[جلال ابراهيم الصبيح]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه أول تجربة لي في مجال المقالات

وأرجوا أن تنال بعض إعجابكم :


(رحلة روحية إلى دمشق)


كل ما يحصل في حياتي....ممكن مع مرور الأيام أن يضمحل

وينسى....وكل ما حدث معي طوال فترة حياتي من حوادث

عاطفية وجسدية وروحية قد اندثرت وصارت من الماضي.....

ولكن....دمشق....الحادث الأكبر والأعظم في حياتي...وبعد

مرور قرابة السبع عشرة سنة من حياتي...لم استطع فهم

ولا استيعاب هذه الأحجية وهذا اللغز الروحي والعاطفي الذي

اسمه (دمشق) فرغم بعدي بمئات الكيلومترات ولكن أشعر

بوجود حبل سري يربطني بتلك المدينة الخيالية فمن بعد كل

ترحالي وانتقالي من مكان لآخر...عرفت بأن هذه المدينة (دمشق)

فيها سحر خاص....فيها أنغام ملائكية...فلشوارعها رائحة خاصة...

ولقهوتها مذاق خاص...ولصباحها إطلالة خاصة....ولمطرها نشوة

خاصة.....ولا يحس بها إلا من جربها وغمس روحه في كل تفاصيلها

فللعشق المقدس فيها روح جميلة....تحمي العشاق من غدر الزمان

وجور الدهر....فكل معتقداتي الروحية والعاطفية تتمحور وتتواجد حول

روح هذه المدينة (دمشق.

فكلما أغلقت عيناي ونثرت نفسي على الأرض...وتذكرت كل التخيلات

التي عشتها والتي لم أعشها هناك....أحس..بروحي تنشق من جسدي

كأنها ولوهلة تعيش هناك وتتركني بجسدي ملقيا على الأرض أعيش

بمخيلتي بعض الذكريات...فلهذه المدينة....تألق لا مثيل له...وروعة حضور

ورغم أني لا أزال في سن الشباب ولكن استطيع أن أقول بأني من خلال

تجربتي الشخصية...كإنسان...ثم كشاعر...ثم كمغترب...بأن جل تفكيري

وجل مرادي....هو....(وطني)....وكأي مغترب يتوق للعودة إلى موطنه الأم

وتقبيل ترابه المتناثر...واحتضان أشجاره المغموسة في أرضه...أن الوطن

ومهما كثر الترحال...وبعد المنال....وتعددت الأسفار....له إحساس آخر وشوق

غريب....كأن الروح الأبدية للوطن....تعيش في داخل القلب الغريب.

فدمشق هذه الحضارة التي احتضنت الكثير من الكتاب...والشعراء...والروائيين

الكبار....دمشق التي هي جنة من الجمال والبهاء والحضارة...كان لها دائم

الحضور في ذكرياتي.....وفي كل شق في قلبي لها نصيب.


عاشق دمشق