[بنت النور]

مع الزمن يتحول الألم إلى حزن .. ويتحول الحزن إلى صمت
ويتحول الصمت إلى وحدةٍ ضخمةٍ وشاسعةٍ كالمحيطات المظلمة
فالصداقة والحب .. لا يحتاجان إلى عهودٍ أو شروطٍ أو حتى لأسباب
يحتاجان فقط إلى شخصين رائعين .. شخصٌ يثق وآخرٌ يفي...
لا تحزن اذا لم يُقَدّر أحدٌ اهتمامك .. هذه هي طبيعة البشر
فهم لا يشعرون بـ قيمةِ الشخص ... إلا عند فقدانــــهِ
وأنا عندما أحب أحداً لا أفارقه أبداً .. حتى في أصعب الأوقات
لذلك اؤمن بـأن من يريدنــــي حقاً .... لن يتركني أو يهملني أبداً
فالإهمـــــال هو أول حرفٍ .... في أبجدية الرحيــــل
وعند الرحيل تصبح طرقات العودة مظلمةً جداً .. لهذا السبب لا أحد يعود
فعندما يصبح الرحيل خبراً مؤكداً .. يصبح الحديث عن العودة مجرد تضييعٍ للوقت
لأن كل التجارب تؤكد أن لا شيء يعود كما كان ..ولا شيء يعود كالسابق
المكان والزمان والظروف كلها تتغير .. وعقارب الساعة تسير بإتجاهٍ واحد
أعمارنا القصيرة وأيامنا القليلة .... تسير أيضاً بإتجاهٍ واحد
وبالتأكيد فإن ما كان قبل الرحيل غير قابلٍ للنسخ ولا للإعادة مجدداً في المستقبل
فليس علينا تضييع الوقت في البحث عن الراحلين ولا حتى في استعادة الذكريات
بل علينا أن نمضي بإتجاه المستقبل بروح المثابرةِ والإصرار لتأكيد حقوقنا
حقوقنا في صناعة سعادةٍ قابلةٍ للبقاء .. دون أن ترحل مع الراحلين
حقوقنا في إعادة ضبط حدود حياتنا كي لا تكون محطةً لكل عابر سبيل
ولكن يرحل من يرحل .. فقط ليــأتـــي من يستحق
فـ أحياناً هناك أشخاصٌ لا يصلح أن يكونوا في حياتنا مهما كنا نحبهم
أنا لم أتغير أبداً .. كل مافي الأمر أنني قد عرفتهم أكثر ... فأحببت البعد أكثر
فأنا الذي مشيتُ حتى تلاشت آخر أمنيةٍ من بين عينيّ
وتقرّحت قدمــاي من وعورة الطريق .. وبح صوتي من الصراخ
ولكنـــي .... مازلت أمشـــــــي
فقط لأنني غسلتُ قلبي منهم .. وشنقت أمنيتي الأخيرة