الموضوع: كشكول الريم
عرض مشاركة واحدة
قديم 19-06-2006, 11:59 AM   رقم المشاركة : 2
الريم
وردة الفطاحله/عضو شرف
 الصورة الرمزية الريم







معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :الريم غير متواجد حالياً

 

افتراضي أُريدُ أختاً...


كنت ومازلت أذكر تلك اللحظة التي بكيت وتألمت فيها من أعماقي,,ربما كنت أتألم لأول مرة
في حياتي لأمر لم يكن بيدي أن أحققه أو أن يحققه لي والداي..بكيت وقتها بحرقة وألم وضييق..
لم أبكي من قبل مثل هذا البكاء كان بكاءاً مختلفاً من نوعه..

كان بكاء خيبة أمل ,,
بكاء حلمٍ لم يتحقق لطفلة لم تتجاوز الخامسة من عمرها,,,كانت أول أمنيات حياتي "أن أرزق باأخت"

أخت تحب لي ما تحبه لنفسها,,
أخت تخاف علي,,
أخت تنصحني عندما أخطئ,,
أخت تشاركني همي وحزني وألمي,,تفرح لفرحي وتتألم لألمي,,
أخت أبوح لها بكل أسراري بكل آلامي بكل همومي ومشاكلي,,,

ولكن بذالك الوقت كانت كل امنيتي أن أرزق بأختٍ فقط لتلعب معي حتى لا ألعب لوحدي بين أخوتي الأولاد,,

كنت أدعو ربي ليلاً نهاراً أن أرزق بأخت ... مثل كل الفتيات من حولي
من قريباتي وصديقاتي ممن لديهن اخوات..

كنت دائماً أردد يا رب أٌريدُ أختاً يا رب

ولكن تحطم حلمي عندما بلغني الخبر بأن والدتي قد انجبت مولوداً ذكراً...

وقتها كنت أبكي و كنت أحمل لأمي في عيناي الكثير والكثير

من التساؤلات والعتاب وكأنها هي التي اختارت ان تنجب ولداً ..

لماذا يا أمي لماذا لم تنجبي لي أختاً؟؟

أريد أختاً ...

هذه هي كانت كلماتي عندما سمعت خبر حضور أخي الصغير الى العالم...


بدأت أمي تحاول بكل جهدها أن تغطي فراغ الأخت بالنسبة لي وتعوضني عنها

فلم تكن لي الأم الحنون فقط!

بل كانت بالنسبة لي الأخت المخلصة ,, والصديقة الوفية,, كانت رائعة بكل ما تعنيه الكلمة ...

كسبتني كثيراً فا ستطاعت أن تكسب ثقتي بها ,,

نعم لم تقصر معي في أي شئ بل على العكس دللتني
وجعلتني أتغلب على ما في داخلي من ألمٍ وحزن مررت به ,,


نعم أمي لقد كنتي لي كل هذا ومازلتي وساتظلين لي كل هذا ..

وانتي بالنسبة لي أعظم وأكبر من كل هذا ...

حفظكي الله لي يا أروع وأحن وأنقى وأوفى من على وجه الأرض لي ..

ولكن....

بالرغم من كل هذا يا أمي كبرت ومازلت أشعر بحاجتي للأخت,,

بل كلما كبرت كلما اصبح احساسي بحاجتي الى أخت يكبر في أعماقي ,,,,

لكن بهذه الفترة وباالتحديد بالفترة الأخيرة من عمري

حمدت ربي وشكرته بأني لم أرزق باأخت..

والسبب في ذلك هو.../

عندما رأيت أختاً تنهش بلحم أختها!

وعندما رأيت أختاً تكره نجاح أختها!!

وعندما رأيت أختاً تنافق وتجامل أختها!!

وعندما رأيت أختاُ تعادي وتحارب أختها لمجرد تفوق أختها عليها !!

وعندما رأيت أختاً تغار من أختها غيرة عمياء غيرة لم أرى مثلها بين الصديقات!!


وليس هذا فحسب..


بل

عندما رأيت أختاً تجعل أبنائها يُعادون أبناء أختها لمجرد الغيرة والكره للنجاح أختها وتفوقها عليها....

هل هذه هي الأخوة هذه الأيام؟؟

للأسف شيء مؤلم ..مؤسف ومريع ما يحصل اليوم بين غالبية الأخوات ...والأخوة ايضاً..

إذا هذا ما يحصل بين الاخوات والاخوة الاشقاء...فكيف بالغرباء؟

لم أعد الوم الاصدقاء على كل ما يفعلونه بعدما

رأيت ماتفعله الاخت بأختها...

بل و لربما ترزق بأخٍ أو أختٍ لم تلدهُم أمك!!

بالتأكيد أنا أتكلم عن فئة معينه ,,,وليس الجميع ,,لكن أعتقد أن الغالبية الآن من هذه الفئة ..

,,,

وختاماً

قال تعالى: ((وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرُُُُُُُُُ لكم ))

نعم ربما هو خيرا لي

أحمدك ربي وأشكرك ...







توقيع الريم
 
آخر تعديل الريم يوم 19-06-2006 في 02:09 PM.
  رد مع اقتباس