تتبعتها فى الشارع الطويل بين الجدران المسطحة والمباني العالية والمنازل المرتفعة
رأيتها تدخل من شارع وتخرج من الاخر
قدماها المثقلتين فى أواخر الليل وعيناها المغمضتين أنفاسها المتلاحقة تبعث فى نفسي ثورة لملاحقتها حتى نهاية العمر
توقفت على عتبات منزل متهدم تنبعث من بين ثناياه رائحة الفقر المدقع
طرقت على الباب بيديها الصغيرتين وكأنها نملة تبحث بين ثنايا القش عن حبة تتقوت بها بعد عناء يوم طويل من البحث
فتح الباب وخرج منه طفل فى ربيع العمر يبدو فى عينيه الواجفتين معان لا تنتهي من البؤس والشقاء
تدحرجت إلى المنزل فى ثقل وكانها سلحفاة بحث عن جحر تبيت فيه
وبعد لحظات .
سمعت صرخات وهمهمات وأقوال وكلمات تبينت من بينها " لم أحصل على الوظيفة "
|" انا جائع " " ليس معي نقود" " أجيب منين " " ليت الفقر رجلا لقتلته "
انتابتني رعشة مريرة ووجدتني اعجز عن الحراك "
يا رب السموات من لهؤلاء الضعفاء إلا رحمتك
أخرجتك ما كان فى جيبي ووضعته على عتبات المنزل ثم طرقت الباب وهربت مسرعا
وتذكرت كلمات قيلت لي "