السقوط إلي أعلي


صعد درجات السلم .. تذكر تلك الأرض القاحلة التي كان يعيش فيها .. لقد صارت ذكري .. ابتسم للواقفين علي درجات السلم الممتد أمامه كمعراج سماوي .. كان كل شخص من تلك الشخوص الماثلة يحمل باقة زهور ويبتسم ابتسامة سلولية .. كانت تذكره بابتسامات المفاوضين في الأرض القاحلة .. صعد درجات السلم .. أخذت صورة الماضي تتلاشي من ذاكرته وتتمحور في رأسه أحلام وردية كلما صعد درجتين من سلمه المعراجي اللانهائي تذكر صديقه القديم " محمد " ولمعت في عينيه بعض حكمه " اصبر صبر الجمال .. الفرج قريب " .. ها هو الفرج يا محمد هذه هي الجنة .. أصعد إليها علي درجات هذا السلم .. نظر خلفه فجأة بعد ما همس إليه صوت صديقه القديم " لا تصعد إرجع إنها النهاية " أبصره وهو يشير بأصابع يديه الخمسة ثم اختفي .. وعلا ضجيج الشخوص .. " اصعد .. اصعد " .. أوشكت أن تصل إلي النجوم " .. تردد وهم بالرجوع فاعترضه كبير الشخوص .. " لا تستطيع الرجوع .. ليس أمامك إلا الصعود " .. اصعد .. قبل أن تتلاشي درجات السلم تحت قدميك .. فصرخ كيف ؟ ! " هل الدرج يتلاشي " ؟ .. نعم يا زعيم .. هذا الدرج يتلا شي خلفك مباشرة ليس أمامك إلا الصعود قبل السقوط " .. بدأ الشعور بدوار الارتفاع يسري في رأسه .. فقفز قفزات متلاحقة إلي أعلي ليصل إلي الكرسي المنصوب في الدرج الأخير .. أمسكه بيديه وجلس متشبثا به والدرج يذوب أسفل قدميه حتي وصل إلي درجة الكرسي فطاح به في الهواء ثم انقلب .

أمضاء
حماااس