المنازل !

[محمد السّالم]

يمرّ المنازل خالية خاطره مكسور = وكبده على ماشاف بالحزن ممرورة

بيوت السّعف والطين والمسجد المهجور = مٌُجرد شواهد ماضيٍ أنتها دوره

هنا وجار أبوه اللّي عليه الحطب مسجور = وصفر الدلال اللّي على الجمر منحورة

هنا فيّة أمه مع عفيفات تلك الدّور = جوار النقا مع كل حرّة ومستورة

هنا عرشة الدكان ومشغّل الماطور = يشيخ العطش ماسمعوا الحي ماطوره

هنا " صندقة رشدان " والكهربة والنور = بعد مايؤذن للعشىَ ينطفي نوره

هنا اول مدارس محو ؛ أميّة الجمهور = ولا ثقفت جمهور والجهل في طوره

هنا " منزل الحجّام " ؛ في عرفهم دكتور = من الفجر ؛ وامواسه على نار دافوره

شيابين ذاك الحي مرّوه دور بدور = وكنّه يرسّلهم إلى الموت في دورة

هنا ساحة الترحيل اضحت قفر مدثور = ولا عاد ابو سلمان يُسمع لحنتوره

هنا ملعب الصبية ؛ هنا دوّة التنور = هنا اول مصوّر في القُرى يضبط الصّورة

هنا ملعب الحلوات ؛ فلوة ؛ هيا ؛ منّور = جواهر ؛ عفاري ؛ مزنة ؛ وخزنة ؛ ونورة

هنا زاوية منها ينط الصّبي للسور = ويكشف خصايص بنت بالحيل مغرورة

يطالع جبينٍ ضو نوره صفا بلّور= تعلىَ جمر ؛ وثلوج ؛ وورود منثورة

لها في المرايا شغل ؛ تاقف ؛ تميل ؛ تدور = تُحاكي أمها ؛ "يمه أنا صح أمُوّرة ؟"

يتابع دلعها لين وقّف على المحذور = غدت نبض صدره وانبلاجه وديجوره

وهي ما خفاها شعورها ما علاه شعور = تصيّد دروبه لا طلع يلعب الكورة

حريصة على انها الصبح تُهدي " صباح النور " = وعلى كل صبح ساقته يمطر إسروره

إذا مر باب البيت والعذر صيد طيور = تقول العذر : بالعب مع الجار بطيوره

وَكبروا على ذا بين عصفورة وعصفور = وكلٍ يعرف أن العصافير معذورة

يرسّل عليها شعر مكسور في مجبور = وكان الهدف تعرف لظىَ ثورة شعوره

يهمّه تسمّع ماكتب لوّ ثلاث سطور = لأنه يراها كل ناسه وجمهوره

ولكن صدوف الوقت ما تترك المسرور = تجي له جزاف لين تاقف على زوره

مثل موقف بن العم والحاجر المسعور = تهد الحَلام اللّي من سنين معمورة

وراح الزمان ولا بقى كون حزن صدور= سكنها حنين خادره ضو سعمورة

يعيد الشريط بذاكره فكره المذخور = يحرّض خفوقه من سُباته على الثورة

لوّ أن الدموع تعيد مافات للممرور = بكا في المكان يلين تعشوشب ازهوره

تعرّف كثير ؛ وحب ؛ والحب له موفور = ولكن قلبه ماسكن به سوى ( نورة )