[علي إدريس الغانمي]

قد تنبأت بأن الطير عني سيهاجرْ
وسينسى أن قلبي بين عينيه مسافر
وسيسلو حين يلقى غيرنا يوماً ويرحل
وسينسى أنه من قال يوماً فلتغادر

وسينسى أنه من قال يوماً أنت عمري
قد تناجينا طويلاً ودموع العين تجري
ونسى الأغصان والأزهار والروض الجميلَ
وتناسى اللحن حتى خلته قد عاف شعري

قد شربنا من زلال الحب حتى قد روينا
وأسرنا منظر الأفق كثيراً ونسينا
كم ركبنا أبحراً في زورق العشق هياما
ورجعنا في سرور حاملي الدر الثمينا

كم طربنا من تغاريدٍ بها الطير هوانا
فغدا يرقص شوقاً يا حبيبي من رآنا
كم كسانا البدر من أنواره حتى انتشينا
ونسينا الوقت من حبٍ لكم حين اعترانا

كم كسانا البحر من أمواجه ثوباً جميلا
ومن النهر شربنا عذب ماءٍ سلسبيلا
طعمه أحلى من الشهد ويروي الظامئينا
لم أزل آت إلى البحر صباحا وأصيلا

علّني ألقاكِ يوماً فوق حبات الرمالْ
تتمشين عليها في هدوءٍ ودلال
وتناجين مياه البحر في شوقٍ شديدْ
أين من أهواه لا يأت إلينا في عجال

جئت للغابة كي ألقاه ما بين الزهورْ
أو على التربة حيناً يلتقط بعض البذور
أو على الأشجار يبني له عشاً من حرير
أو يغرّد جنب نهرٍ أو غديرٍ في سرور

أنا من غاص بحار الأرض كي يبحث عنكِ
أنا من طاف بوادي الأرض في شوقٍ إليكِ
يسأل الدهر ولكن لم يجبني أين أنتِ
وإذا البلبل يشدو ,طيركم قد صار يبكي

رغم ما قد صار منكم , يا حبيبي قد بكيتْ
فدعوا العذر فإني , لسواكم ما هويتْ
واتركوني في سبيلي ,علّني أنساكمُ
إن دربي غير دربكْ ,لا تعد لي ما بقيتْ