عرض مشاركة واحدة
قديم 03-06-2008, 01:09 AM   رقم المشاركة : 11
ايمن الزغبى
كاتب ادبي
 الصورة الرمزية ايمن الزغبى





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :ايمن الزغبى غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كشكول ايمن الزغبى


تمضي الايام وتسير..تبتعد عنا ونحن نقترب.. من وداع ابدي اخير..
مهما التأم الشمل واجتمعنا فالدروب لا بد وأن تقطع أوصال حبالنا و تشق الارض بيننا فتبعدنا المسافات وتضيعنا الازقة والطرقات.. لا بد أن يأتي يوم ونرحل..لكن لمن الغلبة في النهاية.. من سيبقى ليعاصر أيام وداعنا واحدا تلو الاخر..من سيبقى للنهاية..ليضع الورود على قبورنا.. ويقرأ لنا سورة الفاتحة كلما مر طيفنا على ذكراه..ومرت ذكرانا على قلبه مرور الكرام؟

هل سنبقى أحياءا ً في القلوب أم بمجرد ان يوضع علينا التراب تذهب ذكرياتنا وهمساتنا واصواتنا في مهب الرياح التي تتطاير معها ذرات من غبار القبر بعد الدفن...
هل ستبقى الدموع في المآقي أم ستنزل على الوجنات؟
هل ستكتب احرف أسمائنا في القلوب أم على صخور القبور فقط؟
هل سنجد من يؤرخ ذكرى طيبة بعد أن كنا نداوي الجروح؟

أم إنها مجرد دفاتر صغيرة تكتب فيها الملاحظات ثم ترمى بعد أن نتخرج من هذه الحياة إلى حياة الاخرة؟

هل سننسى أم لنا في كل موقف حروف وكلمات قد تزرع البسمة وتداعب الروح؟
هل سنجد من يحزن لفراقنا ويحفظ ايامنا؟
هل أدخرنا من يبكي في مماتنا ويروي تراب منامنا بدمعه المتصبب؟
هل سنجد من يبكي كلما فتح صندوق الذكريات وانبعثت منه رائحة تلك الأيام الحلوة والمرة؟

هل أدخرنا من يشيعنا في جنازة وداع الحياة ومن يتأجج قلبه بالألم؟
هل جمعنا من إذا اجتمعوا ذكرونا بذكرى حسنة وترحموا علينا بواسع الرحمة والمغفرة؟:

أم انقضت أيامنا وانقضينا معها وأخرجنا كل واحد من قبله بعد ان انتهت مدة اقامتنا؟

قد نقسو احيانا ًلكنه ينبع من محبتنا لمن نقسو عليه...ولا يقسو عليك من يحبك إلا وهو يقاسي اكثر مما أنت تقاسيه...
قسونا كثيرا لكننا نعتذر حينها ونعتذر فيها ونعتذر في ثنايا كلماتها فلا يوجد من يقسو على أخيه، لا يوجد من يحقد او يكره بل لا يوجد إلا من يحب...
الحياة لا بد وأن تنتهي ويودع كل منا الاخر وداعا ً لا رجوع بعده...
في كل لحظة وكل دقيقة نودع ونودع فمن يدري لعلنا نغفو فلا نستيقظ ثانية...

الحياة ساعة..والوداع لحظة
لكن ألمها ليس له نهاية







توقيع ايمن الزغبى
 
  رد مع اقتباس