عرض مشاركة واحدة
قديم 27-02-2009, 02:55 PM   رقم المشاركة : 1
راجي الحاج
(ابو معاويه)V.I.P/عضو شرف
 الصورة الرمزية راجي الحاج





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :راجي الحاج غير متواجد حالياً

 

افتراضي الكذب واتهام الناس بالكذب وحكمه بالإسلام


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

س: أعجب لمسلم يؤدي جميع فرائض الإسلام، ومع ذلك لا يتورع عن الكذب، فهل يعتبر هذا من الصالحين؟

ج : الكذب خلق سيئ ليس من أخلاق الصالحين ولا المؤمنين ، وإنما هو من أخلاق

المنافقين ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( آية المنافق ثلاث ، إذا حدَّث كذب ،

وإذا وعد أخلف ، وإذا أؤتمن خان ) (رواه الشيخان) .وفي رواية أخرى ( أربع من كن فيه

كان منافقًا خالصًا ، ومن كانت فيه واحدة منهن ، ففيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا

حدث كذب ، وإذا أؤتمن خان ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر ) (رواه الشيخان وأبو داود

والترمذي والنسائي من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما). فالكذب ليس من

خصال المؤمنين ، وإنما هو من خصال المنافقين ، الذين يكذبون دائمًا ، ويؤكدون كذبهم

بالحلف ، حتى في يوم القيامة يكذبون أمام الله ويحلفون له كما كانوا يحلفون للمسلمين

في الدنيا ، ويحسبون أنهم على شيء ، ألا إنهم هم الكاذبون . وقد جاء في القرآن

الكريم : ( إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون ) النحل :105

وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم : ( أيكون المؤمن جبانًا ؟ قال: نعم . قيل : أيكون

بخيلاً ؟ قال : نعم . قيل أيكون كذابًا ؟ قال :لا )(رواه مالك مرسلا عن صفوان بن سليم .).

من الناس من يكونون ضعفاء النفوس ، يتصفون بالجبن وشدة الفزع . ومن الناس من

يكونون بخلاء ، يتصفون بالشح وقبض اليد . هاتان الصفتان قد تكونان في الجبلة والطبع .

ولكن الكذب لا يكون إلا مكتسبًا . وهذا هو الذي يحاسب عليه الإسلام ويشدد فيه أبلغ ما

يكون التشديد . وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( عليكم بالصدق ، فإن الصدق يهدي إلى

البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، ولا يزال الرجل يصدق ، ويتحرى الصدق حتى يكتب عند

الله صدّيقًا . وإياكم والكذب ، فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ،

ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب ، حتى يكتب عند الله كذابًا) ( متفق عليه من حديث

ابن مسعود .) فالصدق عادة تكتسب بالتحري ، وبالمجاهدة وبالرياضة وبالتعود . وعلى

المسلم أن يعود أبناءه منذ نعومة أظافرهم على الصدق ، وينهاهم عن الكذب . حتى أن

النبي صلى الله عليه وسلم سمع أحد الآباء يقول لابنه مرة : سأعطيك كذا وكذا . فقال

له : هل تنوي أن تعطيه ؟ قال : لا . قال : إما أن تعطيه وإما أن تصدقه . فإن الله نهى عن

الكذب . قال : يا رسول الله ، أهذا من الكذب ؟ قال : ( نعم . إن كل شيء يكتب . الكذبة

تكتب كذبة ، والكذيبة تكتب كذيبة ) (رواه أحمد وابن أبي الدنيا عن حديث الزهري عن

أبي هريرة ولم يسمع منه .). والكذب يتفاوت قطعًا ، فكلما كان ضرره أشد كان النهي

عنه أعظم والإثم فيه أكبر . هناك كذب يعتبر من الصغائر ، وكذب يعتبر من الكبائر . يقول

النبي صلى الله عليه وسلم : ( ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ، ولهم

عذاب أليم: شيخ زان ، وملك كذاب ، وعائل مستكبر ) (رواه مسلم .). هؤلاء المذكورون

في الحديث يرتكبون المعصية دون حاجة إليها ، فالملك أو الرئيس الكذاب ، الذي يدجل

على الناس - والمفروض فيه أن يكون قدوة حسنة إثمه عظيم . والذي يزني بعد أن

تجاوز طيش الشباب إلى حكمة الشيخوخة .. والعائل المستكبر .. فقير .. لا حيلة له ..

ومع ذلك يتكبر أن يسمع الموعظة ، أو النصيحة ، أو غير ذلك مما فيه إرشاد له وتوجيه

إلى الخير. هؤلاء الثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ، ولا يزكيهم ، ولهم عذاب أليم .






توقيع راجي الحاج
 
  رد مع اقتباس