَضَى بَيْنَهُمْ ثَمَانِينَ عَقْداً
فِي فَضَاءَاتِ رَعْيِهِ .. دَيْدَبَانَا
فَغَدَا "الْبُوصُ" فِي الْحُقُولِ ..
"نَخِيلاً"
وَ"رَنِينُ الأَجْرَاسِ" ..
صَارَ "أَذَانَا"
***

هُوَ ذَا مَا أُرِيدُ يَا أَصْدِقَائِي
فَتَعَالَوْا .. نُرَتِّبِ الأَلْوَانَا
وَاسْمَحُوا لِي ..
عَنِ الْبَعِيرِ أُغَنِّي
وَاطْلُبُوا لِي مِن "الرَّشِيدِ" أَمَانَا
سَوْفَ أَهْذِي بِالأُغْنِيَاتِ قَلِيلاً ..
فَاسْمَعُونِي .. وَأَرْهِفُوا الآذَانَا


***
شَامِخٌ .. وَالرِّيَاحُ أَحْنَتْ خُطَانَا
صَامِدٌ .. وَالْخُضُوعُ هَدَّ قُوَانَا

رَاحِلٌ .. تَسْتَجِيرُ مِنْهُ الصَّحَارَى
كُلَّمَا أَعْتَقَ الزَّفِيرَ دُخَانَا

بَدَوِيُّ الْهَوَى .. رَقِيقُ السَّجَايَا
مَلِكٌ .. لَيْسَ يَلْبَسُ التِّيجَانَا

حَاكِمٌ لِلْقِفَارِ .. يَخْطُرُ فِيهَا
خَازِناً تَحْتَ جِلْدِهِ الصَّوْلَجَانَا

بَرْبَرِيٌّ .. مُهَجَّنٌ .. غَافِقِيٌّ
أُمَوِيٌّ .. وَلَيْسَ مِنْ مَرْوَانَا
***
صَوْتُهُ .. صَوْتُهُ إِذَا شِئْتَ وَصْفاً
زَمْجَرَاتٌ .. تُطَاوِلُ الرَّعْدَ شَانَا

رَأْسُهُ .. رَأْسُهُ بَعِيدٌ .. بَعِيدٌ
وَوَضِيءٌ .. كَشَمْسِنَا وَضُحَانَا


خَطْوُهُ .. خَطْوُهُ وَئِيدٌ .. كَلَحْنٍ
غَجَرِيٍّ .. لَمْ يَأْلَفِ الْعِيدَانَا

خُطْوَةٌ تَضْرِبُ الرِّمَالَ .. وَأُخْرَى
تَطَأُ الْيَأْسَ .. تَسْحَقُ الْحِرْمَانَا

تُدْمِيَانِ الصُّخُورَ مَاءً زُلالاً
تُنْبِتَانِ العَرَارَ والأُقْحُوَانَا

تَرْسُمَانِ الْخِيَامَ .. أَزْهَارَ شَوْكٍ
تَطْعَمُ الْبُعْدَ .. تَشْرَبُ النِّسْيَانَا

تَكْبُرُ الرَّسْمَةُ الصَّغِيرَةُ .. تَغْدُو
عَالَماً نَائِياً .. يَفِيضُ حِسَانا

كُلُّ حَسْنَاءَ فِيهِ .. حِينَ تُغَنِّي
شَدْوُهَا .. يَتْرُكُ الرِّمَالَ حَزَانَى
***...
إِيهِ زِرْيَابُ .. أَصْلِحِ الْعُودَ .. أَنْشِدْ
لِلرَّوَابِي .. قَصِيدَةً مِنْ غِنَانَا

عَلِّمِ النَّاسَ بَعْضَ عَادَاتِ قَوْمِي
كُنْ عَلَى أُمْسِيَاتِهِمْ سُلْطَاَنَا

بِأَبِي .. بِالَّذِي وَرِثْتُ .. بِأُمِّي
جَمَلٌ .. عَلَّمَ الْفِرِنْجَ الْبَيَانَا

بَرْبَرِيٌّ .. مُهَجَّنٌ .. غَافِقِيُّ
أُمَوِيٌّ .. وَلَيْسَ مِنْ مَرْوَانَا

***

بَيْنَ عَيْنَيْهِ .. وَالْهَزَائِمُ تَتْرَى
قِصَصٌ .. مِنْ شَبَابِنَا .. وَصِبَانَا

بَيْنَ عَيْنَيْهِ .. تَسْتَبِدُّ الْحَكَايَا
وَيْحَ عَيْنَيْهِ! .. مَا الَّذِي أَنْسَانَا؟!

بَيْنَ عَيْنَيْهِ ـ هَلْ دَرَى؟! ـ لَيْسَ يَدْرِي
بَيْنَ عَيْنَيْهِ "كَانَ.. يَا مَا .. كَانَا"

كَانَ فِي هَذِهِ الْبِلادِ .. بِلادٌ
غَيْرُ مَا يَعْرِفُونَ فِيهَا الآنَا

كَانَ فِي هَذِهِ الأَمَاكِنِ .. شَعْبٌ
غَيْرُ هَذَا الَّذِي يَسُودُ الْمَكَانَا

كَانَ فَوْقَ الْجُدْرَانِ بِالأَمْسِ .. رَسْمَاتٌ
.. سِوَى مَا يُطَرِّزُ الْجُدْرَانَا

وَطَنٌ .. ضَيَّعَتْهُ مِنَّا الْخَطَايَا
وَاخْتَزنَّاهُ فِي الضَّمِير اخْتِزَانَا
***

"شَارلْ مَارْتِلْ" .. وَلِلْفِرِنْجِةِ كَرٌّ
وَ"بُوَاتْيِيهُ" لَمْحةٌ مِنْ أَسَانَا

قُلْ "لأَلْفُونْسَ".. وَالْقِلاعُ تَهَاوَى
بَيْنَ أَحْجَارِهَا .. يَرِفُّ صَدَانَا

: هَذِهِ الأَرْضُ .. نَفْحَةٌ مِنْ هُدَانَا
وَمَهَاةٌ شَرِيدَةٌ .. مِنْ مَهَانَا

هَذِهِ الأَرْضُ .. جَنَّةٌ .. نَتَرَاءَى
فِي بَرَارِي أَعْشَابِهَا .. زَعْفَرَانَا

هَذِهِ الأَرْضُ.. طِفْلَةٌ ـ يَا عَزِيزِي ـ
مِنْ بِلادِي .. تُضَاجِعُ الإِسْبَانَا
***

قَالَ "لُورْكَا" .. يَا مُرَّ مَا قَالَ "لُورْكَا"
: "قُرْبَ نَهْرِ "الْوَادِي الْكَبِيرِ" لِقَانَا

قُرْبَ نَهْرِ"الْوَادِي الْكَبِيرِ"..خَرِيرُ
الْمَوْتِ .. يَسْقِي الْمُطَارَدَ الصَّدْيَانَا

آهِ "أَلْكُومْبَارْيُو" .. فَتَاتُكَ تَذْوِي
وَتُنَادِي .. فَلا تَرَى فُرْسَانَا

وَأَنَا .. خَافِقِي تَنَاوَشَهُ بَعْضُ
رِفَاقِي .. فَمَزَّقُوا الشِّرْيَانَا"

صَفَحَاتُ التَّارِيخِ .. يَا شِعْرَ "لُورْكَا"
سَحَقَتْ فِي سُطُورِهَا الإِنْسَانَا
***

هَاتِ سَيْفـاً .. فَأَصْدِقَائِي الْقُدَامَى
وَضَعُوا لِي عَنِ الْحُرُوبِ امْتِحَانَا

وَأَنَا النَّقْلَةُ الأَخِيرَةُ .. صَارَتْ
بِوَزِيرِي .. أَوْ بِي .. فَهَانَ كِلانَا

قَلْعَتِي .. فِي يَدِ الْمُنَافِسِ خَرَّتْ
قَبْلَ أَنْ تَلْمَسَ الْقِلاعَ يَدَانَا

وَجُنُودِي .. تَسَاقَطُوا عَنْ يَمِينِي
وَحِصَانِي .. عَنِ الشّمَالِ اسْتَكَانَا

وَدَمُ الْفِيلِ .. عَالِقٌ فِي ثِيَابِي
يَطْلُبُ الثَّأْرَ .. قَلْعةً .. وَحِصَانَا

رُقْعَةُ الّلِعْبِ .. أَقْفَرَتْ يَا وَزِيرِي
لَمْ يَعُدْ فِي الْمُرَبَّعَاتِ سِوَانَا

قُمْ بِنَا يَا وَزِيرُ .. "نَلْقَ الْمَنَايَا
كَالِحَاتٍ .. وَلا نُلاقِي الْهَوَانَا"

"وَإِذَا لَمْ يَكُنْ مِنَ الْمَوْتِ بُدٌّ
فَمِنَ الْعَجْزِ أَن ْ تَكُونَ جَبَانَا"
***

ثُمَّ يَعْلُو بِنَا النَّشِيدُ .. فَنَعْلُو
صُحْبَتِي .. أَغْمِضُوا مَعِي الأَجْفَانَا

سَأُغَنِّي لَكُمْ نَشِيداً قَدِيماً
لَمْ أَبِعْهُ "كَافُورَ" أَوْ "حَمْدَانَا"


فَاعِلاتُنْ .. مُسْتَفْعِلُنْ .. لَيْسَ عَدْلاً
كُلُّ هَذَا الْهَوَانِ يَا مَوْلانَا

فَاعِلاتُنْ .. وَيَسْقُطُ الْوَزْنُ مِنِّي
فَاعِلاتُنْ .. يَا شِعْرُ .. مَاذَا دَهَانَا؟

فَاعِلاتُنْ .. سَحَائِبُ الْغَزْوِ .. تَهْمِي
"فَاعِلاتٍ" مَا تَشْتَهِي فِي رُبَانَا

رَائِحَاتٍ عَلَى دَمِي .. غَادِيَاتٌ
عَادِيَاتٍ ضَبْحاً يُرِدْنَ حِمَانَا

فَمُغِيرَاتٍ فِي الصَّبِيحَةِ حِيناً
وَمُغِيرَاتٍ فِي الْمَسَا أَحْيَانَا

نَاثِرَاتٍ عَلَى الْمَدَى .. أَلْفَ جُرْحٍ
تَارِكَاتٍ حَلِيمَنَا .. حَيْرَانَا

فَاعِلاتُنْ .. مَا عَادَ فِي الْوُسْعِ شِعْرٌ
يَا خَفِيفَ الْهُمُومِ .. هَبْ لِي لِسَانَا

لَمْ يَعُدْ فِي السُّطُورِ مَوْضِعُ بَيْتٍ
لَمْ يَعُدْ فِي السُّطُورِ .. إِلا دِمَانَا

يَا "ابْنَ عَبَّادَ" .. لا سَلامَ عَلَيْنَا
فَرِجَالِي لا يُحْسِنُونَ الطِّعَانَا

دَخَلَ الأصْدِقَاءُ حُجْرَةَ نَوْمِي
وَالْمَغَاوِيرُ .. غَادَرُوا الْمَيْدَانَا
***

يَا "ابْنَ عَبَّادَ" .. أَصْدِقَائِي الْقُدَامَى
أَقْسَمُوا لِي فَغَلَّظُوا الأَيْمَانَا

وَعَدُونِي .. إِذَا خَرَجْتُ إِلَيْهِمْ
أَنْ يَكُونُوا الْحُسَامَ لِي وَالسِّنَانَا

أَخْرَجُونِي مِنْ بَيْتِ جَدِّي وَحِيداً
لِبُيُوتٍ .. لا تَذْكُرُ الإِحْسَانَا

تَرَكُونِي .. عَلَى الثَّرَى تَرَكُونِي
وَتَوَلَّوْا.. ليَقْبِضُوا الأَثْمَانَا

قُرْبَ نَهْرِ "الْفُرَاتِ".. عَادَ خَرِيرُ الْمَوْتِ..
يَسْقِي "الْمُحَاصَرَ" الصَّدْيَانَا

وَأَنَا .. خَافِقِي تَنَاوَشَهُ بَعْضُ
رِفَاقِي .. فَمَزَّقُوا الشِّرْيَانَا

***
ثُمَّ يَهْوِي بِنَا النَّشِيدُ .. فَنَهْوِي
فِي المَتَاهَاتِ .. نُكْمِلُ الْبُنْيَانَا

يَا "ابْنَ عَبَّادَ" .. أَيْنَ أَنْتَ ؟ .. أَجِبْنِي
جّفَّتِ الْبِئْرُ .. فَامْدُدِ الأَشطَانَا

أَنْتَ بِالأَمْسِ قُلْتَ: " أَرْعَى عَلَى الرَّحْبِ..
جِمَالاً .. ولَمْ تَكُنْ "نُّعْمَانَا"

أَتُرَى.. لَوْ خُيِّرْتَ بَيْنَ "ابْنِ تَشْفِينَ"..
وَ"أَلْفُونْسَ" .. مَا تَقُولُ الآنَا؟

كَيْفَ تَخْتَارُ وَالْحُصُونُ انْهِزَامٌ
وَالْخَنَازِيرُ تَمْلأُ الْمِيزَانَا

يَا ابْنَ عَبَّادَ..يَا "ابْنَ تَشفِينَ" .. يَا
"أَلْفُونْسُ" .. وَالْحَرْبُ لَمْ تَعُدْ كِتْمَانَا

صَفَحَاتُ التَّارِيخِ يَا أَصْدِقَائِي
سَلَبَتْ أُغْنِيَـاتِنَا الْعُنْفُـوَانَا
***

فَاعِلاتُنْ .. وَأَصْدِقَائِي الْقُدَامَى
وَضَعُوا لِي عَنِ الزَّمَانِ امْتِحَانَا

رَاهَنُونِي بِالْيَوْمِ.. رَاهَنْتُ بِالأَمْسِ ..
فَهَلْ يَكْسِبُونَ مِنِّي الرِّهَانَا؟
***..

فَاعِلاتُنْ .. مُسْتَفْعِلُنْ .. وَاحْتِقَانِي
يَنْفُثُ الشِّعْرَ .. ثَوْرَةً وَاحْتِقَانَا

صَفَحَاتُ التَّارِيخِ يَا أَصْدِقَائِي
تُفْسِدُ الشَّدْوَ .. تُبْطِلُ الأَلْحَانَا

فَاتْرُكُونِي أَرْعَى جِمَالِي .. فَإِنِّي
رَغْمَ يَأْسِي .. لَمْ أَفْقِدِ الإِيمَانَا

بِأَبِي .. بِالَّذِي وَرِثْتُ .. بِأُمِّي
جَمَلٌ .. زَلْزَلَ الْعُرُوشَ زَمَانَا

بَرْبَرِيٌّ .. مُهَجَّنٌ .. غَافِقِيٌّ
أُمَوِيٌّ .. وَلَيْسَ مِنْ مَرْوَانَا

عَبَرَ الْبَحْرَ .. وَالْفِرِنْجُ نِيَامٌ
وَطَوَى أُغْنِيَاتِنَا .. وَطَوَانَا

وَمَضَى فِي الْمَرَابِعِ الْخُضْرِ .. يَرْعَى
حَيْثُ أَرْخَى لَهُ هَوَاهُ العِنَانَا

وَقَضَى بَيْنَهَا ثَمَانِينَ عَقْداً
فِي سَمَاوَاتِ عِشْقِهِ .. نَشْوَانا

ثُمَّ وَلَّى مِنَ الْفِرِنْجِ انْهِزَاماً
نَاسِياً فِي الْحَقَائِبِ "الْخَيْزُرَانَا"

عَائِداً فِي المَسَاءِ نَحْوَ الصَّحَارَى
دَافِناً ثَوْبَ عِزِّهِ فِي ثَرَانَا

"سِيبَارَا .. إِلْ تِيِيمْبُو سِييِمْبرِي آ ..
لُوسْ يُونِيدُوس"..لا تَطْلبُوا تَرْجُمَانَا

كُنْتُ أَهْذِي بِالأُغْنِيَاتِ قَلِيلاً
فَاطْلُبُوا لِي مِنْهَا وَمِنْكُمْ أَمَانَا

"وَإِذَا لَمْ يَكُنْ .. مِنَ الْمَوْتِ بُدٌّ
فَمِنَ الْعَجْزِ .. أَن ْ [تَظَلَّ] جَبَانَا"

وَإِذَا لَم يَكُنْ .. مِنَ الحَرْبِ بُدٌّ
فَمِنَ الْحُمْقِ .. أَنْ تَبِيعَ الْحِصَانَا

وَإِذَا لَمْ يَكُنْ .. لَدَى الشِّعْرِ مَجْدٌ
فَمِنَ الجَهْلِ .. أَنْ يُسَمَّى بَيَانَا