[مازن حجازي]

	هاتفتها فباحت بخلجات نفسها أيقظتني في ظلمة الليل على نبرات ضعيفة وصوت متهدج وأنفاس متقطعة أقلقتني دموعها المتتابعة أفزعتني كلماتها الحزينة أحسست أنها تهوي إلى مكان سحيق ماتت على شفتي الكلمات عجزت عن البوح بما في نفسي حاولت أن أخفف عنها ألمها فدفعتني نحو التعقل والحيرة وقعت فى وسط الطريق لا أدري وجهتي حاولت الخروج فتسمرت قدمي فى الأرض أحسست بإحساس غريب أن العالم من حولي توقف وأن الحياة لا تسير وأن الوقت لا يمر تساءلت لماذا يتحداني القدر ؟ ويقف كل شيء فى وجهي أيقنت أنها لا تزال تحادثني وأن كلماتها الهاتفية قد انتهت وأن بئر دموعها قد نضب وجف وان الحياة قد انتهت معها فى لحظات جافة ودقائق خادعة أيقظتني بقولها : حبيبي ساعدني أرجوك اصطدمت بنبرات صوتها المتهدج صحوت من جولتي الذهنية لأجد نفسي أبكي بدموع حارة وأعجز عن مواصلة الحديث أخبرتها أنني أموت كل يوم بل كل ساعة بل كل لحظة أخبرتني بأنها تقف إلى جانبي وأنها تؤازرني ضاع مني الأمل وشعرت بنار تتسرب إلى نفسي احترقت من داخلي واحترقت كلماتي وعدت بمفردي لا ألوي على شيء قلت لها : لا تخافي فقالت : وكيف أخاف وأنت إلى جواري أخبرتها بأن الفرج قريب وأن مع العسر يسرا اطمأنت لحديثي ودعتني بهمس لطيف أراك على خير