الموضوع: ملائكة وشياطين
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-03-2007, 07:15 AM   رقم المشاركة : 1
نورة الخاطر




معلومات إضافية
  النقاط :
  الحالة :

 

افتراضي ملائكة وشياطين


ياإلهي رحماك بقلوب البشر التي لم تعرفك جيدا ,ولم تراقبك في السر والعلن,ولم تشرب من منابع هداك ولم تستأنس بقربك ياإلهي, فليس ثمة أقسى الخوف والحزن والقلق والشعور بالضياع,عندما يأتيك من حيث الأمن ,من مكان تأمنه,وهل في الدنيا أرحم وأحن وأكثر أمنا وأصدق قولا وأصفى نية للطفل في كل شيئ من صدر أم وأب؟
قال أحمد شوقي /فإذا رحمت فأنت أم أو أب ...هذان في الدنيا هم الرحماء)
الفتاة الامريكية (ملائكة) هي انسان قبل أن تكون تحمل جنسية بلد ما من بلدان الكرة الأرضية التي أصبح سكانها عبء عليها وعادوا ليدمروها كما كانت الجن والشياطين تفعل قبل ,قبل أن يرث الانسان الحياة على الأرض ليعمرها وهو سبب من أسباب خلقه كما أخبرنا الله بحيث أن عمارة الأرض سبب وجيه من أسباب خلق الله للبشر عليها..
رددت بصوت حزين مثلنا الشعبي الذي يقول/اللي مايخاف من الله خاف منه)وأنا مندهشة جدا حين قرأت الخبر,خبر ,قتل طفلة بيد والدها ياإلهي والدها,ملاذها عند الخوف؟والذي كان قد أقدم على قتل الطفلة(ملائكة)الاسبوع الماضي عندما دخل غرفة نومها وقام بخنقها بواسطة وسادة النوم وكتم انفاسها حتى فارقت الحياة بيديه الحانيتين,وبقوة ساعديه التي طالما حملها عليها ليهدهدها ويبعد عنها شعور القلق..
ولكن هاتين اليدين وهذا الوجه لم ينحني على الطفلة (ملائكة)هذه المرة ليرفع عنها الغطاء حتى لايخنقها,ولاليسدله عليها خوفا من البرد,ولا ليرد عنها أشعة ضوء أو شمس,ولاليبث الدفى العاطفي في جنبات روحها الصغيرة ولاليبتسم في وجهها,ولكن ويالقسوة لكن هنا,ولكن ليخنقها,ليسلب الحياة منها ,ليسرق الروح من جسدها الصغير,وليلقي بعا جثة لاحراك فيها على سريرها الصغير لالذنب إلا لأنه والدها, فياللبؤس وياللقبح ,وياللجنون,وياللبشرية الرعناء عندما تتخلى عن انسانيتها لتفعل مالا ترضى كائنات أخرى على فعله ومالا ترضى الحيوانات على الاقدام على تولي كبره وهتك ستره ومخالفة الغريزة ,غريزة الأبوة حيث حب الوالدين لأطفالهما غريزي النشأة تتشارك فيه كل الكائنات الحية على كوكب الأرض,فالحب هنا فطري لايحتاج لتذكير ولالمعززات ولالتنبيه ولذلك لايقتل الوالدان في الولد,لكونها جريمة لاتحدث أبدا,ولذلك وصى الله الأبناء على الأباء في مواضع كثيرة من كتابه الكريم,وأثنى على بعض الأنبياء والرسل بأن من صفاتهم البر بالوالدين,ولكن الله لم يوصي أبدا الأباء على الأبناء بسبب أن حب الآباء للأبناء غريزي والغريزة والفطرة ليست بحاجة لتذكير حتى تتم ممارستها ,ولكن الكائنات الحية تؤديها لاإراديا وعنها استعداد فطري لممارستها من غير تنبيه لها,وتحريض للقيام بها وتأديتها,لأنها مغروزة في الروح..
فكيف ياسيد مارك كنت وفيا لكافة غرائزك وخانك وفاءك مع أجمل الغرائز الانسانية؟
كيف تحولت(ملائكة)الرحمة في داخلك إلى(شياطين) عذاب ,يتقاسمون جسدك ويوجهونه؟
هل حقا أنت والد ملائكة؟هل حقا كانت تعتبرك يوما ملاذها؟كيف بربك خنت براءتها؟

نافذة ضوء/
بابا وسريري أنت تهدهده وأحس بقلبي يتقطع إذ يبعد وجهك عن وجهي بابا ياحبي ياعشقي الأول,الأوحد,وخيالات احتفالي,وابتساماتي الأولى كانت لوجهك الحبيب,الغالي جدا..
فلم ياأبي سرقت مني أغلى وأغز هبات الله للانسان(الروح)ورميت بجسدي الصغير هدية للديدان؟
هل تعشقت الموت ياأبي حتى لقد طابت لك ممارسته على طفلتك الصغيرة حبيبتك التي ماعرفت عشقا سواك ولاملاذا غير صدرك ولانافذة سحر غير عينيك ولاموسيقى حالمة سوى همس صوتك وأنت تناغيني؟أبي والكلام طويل وحزني عليك يطول وأنت سجين وحدتك وربما سوء قرارك وحمقه..أبي كم أود وأتمنى لو أستطيع سؤالك:لم نزعت روحي من جسدي,هل أطلعت على شيئا ماكنت تريد أحد يطلع عليه سواك,وهل كنت تظن أني أفهم شيئا من قبح وبشاعة بعض البشر؟

http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=12319&P=4







توقيع نورة الخاطر
 
  رد مع اقتباس