عرض مشاركة واحدة
قديم 20-12-2005, 01:01 AM   رقم المشاركة : 1
ابو ياسر




معلومات إضافية
  النقاط :
  الحالة :

 

افتراضي




الطريق إلي اسبرانزا
البحث عن الأمل



هذه قصتي عندما لم أتجاوز العشرين سنة من عمري ، كانت بداية الرحلة في عمل ، تحول بعدها إلي بحث عن الأمل ، الأمل الذي اعتقدت انه قد يكون موجود ، هذا الأمل هو حلم اعتقدت إني قد أجده في الفلبين أو في إي بلد أخر غير بلدي إلام السعودية.

أترككم مع الطريق إلي اسبرانزا و رحلة البحث عن الأمل:


[line]





كنت في أول سنة في الجامعة وعلى ما اذكر كان ما فيه دراسة و عرضو على بعض أقاربي إني أروح وخلص لهم بعض التأشيرات من الفلبين.

توكلت على الله إلي مانيلا وكانت هذي أول سفرة لي برا السعودية من دون ما أكون مع الأهل، قعدت في مانيلا في فندق على شكل شقق مفروشة أسمة ترافليرز ان ( Travelers Inn ) في مكاتي افانيو ( Makate Avenue )

و بديت اخلص التأشيرات إلي معي و أراجع السفارة السعودية، المشكلة انه كانت الحرب توها منتهية وكان فيه إعداد كبيره من العمال الفلبينيين إلي انحاشو أيام الحرب و كانوا ناويين يرجعون عشان كذا ما قدرت اخلص أوراق العمال بسهولة أو إلقاء لهم حجز ، يوم بعد يوم و إنا انتظر الحجوزات وتخليص الأوراق لكن بدون فأيده، المشكلة إلي ما كنت عامل لها حساب هي الفلوس إلي معي قربت تخلص و إنا ما حبيت اطلب فلوس من الأهل أو أقول لهم عن مشكلة الحجوزات خفت أنهم يضنون ضن مهوب زين.

كان الحل للمشكلة هذي إني اطلع من الفندق ودور لي على سكن ثاني ، بس المشكلة من اسأل ما اعرف احد وكنت متخوف إني انزرف إذا بديت اسأل الناس ( الفكرة إلي اعطيت لي عن الفلبين قبل ما أسافر كانت تخوف بشكل كبير ) بديت أدور في الجرائد الفلبينية إلي تنطبع باللغة الانجليزية ( الحمد لله لغتي الانجليزية زينه ) ولقيت إعلان عن شقه مفروشة في منطقة اسمها كلااوكان ( Claoacan ) في حي أسمة مورننق بريز ( Morning Breeze ) وكان سعر الشقة الشهري هو بس 3500 بيسو وكان سعر الفندق في اليوم 1500 بيسو ( كان سعر البيسو في ذاك الوقت حوالي نصف سعره الحين ) فكنت بوفر الكثير من الفلوس ، المهم توكلت على الله و أخذت لي تكسي ورحت للعنوان حق الشقة وكانت مقبولة ولا هي شينه وكانت عبارة عن شقة من ثلاث شقق كلها جنب بعض وصاحبة الشقق عجوز طويبه.

ضفيت عفشي إلي الشقة الجديدة وسكنت فيها و بديت معاد استخدم التكاسي ، كنت اطلع من الشقة و إما امشي للشارع الرئيسي أو اركب الدبابات إلي يكون مركب لها كرسي على جنب تراسكلي ( Tricycle) وكان سعر التوصيلة 1.5 بيسو بعد كذا كنت اتعنقط في باص على خط ايدزا ( Edza ) بسعر 10بيسو بدون مكيف أو 20 بيسو إذا كان مكيف ، إذا نزلت من الباص عند مدخل مكاتي كنت اركب لي جيب ( Jeepney ) وكان سعره 2.5 بيسو الين أوصل إلي مبني السفارة السعودية بعدين انزل و أشوف شغلي في السفارة ومكتب الخطوط السعودية.

استمريت على هالحال شهرين و مندون فأيده ، ما قدرت اخلص أوراق العمال و أسفرهم، المشكلة إن الدراسة بدت ومر حوالي شهر من الدراسة ولا صار شي , يوم قضت الدراهم ولعاد كنت قادر أسوي شي حزمت شناطي وتوكلت على السعودية.
و حطيت في بالي إني لازم ارجع بعد الدراسة وخلص أوراق العمال.


[line]



رجعت إلي مانيلا بعد ما انتهت الدراسة يعني بعد حوالي 3 أشهر ، لكن هالمرة ما كنت بالحالي كان معي واحد من الجماعة يقولون أهلي انه خبير سفر و بيساعدني على تخليص الورق.

وصلنا مانيلا بعد رحلة بالطيارة حوالي 9 ساعات وبعد مهاوش مع المضيفة لأنها ما عطتنا وجهة ( تراني ماني راعي مهاوش هذا خويي إلي معي ) .

نزلنا من الطيارة ورحنا نبي نأخذ تكسي للشقة إلي كنت مستأجرها أول ( نسيت أقول لكم إني اتصلت علي العجوز وحجزت لي شقتي القديمة ) رحنا لم مكتب التكاسي و قالوا لنا التوصيلة بحوالي 700 بيسو إنا عييت ادفع هالمبلغ ( مسوي نفسي قوي قدام خويي ) ومشينا للتكاسي إلي برا المطار ولقينا لنا واحد طلب 300 بيسو وافقت علية ورحنا للشقة لكن بعد ما طاحت قلوبنا من الحواري اللي هو مشا بنا فيها.

بديت أراجع السفارة السعودية ومكتب الخطوط السعودية عشان اخلص أوراق العمال بالحالي خويي إلي جاي معي عشان يساعدني صار من جمبها ولا عنده سالفة ، مغير يطلع كل يوم يتمشي ولا يرجع إلا بالليل.

في واحد من الأيام كان خويي نائم طول النهار يوم جت الساعة حوالي 8 بالليل قالي انه بيطلع يلعب بلياردو في محل قريب من البيت ، إنا حاولت أمنعة لان الأوضاع بالليل خطيرة والطريق للشارع الرئيسي موحش بالليل و زيادة علي كذا كان فيه واحد فلبيني مذبوح في الحارة قبل كم ليلة، طبعاً خويي ما سمع كلامي وطلع وهو لابس ملابس كشخة وساعة تبرق و جزمه من الغاليات ، بعد حوالي ساعة من طلعة خويي ولا باب الشقة يطق يوم فتحت الباب ولاه خويي وما كان علية من الملابس إلا الصروال الداخلي

إنا عقب ما خلصت من الضحك علي خويي سألته وش السالفة ، فقال لي : إنا كنت امشي للشارع عشان أدور لي علي تكسي وضيعت الطريق ولا دريت إلا و إنا امشي في حارة مظلمة موحشة ولا فيها احد ، ما دريت إلا وطلع على اثنين فلبينيين سلموا على و قالوا لي سلفنا 500 بيسو إنا قلت الهم و إنا معصب ( حسبي إني في الرياض ) ما عندي فلوس و اقلبوا وجيهكم ، شوي وما دريت إلا واحد منهم مطلع سكين و يقول لي بتعطيني الدراهم ولا اجز رقبتك ، إنا قلت يـا روح ما بعدك روح وعطيتهم ال 500 قالوا لي ما يكفي عطنا كل إلي معك قمت وعطيتهم كل الفلوس إلي معي حوالي 3000 بيسو ، قالوا ما يكفي عطنا الساعة قمت وعطيتهم الساعة قالوا الحين عطنا ألجزمه قمت وعطيتهم ألجزمه قالوا الحين افصخ وعطنا ملابسك إنا رديت عليهم و قلت لهم تكفون إلا الملابس قالوا يا الملابس يا رقبتك قمت وعطيتهم الملابس والحمد لله راحوا وخلوني بعدها حطيت رجلي وهذا إنا.

اصبحنا ثاني يوم ولا خويي حازم عفشة ( الظاهر ما نام طول الليل ) وقال لي إنا ماشي للمطار و راجع للسعودية هذول الفلبينيين ما يمزحون و يا روح ما بعدك روح.

إنا كملت شغلي والحمد لله خلصت أوراق العمال وسفرتهم للسعودية، بعدين بدييت أفكر في إني أتمشى في منطقة مانيلا فرحت لم مكتب سياحي و إعطاني المعلومات عن المناطق السياحية إلي إنا محتاج لها.

أول منطقة رحت لها كانت منطقة بركان و بحيرة تاال في منطقة تقيتاي ووصلت لها عن طريق سواق تاكسي ومشوار حوالي ساعة .
البحيرة يوجد في منتصفها جزيرة صغيره ، الجزيرة هذي على طرفها ما يعرف بأصغر بركان حي في العالم.
طبعاً المنطقة تعتبر مرتفعة بالمقارنة بمانيلا لذلك اغلب الطريق جبلي.
المنطقة من أجمل المناطق السياحية المحيطة بمدينة مانيلا ، و أفضل مكان لمشاهدة البحيرة و البركان هو من المطاعم الموجودة في قرية تقيتاي المطلة على البحيرة.

(اضغطو على جميع الصور لمشاهدتها بحجمها الطبيعي)



هذي صوره من احد المجمعات السكنية الخاصة الموجودة على الطريق من مانيلا إلي بحيرة تاال.





هذي صوره للطريق الرابط بين مانيلا و البحيرة.





هذي صورة لبحيرة و بركان تاال من قرية تاال.





و هذي صورة أخرا من البحيرة و البركان من القرية.






و هذي صوره لجزيرة تاال في وسط بحيرة تاال.





و هذي صوره للبركان تم التقاطها على جزيرة تاال نفسها ( بالإمكان الوصول للجزيرة عبر القوارب البحرية)





و هذي صوره للبحيرة الموجودة في داخل فوهة البركان.



ثاني رحلة كانت إلي منطقة يسمونها باقيو ( Baguio ) والتي تعتبر المنتجع الصيفي للفلبين ، ركبت لي باص الصبح من مانيلا حوالي الساعة 7 وكانت المناظر على الطريق من أجمل ما يكون ، كله جبال خضراء و وديان كلها ماء.
المشكلة إني يوم ركبت الباص ما سالت كم مدة المشوار والله لا يؤريكم ما وصلنا إلا بعد 10 ساعات لكن الحمد لله الباص كان تقريباً فاضي فآخذت راحتي في التسدح ، يوم وصلنا للمنطقة كان المشوار يستأهل تحس انك في مكان خيالي مكان ولا في الأحلام ، تشوف السحب من حولك ولا هو من فوقك لو تمد يدك تلامس السحاب ، و إذا رحت لطرف الجبل و نظرت للوديان اللي تحت تبكي من جمالها.


و هذي بعض الصور من الطريق إلي باقيو ، و صور من اعالى جبال باقيو:

















جلست في مدينة باقيو مدة يومين بعدين رجعت لم مانيلا و من مانيلا رجعت للرياض.

و كانت هذي نهائية سفرتي الثانية للفلبين.



[line]




عندما كنت اخلص أوراق العمال في مانيلا كنت أتعامل مع مكتب استقدام فلبيني وكان اغلب تعاملي مع فلبيني له اسمين إذا كنت عربي أو مسلم يقول إن أسمة يوسف إما إذا كنت غير عربي أو مسلم يقول إن أسمة جان ، طبعاً خويكم ما يخلي عنه اللقافة و استفسرت منه عن السبب في إن عنده اسمين فقال لي إن اسمه هو يوسف جان يعني اسم مركب لان أبوه مسلم و امة مسيحية .

الشخص هذا كانت الحقيقة أخلاقة عالية ومحترم إلي أقصي درجة في تعامله مع الناس إلي حوله، توطدت علاقتي الأخوية معه حتى بعد ما رجعت للسعودية كان يرسل لي رسائل و إنا أرد علية .

بعد حوالي 8 أشهر من رجعتي للسعودية قررت إني أسافر مره ثانيه للفلبين ( كنت ناوي أكمل التمشية في الفلبين ) ، أرسلت رسالة للفلبيني يوسف وبلغته إني جاي فبلغني انه بيستقبلني في المطار .

وصلت للفلبين واستقبلني يوسف ( والله انه أجودي ) ورحنا تغدينا وخذ سواليف ، من ضمن السواليف قال لي إن المكتب اللي هو يشتغل فيه قرروا أصحابه يقفلونه وان أخر دوام في المكتب بعد يومين و انه بيرجع لأهلة يزورهم في الجزيرة إلي يسكنون فيها قبل ما يدور له على وظيفة ثانيه .

إنا جازت لي السالفة بالذات إني ما كنت خططت لي على شي حتى الفندق ما كنت حاجز ، وقلت له إذا ما عندك مانع أروح معك إلي الجزيرة إلي فيها اهلك خصوصاً إني ودي أشوف وشلون أحوال الفلبينيين المسلمين ، قال لي أنها رحلة طويلة وان الجزيرة في أخر الدنيا ، قلت له ما عندي مشكلة و إني أحب المغامرات ( و يا ليتني ما قلت له إني بروح معك )

أول مشوار في الرحلة كانت ألروحه إلي ثاني اكبر مدينه في الفلبين سيبو ( Cebu ) ، طبعاً كان بأمكانا ما نمر عاى سيبو ونطلع على طول على المدينة إلى نبيها لكن لن مدينه سيبو على الطريق قلت له ليه ما نمر عليها ونقعد فيها كم يوم طبعاً هو ما خالف وتوكلنا على سيبو ( سيبو تقع في وسط الفلبين وتبعد عن مانيلا حوالي ساعة وربع بالطيارة ) .


وصلنا سيبو وطلع يوسف دلوله فيها لان أمه أهلها يسكنون في جزيرة قريبه من سيبو ، سكنا في فندق أربع نجوم اسمه بارك بليس هوتيل ( Park place Hotel ) عند دوار عثمانيا ، كان الفندق حليل وميزته إن المنطقة إلي هو فيها تعتبر نظيفة وحولها مجموعه من الأسواق .

قعدنا في سيبو يومين وكانت المدينة جميله و الطبيعة من حولها من أجمل ما يكون خصوصاً الشواطئ بالإضافة إلي أنها كانت بالنسبة لي أكثر أمان من مانيلا. طبعاً المدينة هذي كانت هي معقل الأسبان لمن احتلوا الفلبين ، لذلك كثير من الأماكن إلي تزورها تلقى فيها دائم اثأر اسبانية حتى بعض أهل المدينة تلقاهم مهجنين وفيهم أشباه اسبانية. إنا حبيت المدينة هذي لدرجة إني معاد رجعت إلي مانيلا في سفراتي ألاحقه إلي الفلبين .

قعدت في مدينة سيو لفيت خلالها على بعض الأماكن السياحية و الشواطئ الجميلة في محيط المدينة.


و هذي بعض الصور المتفرقة للمدينة و ما حولها من المناطق:





هذي صوره لمدينة سيبو من اعلي احد الجبال المطلة عليها ،منظر المدينة من اعلي الجبل هذا يكون في منتها الجمال بالليل.






















بعد ما قعدت إنا و يوسف في سيبو يومين حجزنا عشان نسافر إلي ثاني مشوار في الرحلة وكانت إلي مدينة بورتو برانساسا ( Puerto Princesa ) في جزيرة بالاوان ( Palawan ) .


وصلنا مدينة بورتو برينساسا على جزيرة بالاوان حدود الظهر بعد رحله بالطيارة مدتها حوالي 45 دقيقه ، يوم وصلنا قال لي يوسف انه لازم نأخذ لنا غرفة في فندق الين بكره الصبح عشان نركب باص يودينا إلي الطرف الجنوب غربي للجزيرة ، إنا قلت له ورا مانمشي الحين فقال لي إن الباص للقرية إلي نبيها ما يحرك إلا الصبح .


طلعنا من المطار و إنا علي بالي أدور تكسي لكن للعجب ما فيه تكاسي إنا التفت على يوسف وكلي دهشة و سألته وين التكاسي وين السيارات ضحك يوسف و اشر على مجموعة من الدبابات إلي مركبه كرسي على جنب ( الترايساكل ) وقال هذي التكاسي في المدينة هذي ( طبعاً كان فيه سيارات في المدينة بس قليله جداً ولا تلقاها إلا مع المريشين ).

توكلنا على الله وخذنا لنا تكسيين فياقرا ( قصدي دباب ) ، طبعاً تبون تقولون ليه أخذنا تكسيين وليس واحد والجواب بطاره مني كنت أبي أتمدد على كيفي مندون ما يزاحمني احد زايد إن قيمه ألتوصيله كانت بس 25 بيسو ( حوالي 3 ريال في ذاك الوقت ) .




هذا الدباب اللي أخذناه للفندق.



كان المشوار حوالي 15 دقيقة الين وصلنا الفندق ، ما كان للفندق اسم وكان على ما عتقد ربع نجمة بالكثير ، كان المبني مصنوع من الخيزران والغرف الداخلية كلها خيزران في خيزران ( الكراسي ، الطاولات ، السرير ) والغرف ما فيها تلفون ولا حمام ( الحمامات مشتركه في وسط الفندق ) ، لكن الشي الخطير إن الغرف كان فيها مراوح ( طبعاً ماهي من الخيزران ) . (حطو في بالكم إنا هذا كان في عام 1993 يعني أكيد الجزيرة تطورت وتغيرات ) .

استأجرنا غرفتين وحده لي ووحده ليوسف ، سعر الغرفة الوحدة كان 250 بيسو ( حوالي 35 ريال ) ، حطينا عفشنا في الغرف وكنا جوعانين ، رحنا للاستقبال في الفندق وسألنا إذا كان عندهم مطعم ، قالوا عندنا مطعم ودلونا عليه ، كان المطعم منفصل عن الفندق وفي وسط حديقة ولا كان له جدران جانبيه بس كان له سقف ، وطبعاً كلشي مصنوع من الخيزران. جلسنا على كراسي المطعم ولا كان فيه احد غيرنا ، جتنا وحده تشتغل في المطعم ( ولا كان يشتغل في المطعم احد غيرها ) وقالت لنا تبون أكل قلنا لها إيه ، فقالت إن الطباخ ماهو موجود ولازم ننتظر الين يجي. انتظرنا الطباخ الين جئ وبدا يسرد علينا المتوفر من الأكل ( ما كان عندهم إلا رز ابيض ولحم خنزير ولحم بقر وبعض الخضار إلي ما اعرف حتى وشي ) طبعاً طلبنا الرز ولحم البقر ، وبعد حوالي ساعتين من دخولنا للمطعم أكلنا أكلهم الي يجيب الهم. وراح كل واحد إلي غرفته وجلست في غرفتي اهوجس في هالرحله إلي تجيب الهم( طبعاً لا تلفزيون ولا يحزنون ) الين غلبني النوم .

أصبحنا ثاني يوم وخذنا عفشنا وركبنا لنا دبابين ورحنا علي مواقف الباصات, لقينا الباص إلي نبيه ودفعنا حق المشوار و انطلقنا في رحلتنا في حدود الساعة 8 إلي قرية اسمها ريو توبا ( Rio Tuba ) . المشوار كان طويل والخط في اغلب الوقت جبلي ويخوف ، بس كان روعة في الجمال ، وكنا كل كم ساعة نوقف في بعض القرى الصغيرة علي الطريق والغريب إن بعض هالقرى كانت في أعلا كل جبل نمر علية .

وهذي مجموعة من الصور للطريق الرابط بين مدينة بويرتو برنساسا و قرية ريوتوبا












وصلنا إلي قرية ريو توبا بعد مشوار حوالي 12 ساعة .

صحيح إن المشوار كان طويل ومتعب لكن بالنسبة لي كان يستأهل ، جمال الطبيعة العذراء والأنهار الصغيرة إلي تكون أحيانا علي جانب الطري كان شي ولا في الخيال بالذات في الطرق الجبلية ، والمناظر من قمم الجبال تخلي الواحد يفكر بتمعن في كل ما حوله .

من ألاشيا الغريبة إلي شفتها في الطريق كانت الشاحنات المحملة بكميات كبيره من ما بدا لي بأنه ( خيار ) ، إنا سألت عن ألحكمه في الكميات الكبيرة من الخيار إلي كان محمل في الشاحنات ، فكان الجواب إلي وصلني بان هذا ماهو خيار عادي وان هذا خيار بحري ما ينبت إلا تحت مياه البحر وان سعره يفوق 500 بيسو للكيلو الواحد وان غالبيته تصدر إلي اليابان .

الجزء الأخير من الطريق خصوصاً بعد غروب الشمس كان يخوف كل اللي كنت أشوفه هو أشباح الشجر عند منعطفات الجبال ، وكنت متوحش من المنحدرات إلي على جنب الطريق واللي في وقت النهار ما تشوف الأرض من ارتفاعها. والخوف الأكبر هو لو تجينا عصابة أو قطاع طرق كان نروح فيها ، لأنه يوم غابت الشمس ما شفت ولا سيارة على الطريق غير الباص إلي حنا فيه .

إنا خوفاً من إلي ممكن يصادفنا على الطريق قمت و أخذت بعض الفلوس إلي معي و حطيتها في ألجزمه إلي كنت لابسها ، يعني لو يوقفنا احد في الطريق و ننسرق على الأقل الواحد يبقى معه بعض الفلوس .

وصلنا إلي قرية ريو توبا بعد مشوار دام حوالي 12 ساعة يعني وصلنا حوالي الساعة 8 بالليل ، وكانت القرية خاليه ما فيها احد ( الظاهر إن أهل القرية ينامون بدري ) ، أول ما وصلنا كنا تعبانين بشكل كبير إنا كنت مستعد أتمدد و أنام في الشارع ، سألت يوسف إن كان فيه فنادق ننام فيها قالي إيه وان الفندق قريب ولازم نمشي الين نوصل ليه .

الفندق ما كان بعيد يوم وصلنا له ولاه كان عبارة عن بيت عادي ، طقينا الباب علي البيت وفتح لنا واحد نصفه نوم وسألناه إذا عنده غرف والحمد لله كان عنده غرفة واحده ( هذا إلي يسمونه فندق ما كان فيه أساسا إلا غرفتين ) ، أخذنا لنا غرفه بمبلغ 150 بيسو ، وما كان في الغرفة إلا سريرين حديد و دالوب ملابس إنا خفت يطيح إذا لمسته ، الحمام في الغرفة أول ما شفته ذكرني بحماماتنا في الرياض قبل 20 سنه ما كان فيه إلا حفره في الأرض وبزبوز مويه ( يا زين فندق الخيزران إلي في بورتو برانساسا ).

كنا جوعانين من المشوار الطويل ولكن لمن يكون الواحد تعبان ما يفكر في غير النوم، نمنا ذيك ألليله وقمنا ثاني يوم حدود الساعة 6 الصبح ( حتى النوم كان متعب السرير أول ما تنسدح فيه ينخفس بك الين تقريباً يلمس الأرض ) .

مشينا من الفندق اللي اكتشفت في الصباح انه على إطراف القرية إلي وسط القريه في حوال 10 دقايق ( كانت قريه كبيره ) , ورحنا إلي مواقف الجيوب حقة الركاب وكنا ندور علي جيب يروح إلي قرية ساحلية صغيره اسمها فالديز ( Valdez ) ، حصلنا الجيب إلي نبغاه وتوكلنا على الله .




هذي صورة الجيب إلي ركبناه.



الطريق إلي قرية فالديز كان طريق بري ويمر ما بين مزارع الرز علي طول الطريق ، إنا أول مل شفت المزارع هذي وكل مزرعة في وسطها كوخ صغير على طول تذكرت الأفلام الأمريكية إلي كانت عن حرب فيتنام وما عمري تصورت إني أشوف مشاهد حقيقية زى هذي ، سبحان الله في سحرها وجمالها.






هذا بيت مصنوع من الخيزران و سعف شجر جوز الهند يسكن فيه مزارعي الرز.












رغم انه شي نادر ، لكن في بعض الأحيان تمر سيارة أو جيب على الطريق نفسه.








هذي مجموعة من صور للطريق إلي قرية فالديز و مزارع الرز الموجودة على طرفي الطريق.



وصلنا إلي قرية فالديز الساحلية بعد ما يقارب 5 ساعات من السير على الطرق البرية بين مزارع الرز المختلفة .

القرية كانت صغيره جداً وجميع البيوت اللي فيها كانت على طول الشاطئ ، الشاطئ كان جزء منه رملي جميل والجزء الأخر منه كان صخري وفيه ما يشابه المرفأ الصغير للقوارب الكبيرة .

بدا يوسف يدور على أصحاب القوارب عشان يشوف إي وحده منها متجهه إلي الجزيرة اللي أهله يسكنون فيها ، الجزيرة كان اسمها مانقسي ( Mangse ) ، غاب عني يسوف ما يقارب 30 دقيقة و إنا جالس قدام مجموعه من المحلات على الشاطئ ، المحلات كانت غريبة تحصل محل معلق خنازير مذبوحة وراعي المحل قاعد يقطع الخنزير هذا ويبيع فيها ، وتحصل جنبه محل يبع لحوم مختلفة ومعلق لوحه على واجهة المحل مكتوب عليها كلمة حلال بالأحرف الانجليزية .

يوم رجع يوسف ولا وجهه منقلب فوق تحت ، سألته وش السالفة وش صار ، فقال لي انه ما لقاء إلا قارب واحد بيتوجه إلي جزيرة مانقسي وان صاحب القارب مهوب محرك للجزيرة إلا بكره الصبح لان عدد الركاب المتوجهين للجزيرة كانوا قليل .

قلت ليوسف طيب وش الحل ، قال ما فيه حل لازم ننتظر إلي بكره الصبح بعدين نروح مع القارب هذا ، قلت له طيب ماهي مشكله نشوف لنا فندق نقعد فيه الين بكره الصبح وفي نفس الوقت نستغل الفرصة و نتمشي في منطقة القرية لأنها كانت جميله وتستأهل الواحد يتمشي فيها. رد على يوسف وقال لا فيه مشكله لان القرية ما فيها فنادق و إذا كنا نبي نقعد في القرية لازم نشوف لنا احد نسكن معه في بيته. أو نرجع ونسكن في الفندق إلي في القرية اللي جينا منها .

إنا ما كان عندي استعداد اسكن في بيت ناس ما اعرفهم وفي نفس الوقت ظهري لين الحين يوجعني من النوم على السرير في الفندق في قرية ريو توبا و مشوار الخمس ساعات ، قلت له لا لازم نشوف لنا حل ثاني و إنا على استعداد إني ادفع لحد القوارب عشان يودينا بلحالنا إلي جزيرة مانقسي .

بدا يوسف يلف على أصحاب القوارب مره ثانية ويسألهم إذا كانوا مستعدين يودونا إلي الجزيرة بلحالنا وعن تكلفة المشوار. رجع يوسف بعد حوالي الساعة وقال لي انه لقاء قارب صيد وان راعية مستعد يودينا إلي الجزيرة مقابل مبلغ 5000 بيسو ( حوالي 650 ريال ) ، إنا على طول وافقت وركبنا القارب إنا ويا يوسف مع قبطان القارب و واحد من مساعديه .













هذي صور للجزر اللي على الطريق.


(يتبــــــــــــــــع)






توقيع ابو ياسر
 
آخر تعديل ابو ياسر يوم 31-12-2005 في 09:08 PM.
  رد مع اقتباس