عرض مشاركة واحدة
قديم 16-01-2008, 04:41 AM   رقم المشاركة : 1
الطائر المهاجر
** (عثمان العبدالله) ** المؤسس والمشرف العام
 الصورة الرمزية الطائر المهاجر





معلومات إضافية
  النقاط : 20
  الحالة : الطائر المهاجر متواجد حالياً

 

افتراضي صناع الحب.... لاتقع ضحيتهم


صنــاع الحب


يعتقد الكثير منا أن الحب نعمة الهية ما إن تنزل على قلب إنسان
حتى يرى الكون مضيئا ومشرقا ، لنجده تغمره السعادة بأن هناك من يحبه
من القلب ويبادله نفس المشاعر ، ليحلقا سوية في عالم آخر لايدرك سره
إلا هما ...
ينجرف في هذا التيار الكثير منا سواءا في مرحلة المراهقة ، ام في سن
متأخرة ، نتيجة ظروف عديدة ، تهيئ النفس البشرية للبحث عن محب .
ولكن قد يفوت على البعض أن الحب ليس إلا فن من الفنون يمكن تعلمه
ويمكن صناعته ليقع الأبرياء في شباك من يعتقدون أنهم أذكياء ، لنجد
الضحية وقد تعرضت لغسيل المخ وأصبحت اداة طيعه في يد ذلك الماهر فيسيطر عليها كما يسيطر العنكبوت على ضحيته ، يوجهها كيفما شاء
فلا يجد ادنى مقاومة ، ليبدأ في مراحل لاحقة مرحلة الإبتزاز الشخصي
للضحية ثم يتلوه بالإبتزاز المادي ، والضحيات لاتزال غير متصلة بالواقع ، بل وتصر على انها متبصرة وعاقلة . هذا النوع من غسيل المخ
تشتد ضرواته ويقوى مفعوله أكثر وأكثر حينما يوقع الصياد الضحية في المخدرت والمسكرات ، او يمسك عليها دلائل من تسجيلات وصور ، تستمر
خنجرا في خاصرتها ، فيما لوا استقيظت في لحظة من اللحظات ..
ولكن كيف يقع البعض ضحية والبعض ينجو ؟؟

كلما كان الإنسان جادا في حياته ، وكلما كانت البيئة الأسرية والإجتماعية المحيطة به تعاني من شرخ في علاقة الأفراد ببعضهم البعض
كلما كان هدفا سهلا وخاصة إذا وجد نفسه حرا طليقا بعيدا عن الرقابة
من هذه البيئة او هي متباعدة عنه ، فالعلاقة بين افراد الأسرة مثلا
لاتعدو كونها علاقة رسمية ، او انها علاقة احادية الجانب ، أو انها
تهمش بعض افرادهابدون قصد فيشعر بعدم الإنتماء لها، فنجد مثلا الوالدين او احدهما يعطي اهتماماوحبا وحنانا أكثر لأحد الأبناء او البنات الصغار في السن ، دون مراعاة لمشاعر الأبن او البنت الأكبر سنا ، لإعتقاده انه/انها لاتحتاج لذلك ، وهذا يؤدي إلى شعور ذلك الأبن
او البنت بنوع من الفراغ العاطفي الذي يدفعه إلى من يعوضه عنه .

ولكن منهم صناع الحب ؟
باختصار هم اناس
شعراء وكتاب بل وقد يكونوا اناساعاديون ماهرون في اختيار الجمل والمفردات العاطفية التي تتناسب مع الضحية ، فللحزن مفرداته وللهم مفرداته وللدفئ والحنان مفرداتها، ولكل رسالة او قصيدة او خاطرة
أو آهة ، توقيتها المناسب ، مستفيدين من مواهبهم وما يقرأونه من الكتب العاطفية او مشاهدة أفلامها ، ولعلي لااخفي سرا أن جميع قصائدي العاطفية هي من هذا النوع حيث يلعب الخيال دوره لإدراكي بأن الشعر
بدون قصائد عاطفية يصبح مملا ، اضافة الى تجارب قديمة خرجت منها
سالما لتحكيمي العقل ، خاصة وانني من النوع العنيد حسبما كان يصنفاني والدي رحمهما الله ، وفوق هذا تخصصي في الإرشاد والعلاج النفسي وخبراتي الطويلة في المجال.
والأخطر منهم من تعمقوا في دراسة التحليل النفسي وطرق السيطرة
على العقل الباطن للضحية ، او تخصصوا بها وربما استعانوا ببعض الأدويه التي تساعدهم على ذلك .
مثال بسيط :
حينما كنت اعمل في العيادة ، احضر إلي رجل فقد بصره ، وبعد التحاليل
تبين انه سليم من الناحية العضوية ، إذا فنحن أمام ما يسمى العمى الهيستيري .. في بداية الجلسة جمعت كل المعلومات عنه وركزت على العامل الذي قد يكون سببا في حدوث هذه الحالة له ، وفي نهاية الجلسة
وضعته تحت الإسترخاء العميق القريب من التنيوم المغناطيسي في بعض سماته وفعله ، ومن خلاله استطعت أن اخاطب العقل الباطن ، واوحي له
بأنه غدا صباحا سيستيقظ من النوم ، ويرى نورا خافتا، ثم تدريجيا
سيبدا في رؤية النور كاملا .
وفي الغد حوالي التاسعة صباحا وعند قدومي للعيادة رأيت المريض ومعه مجموعة من اقاربه وزملاءه في العمل والذين لم يكونوا معه بالأمس ، ينتظرون ، دخلت العيادة والكل ينظر إلي بما فيهم المريض ، ولم يحرك دخولي أي ساكن للمريض ، ولكن حينما القيت السلام ، قفز الرجل وأخذ يقبل رأسي ، وهو يبكي ، لقد أصبحت أرى ، وبالطبع عدم تفاعله لرؤيتي
وتفاعله لسماع صوتي يؤكد انه بالفعل لم يكن يبصر عند قدومه بالأمس ولم يرى شكلي .[/i]
[/SIZE]







توقيع الطائر المهاجر
 
تفاعلك مع غيرك يشجعهم على التفاعل معك
  رد مع اقتباس