لا شك ان الكثير منكم قد قرأ هذه القصيدة أو سمع ببعض أبياتها ..و حري بنا ان نحفظها لأن كل بيت منها قصيدة تستحق التأمل ، وموعظة تسألك التدبر ..وهي لأبي العتاهية ، إسماعيل بن القاسم بن سويد ، المكنى بأبي إسحاق ..
خانَك الطرفُ الطموحُ
أيها القَلب الجَمُوحُ
لِدَواعِي الخَيرِ والشـ
ـر دُنُـوٌ ونُزُوحُ
هَلْ لِمَطْلُوبٍ بِذَنبٍ
تَوْبَةٌ ، منْهُ ، نَصُوحُ
كَيفَ إصلاحُ قلوبٍ ،
إنمَا هُن قُرُوحُ
أحْسَنَ اللهُ بِنَا ،
إن الخَطايا لا تَفُوحُ
فإذَا المَسْتُورُ مِنا
بَيْنَ ثَوْبَيْهِ فُضُوحُ
كَمْ رَأيْنَا مِنْ عَزِيزٍ
طُويَتْ عَنهُ الكُشوحُ
صاحَ منْهُ برَحيلٍ
صائحُ الدهْر ، الصدُوحُ
مَوتُ بَعضِ الناسِ ، في
الأرضِ ، على البعضِ فُتوحُ
سَيَصيرُ المَرْءُ ، يوْماً ،
جَسَداً ما فيهِ رُوحُ
بَيْنَ عَيْنَيْ كُل حَي ،
عَلَمُ المَوْتِ يَلُوحُ
كُلُنَا في غَفْلَةٍ والـ
ـمَوْتُ يَغدو ، ويَرُوحُ
لِبَنِي النْيا مِنَ الدنْـ
ـيَا غَبُوقٌ ، وصَبُوحُ
رُحْنَ في الوَشْيِ وأصْبَحْـ
ـنَ علَيْهِن المُسُوحُ
كُلُ نَطاحِ مِنَ الدهْـ
ـرِ لَهُ يَوْمٌ نَطُوحُ
نُحْ على نَفْسِكَ يا
مِسْكِينُ إنْ كُنْتَ تَنُوحُ
لَسْتَ بالبَاقِي ولَوْ عُمـ
ـرْتَ ما عُمر نُوحُ