منتديات الفطاحله - مواعيد للرحيل

[center]
[color="black"]
خاطبتني وأنت حزين... بخطاب يحمل شيئا من الحنين... فمزّقتَ بنظراتك ستر الأنين... وصرخت أعماقي: أنت أيها الحب الدفيـن... كم كان قلبي معك وفي بعدك سجين!... وأنت لاهٍ عني مع غيري منذ سنين!..
هجرتَ عني.. وقد حملتك لغدي.. قلتَ لي قبل الرحيل.. هذا البعد ليس بيدي... يغلبني الأسى فتسيل دموعي على خدي... وأنا أنظرك وأنت راحل للغد... دون أي موعد..
هجرتَ قلبي وقد كان يعشقك... لا أدري أكان البعد أسعدك... بكيت دموعا فاضت الأنهار منها... وغرقت مشاعري في عتمة أحزانها...
قلتَ لي: "إنسيني.. حاولي العيش دوني..." فكأن قلبي قد فزع... وأنا أرى يد الرحيل تغتال ذاك الحب البريء...
رحلت عنك... ولرحيلي مواعيد... كان قلبي يئن على مسمعك... والدمع يجري على مرآك... هزئت من حبي.. وقلت لي: "كم ضعيفة أنتِ!!".. قلت لك: "ألستُ امرأة؟.. والوفاء خصلة من خصال النساء... وهذا الضعف ليس ضعفا... وإنما حب لم تعِ مقداره."
تاه الزمان فــيَّ وفيك... عرفتَ هذه وعرفتَ تلك... ودار الزمان وعدنا التقينا... وكان لقاء فيه غرابة...
بلهفة عهدتك فيها هرعتَ إلـيَّ... وبجمود نظرت إليك.. قلتَ لي: "حبيبتي اشتقت إليك.." فقلت: "بقلبي قد تغيّر حبك.."
نظرتَ إلـيَّ بكل ألم.. وصمتت وقد خالطني شيء من الندم... فقلت لي: " تعلمين مقدار حبي؟؟".. فقلت: "حبك قد تغير في قلبي.."
مرَّ الزمن وعدت لأراك... رأيت دمعك يسيل وأنت تقول: "أهواكِ.." أبعدت عيناي عنك.. وقلت لك يوما ما قررت أن أنساك... قلت لي: أريدكِ أن تكوني بحياتي.. قلت: لم أعد أملك زمام حياتي... فيوم رحيلك أُعلِن فيه تاريخ وفاتي... وقررت أن لا أعيش لذكرياتي... وأكون أقوى من نفسي وذاتي... يوم رحلت عن حياتي... بكيت على مسمعك بأعلى صوتي... قلت بالله عليك لاترحل عني... أتقدر العيش بدوني؟؟.. أنا لا! فأنت جزء مني... لكنك رحلت غير آبه بي... ولا بأنين قلبي... رحلت آخذا معك حبي... ولمّــا أنساك!!!.. أجدك تقف على دربي؟!!!
بالله عليك.. أي حب يعرفه فؤادك!؟ فأنت لاهٍ مع غيري وغيرك... أم تريد أن يكون الجميع طوع بنانك؟؟ فتحب هذا وتنسى ذاك.. وتعيش مع آخر، حياتك؟؟.. ألؤمٌ طُبِع فيك؟؟!
وهممت أن أقول شيئا لأكمل به كلامي... لكنه سبقني إليه فألهب نار آلامي... نظرت إليه وقد قال والإصفرار يملأ محياه: (أفقدتيني كل رغبة في الحياة.) فأردفت: (ولا أنا لي رغبة في الحياة..)
لقد وعدتك أنني سوف أنساك... وقررت كل يوم أن لا أعيش لأهواك... ولما علمت أن هواك كان معاناة... أعدمت في داخلي كل حب للحياة...
أنا لم أعد أنا... قبل شهور... كنت أحلم أن لا أفقد بريقك من عمري.. والآن لست أدري ما أمري... فلا تنسى أنك صرت ملك غيري...
قال بهمس شديد: أحبك..
فقلت: كنت في حاجة يوما إليك.. فلم تسمع صوتي يناديك.. حشرجة في الصدر كادت تقتلني... لكنك أومأت إيماءً.. أن ما عدت تريدني بحياتك...وها قد رحلت عنك باكية..أعيش كسري... لكن أيام فقط... عالجت فيها أمـري.. وجاد الزمان بما أثلج صدري...
أنا أيها الحبيب... وهذا قول القلب الذي عشقك... ماعاد ذاك القلب يعشقك... ولا الفكر صار يذكرك... ولا أحلامي تطرقك... ولا عمري يشتاق إليك... فقد كنتَ في وجودي القمر... لا.. بل البدر المكتمل.. لكنك رحلت وما تركت لي غير العتمة... وها قد أقبل الصبح... فعلمت أن قلبي كان النور... وأنت الظلمة التي أعدمت النور...
قال لي: (ما أقساك!!).. قلت: (ألستُ امرأة!؟... والكبرياء خصلة من خصال النساء.. وهذه القسوة ليست قسوة... وإنما لأنك علمتَ عمق ماكان من حبي لك..)

[/color]

[/center]