عرض مشاركة واحدة
قديم 04-03-2007, 07:30 AM   رقم المشاركة : 1
نورة الخاطر




معلومات إضافية
  النقاط :
  الحالة :

 

افتراضي الرياح والأشرعة


منذ زمن كاد أن يتوارىتحت ركام الصراعات في أروقة الذاكرة,الا أنه قفز فجأة إلى دائرة الضوء بفعل مايحدث الآن من اشتعال للأحداث على الصعيد السياسي في كافة أنحاء العالم على امتداد مساحات كوكب الأرض,والذي قد ينقلب فيه ميزان القوى على كوكبنا راسا على عقب ويرتد إلى مناطق غير متوقع لها السيطرة,ولا حتى على مقدراتها الشخصية جدا,ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين,ولكن المنافقين لايعلمون.منذ ذلك الزمن الغائر مثل جرح لايندمل,لأنه من يد انسان عزيز,وغاليا جدا على القلب,ولكن...)منذ هناك البعيد,وحتى هنا القريب وهذه القصة التي سأسرد لكم أحداثها الآن,ربما لأنها تشبه مايجري من أحداث,مع الفارق في الزمان والمكان,والشخصيات الا أن النزعات الانسانية تبقى متشابهة لحد كبير,ويبقى القاسم المشترك بين البشر جميعهم,هو,هو,برغم كل المتغيرات في المعطيات العامة والخاصة بزمن ما,وشعب ما,وحضارة ما,وارث ثقافي ما.لأن الغرائز هي ذاتها الغرائز الأولى,ومكتسبات الإرث الثقافي الأول هي ذاتها ماتزال تعيش في دواخلنا مهما حاولنا تجميلها وإضفاء صفة التطور,والإرتقاء عليها في محاولة فاشلة لجعلها تبدو أكثر اخضرارا..في أزقة مدينة هادئة على ضفاف الخليج العربي الدافي ما وانسانا,كانت هنالك مجموعة من الفتيات الصغيرات,يتفاوتن في كل شيئ,ولكنهن يجتمعن في مكان واحد محدد للعبووفي وقت محدد أيضا بحكم الجوار,وأمومة الطرقات,الرملية,التعيسة التي كانت أقدامهن العارية تنساب عبرها بشكل يومي..كانت إحدى بنات هذا(الحي) تعاني تخلفا عقليا الا أنها كانت طيبة جدا,ودودة,ومسالمة,بحيث تسمح لها والدتها بالخروج للترفيه عن نفسها مع بقية البنات في(الحارة),وكانت فتاة أخرى تملك قوة في الجسم,والشخصية هي المسيطرة على المجموعة في تلك الحارة بأسرها,ولاأبالغ إن قلت في المدينة كلها,مما جعلها تغتر بقةتها وتأمر كل الفتيات كما ,وعندما يحلو لها بضرب من تشاء,متى تشاء,والويل لمن لاتطيع,وتنفذ الأمر,أو الأوامر من المتعوسات(بنات الحي) فإن هذا القائدة الظالمة,المغترة بقوتها,وجبروتها ستنقلب إلى هذا العاصية,والخارجة عن إطار السرب,وتشبعها ضربا,وتعزلها,وتفرض عليها حصارا اجتماعيا لاقبل للنفس البشرية به..ذات يوم أمرت هذا الطاغية بقية البنات بضرب الفتاة المسكينة المتخلفة عقليا.عندما صرخت بهن بقولها:يابنات اليوم ترانا بنضرب(حصه)إلى أن تبكي)لم تفلح كل المساعي في ثنيها عن قرارها الظالم,ولاعن عزمها الشرير,لأن لاأحد يجرؤ أن يقول لا في وجه إرادة القوي حتى وإن كان القرار تعسفيا,ظالما,ولامبرر له الا حب السيطرة وفرض الرأي,فالخوف كان وحده كان سيد الموقف..أخذت الأيدي بكافة الأحجام تتوالى,والكلمات بأبشع الألفاظ تنهال على رأس الفتاة الضعيفة غير أنها لم تبكي كما كان متوقعا, بل لجأت للجدار تحتمي به ,فأصرت تلك المتجبرة على أن لامفر من جعلها تبكي,وصرخت بصوت جهوري,مرعب في الفتيات:لم هذه البلهاء لاتبكي برغم ماأكيله لها من ضربات؟ولم لم تشتكي مثل كل البنات؟ لابد وأن أجعلها تفعل وإلا فما جدوى قوتي)وأخذت تكيل لها الصفعات,واللكمات ومع كل البؤس الذي واجهته المسكينة المعتدى عليها,والذي يقطع القلب حزنا,الا أن تلك البائسة لم تبكي,فقالت المعتدية:لابد اليوم من جعلك تبكين وبصوت مرتفع يامجنونة)وأمسكت بفم الفتاة المسكينة في محاولة لفتحه حتى يخرج صوت البكاء,فما كان من تلك الفتاة المقهورة إلا أن أطبقت بفكيها على يد تلط القاهرة وعضتها بكل مالديها من قوة هي محصلة لصبرها,ونهاية لما استطاعته من تحمل.مما جعل صراخ,وعويل وصياح,وبكاء(الظلم)يزيح(الظلام) عن عيون بقية البنات,إذ أن وهم قوة الظالمة سرعان ماتهاوى تحت قوة الدفاع الصادق عن النفس,وكسرت هيبة تلك الطاغية الكبرى..وجعلها تبدو في نظر بنات(الحي)عادية جدا,وأقل من عادية..لقد كنت احدى فتيات تلك الفترة من الزمن,وبرغم إنني لم أشارك في العدوان على(حصة) فقط كنت أردد بصوت خافت:أبكي ياحصة أبكي)لأنني كنت أريدها أن ترتاح من الضرب بمجرد البكاء كما زعمت تلك المتجبرة,الا أنني وحتى الآن كلما مر بذاكرتي ذلك المشهد,أستغفر الله .وأبتهل إليه أن يسامحني ويتجاوز عني لأني لم أرد عن(حصة)الظلم,ولو بكلمة!!

http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=11836&P=4







توقيع نورة الخاطر
 
  رد مع اقتباس