"والحب باللغة العلمية النفسية " السيكولوجية " هو انعكاس شرطي، أي يتولد الحب بين شخصين إذا أحسن أحد الشخصين المعاملة وتقرب بلطف ومودة إلى الآخر بصفة مستمرة بدليل أن أجدادنا وآباءنا القدماء أحبوا زوجاتهم بعد الزواج بالعشرة نتيجة المعاملة الحسنة والمودة المستمرة.
وقد ينهار الحب أيضاً بالانعكاس الشرطي أي أنه إذا أساء المحب المعاملة بطريقة جافة مستمرة يتهدم هذا الحب الكبير والدليل على ذلك أن كثيراً من المتزوجين الذين كانوا يحبون بعضهم حباً أشبه بحب العبادة يفترقون وينفصلون أحياناً لأن الحب لم يجد ما يغذيه من المودة والمعاملة الطيبة المستمرة"
ماذا نعني بالإنعكاس الشرطي او الإجرائي ؟
هنا المقصود :
لو قابلت شخص معين فتبسم لك ، فأنت ستتبسم له
ولكن لو لم يتبسم فلن تتبسم له . مثال آخر : لو قابلت احد وقلت السلام عليكم ، فرد عليك السلام ، فإنك ستكرر
العملية في المرة القادمة ، ولكن لو لم يرد فإنك لن تبدأه بالسلام.
وهنا نرى كيف أن الحب ينشأ من حسن المعاملة بين الطرفين ، فلو فتاة احبت شابا لكنه لم يكترث لها ولم يبادلها نفس المشاعر، فإنها لن تستمر في حبه ، ولو شابا أحب فتاة لكنها لم تبادله مشاعر الحب ، فإنه لن يستمر في حبه لها. في هذه العملية يحدث ما يسمى الإشراط : أي تزامن حسن المعالمة مع رؤية الشخص ، فلو رأيت
ذلك الشخص الذي تعودت منه الإبتسامه ، فإن منظره يكفي لإطمئنانك ، وربما توجد له العذر.
من خلال عملية الإشراط الإجرائي تم تدريب الحيوانات المتوحشة لتقوم بحركات معينة في السيرك ، فمجرد
التأشير لها من المدرب تقوم بما سبق تدريبها عليه ، لأنه تزامن ظهور الإشارة مع المعزز الإيجابي الذي كانت تعطى اياه وهو الأكل ، وبالتالي ليس من الضرورة ظهور الأكل في كل مرة ، ولكن ظهور ماكان متزامنا معه كفيل بأن يحدث نفس النتيجة.
ومن ذلك نصل إلى قناعة بصحة نظرية أن الحب فن يمكن تعلمه مثل أي فن من الفنون ، ولايمكن القول أنه
امر يعجز العقل البشري عن تفسيره من الظواهر .. فالحب ماهو إلا علاقة حميمة تطورت بين اثنين نتيجة حسن التعامل بينهما لفظيا وغير لفظي كالنظرة والإبتسامة ..