الموضوع: راكان بن حثلين
عرض مشاركة واحدة
قديم 16-09-2007, 03:31 AM   رقم المشاركة : 1
ثار التميميه
V.I.P مؤسس
 الصورة الرمزية ثار التميميه





معلومات إضافية
  النقاط : 20
  الحالة :ثار التميميه غير متواجد حالياً

 

افتراضي راكان بن حثلين


الأمير الفارس الشاعر راكان بن حثلين
هو راكان بن فلاح بن حثلين شيخ قبيلة العجمان التي حكمت منطقة الأحساء و الصمان في الجزيرة العربية قبل قيام الدولة السعودية بضمهما الى حدودها و هو من اشهر فرسان الجزيرة العربية في القرن التاسع عشر وولد الشيخ راكان في عام 1230هـ الموافق 1814م عندما قتل الشيخ فلاح بن حثلين (والد راكان) عام 1262هـ الموافق عام 1845م , خلفه اخوه الشيخ حزام بن حثلين (عم راكان بن فلاح بن حثلين) ,و عام عام 1276هـ الموافق عام 1859م ,و بعد ان امضى الشيخ حزام بن حثلين حوالي خمسة عشرة عاماً زعيماً لقبيلة العجمان , و تنازل عن زعامته لابن اخيه الشيخ راكان بن فلاح بن حثلين , في عام 1276هـ الموافق عام 1859م , بسبب كبر سنه. و بذلك يكون عمر الشيخ راكان بن فلاح بن حثلين حينما تولى زعامة قبيلته (46)عاماً ,و توفي عام 1310هـ الموافق عام 1892م عن عمر يناهز حوالي ثمانين عاماً , و بذلك تكون فترة زعامته لقبيلته خمسه و ثلاثون عاماً.

عرف عن راكان بن حثلين شجاعته و فروسيته و كذلك فصاحة لسانه و ايجادته للشعر حيث لا تزال ابيات شعره يتناقلها ابناء الجزيرة العربية في يومنا هذا و من اشهرها البيت القائل

يا محلا الفنجال مع سيحة البال=في مجلس ما فيه نفسً ثقيلة
هذا و لد عم و هذا و لد خال=وهذارفيق مالقينا مثيله

في بداية حياته احب راكان بن حثلين بنت عامر بن جفن آل سفران من امراء ال سفران و التي تزوجها لاحقاً و انجب منها ابنه فلاح بن راكان بن فلاح بن حثلين ,
والفتاة التي أحبها راكان كانت محجرة من ابن عمها ،وفي ذات يوم زارهم ضيدان ممتطيا فرس مشهورة ومعه بندقية فتيل غالية الثمن فاستغرب من عمه فلاح الأبطاء بإيقاد النار، فقال ...
ياعم لماذا لم تشعلوا النار؟ اين حاشيتكم
فاعتذر العم بأن الجميع مشغولون بالماشة ، وراكان هايم بحبه
فقال ضيدان :
هل هوعاشق البنت ؟
فقال فلاح :
نعم إلا أن ابن عمها حجرها
فطلب ضيدان من ابن عمها أن يبيعه تحجيرت البنت ، فوافق مقابل الفرس والبندقة
.....وبهذه المناسبة قال فلاح هذه القصيدة :-

يامن يبشر باريش العين راكـان=حنا شريناهـا وخلـص نشبهـا
شّرايها في غالي الأسواق ضيدان=بنت الحصان اللي طويل حجبهـا
وأعطاه غتما من طويلات الأثمان=اللي على المحراف عاجل ندبهـا
كله لعينا وقفته بيـن الأضعـان=يومه يخايل وين حروة عربهـا
ما يهتني بالبيت راقـد وسهـران=وما كثر نجوم الليل للي حسبهـا


وفي فترة مشيخة راكان بن حثلين لقبيلة العجمان قاد قبيلته في معارك كثيره ضد الدولة العثمانية و كان ايضاً خصماً عنيداً للدولة السعودية و حاكمها انذاك الامام فيصل بن تركي ال سعود رحمه الله , و لقد كانت الدولة العثمانية تدفع لقبائل الجزيرة العربية مايسمى بالخرجية و هي مبالغ مالية نظير حماية هذه القبائل للقوافل العثمانية عند مرورها في مناطق سيطرتها و كانت من تلك القبائل قبيلة العجمان التي يحكمها راكان بن حثلين و الذي كان قد اوكل الى شخص يدعى ابن عوده من اهل الاحساء باستلام الخرجية من الحامية التركية في الاحساء سنوياً الى ان في احد السنوات حيث حضر راكان و رجاله لاستلام الخرجية فنزل لدى ابن عوده الذي قام بارسال من يخبر القائم مقام في الاحساء و بالتالي و قع راكان بن حثلين في اسر العثمانين الذين قاموا بارساله الى اسنطبول عن طريق البحر حيث سجن هناك سنوات عده.

في اثناء الفترة التي سجن فيها راكان بن حثلين في اسطنبول اندلعت حرب بين العثمانين و دولة الأساقفة وهي احدى دول العجم انذاك و التي استطاعت حصار اسطنبول بجيوشها و لم يكن يفصل بين جيش الاتراك و الأساقفة سوى خندق كبير و لم يستطع الأساقفة ان يجتازوه الا بواسطة احد فرسانهم و كان اسوداً يمتطي حصان اسود و يقفز الخندق في كل ليلة و يتسلل بين جنود الدولة العثمانية و يقتل من يقتل و يلوذ بالفرار و بقى هذا الحال حتى ضاق بالاتراك الوضع فلم يستطيعوا ان يمسكوا ذلك الفارس او ان يلحقوه عبر الخندق و كان في هذه الاثناء راكان بين حثلين يتابع احداث الحرب عن طريق سجانيه فطلب منهم ابلاغ الوالي انه يستطيع ان يمسك بذلك الفارس و يخلصهم من شره تردد الوالي في الموافقة ثم رضخ لعرض راكان بن حثلين مع زيادة القتلى في جيش العثمانين فاعطى الفرصة لراكان بن حثلين بمواجهة ذلك الفارس حيث طلب راكان من الوالي فرساً و سيفاً و اخذ يدرب الفرس على قفز الحفر حتى اصبحت جاهزه و عندما جاء ذلك الفارس ليكرر مكان يفعله تفاجىء براكان بن حثلين امامه فتقاتل الاثنان و لما رأى الفارس شدة بئس و شجاعة راكان بن حثلين قفز الخندق هارباً نحو الأساقفة فقز راكان بن حثلين و راءه و استطاع ان يلحقه و يقتله فبلغ الوالي مافلعه راكان و انه خلص الجيش من شر ذلك الفارس فقال لراكان اطلب ماشئت فطلب ان يفك اسره و الرجوع الى الصمان بلاد اهله فوافق الوالي على طلب راكان و رجع لبلاده بعد اكثر من سبع سنوات في الاسر


الشيخ راكان بن فلاح آل حثلين من أشهر فرسا البادية , وأفعاله لم تكن لقبيلته وحدها بل فاخر بها جميع أبناء البادية ولا زلنا نحن نفاخر بها حتى الآن . . . خصوصاً حينما أسره الأتراك وخلص نفيه بفروسيته وصفق له الأتراك مرغمين , فهذا البدوي نحيل القامة هزيل الجسم بارز أشهر الفرسان وصرعه . . . والقصة مشهورة . . . ولا بد في حياة فارس كالشيخ راكان من حوادث طريفة , ومنها هذه الحكاية

كان الشيخ راكان في أواخر أيامه وقد بلغ من الكبر عتيا فحصل ذات مرة أن خرج هو ومعه شاب في عنفوان شبابه من أبناء قبيلته العجمان خرج الاثنان لأمر ما . . . وأدركهما التعب فأرادا أن يستريحا , فإذا هما يريان على بعد بيتاً , فلما اقتربا من البيت إذا هو خالٍ من الرجال وليس به سوى امرأة , فتعاند الشيخ راكان ورفيق سفره من باب الطرفة , فقال الشاب للشيخ : أراهنك على أن الفتاة سوف تجلسني وتأمرك أنت بصنع القهوة ظنا منها أنني أنا الشيخ . . . فأجابه راكان : إذا كانت تستطيع التمييز فستأمرك أنت وتجلسني , فاتفقا على ألاَّ يخبراها بشيء ويتركاها تتصرف بحرية تامة , وكعادة بنات البدو لما نزل الضيفان استقبلتهما ببشاشة وفرشت لهما للجلوس , فالبدوية تقوم بواجب الضيافة في غياب زوجها أو والدها حفاظاً على سمعته
المهم أنها أخذت برهة تدقق بوجهي الضيفين وتفكر . . . ثم أحضرت الفأس ورمته على الشيخ راكان وقالت له : قم واحطب وشب النار ((لمعزبك)) أي عمك أو سيدك وصلح له القهوة
التفت الشيخ راكان للشاب وأشار له بالسكوت كما اتفقا وأخذ الفأس وجمع الحطب وأوقد النار وصنع القهوة . . . هذا كله والشاب جالس لا يحرك ساكناً , امتثال لأمر الشيخ راكان ولما انتهى من صنع القهوة حمل الدلة وصب للشاب حتى انتهى ثم جلس وشرب والمرأة تنظر إليهما . . . فلما فرغ الشيخ راكان من احتساء قهوته التفت ناحيتها وأنشد يقول مخاطباً الفتاة

يا زيـن يللـي في ذراعـك نقاريـش=الحكم حكم الله وحكمـك على الـراس
إن شيتني حشـاش سيـد الحواشيـش=وإن شيتني حطـاب قـرب لي الفـاس
وإن شيتني خيـال أروي المعاطيـش=واثني وراهم يـوم الأريـاق يبـاس
الفرخ لا يغـويك في صفـة الريـش=طير الحبارى يا اريش العين قرنـاس
وهناك من ينسب هذه القصيدة لعبدالكريم الجرباء
ولما فرغ الشيخ راكان من قصيدته قالت الفتاة : أدخل على الله أي أحلفك بالله ما أنت الشيخ راكان
قال بلى . . . فخجلت وحاولت تصليح خطئها معتذرة أنها لم تعرفه فضحك الشيخ راكان وهدأ من روعها وأخبرها برهانهما

وفي رواية اخرى : مر بالقرب من بعض النساء اللواتي يقومن بجمع الحطب من اجل إشعال النار وكن تلك النساء من قبيلة المرة والعجمان فتعرفن عليه ، وهنا جاشت قريحته وقال هذين البيتين يوصيهن بصون العرض والشرف وقال
سلام عليكن كلكن ياحطاطيب =الله يساعد كلنا في نويه
بنات ياام لاتجن القصاصيب =وباليسري لاتدخلن في حويه


واذا كانت سجون الروم في تركيا شهدت أميرا وشاعرا عربيا هو "ابو فراس الحمداني "فان سجونها عايشت في العصور المتأخره أميرا وشاعرا اخر لايقل عن الحمداني شهرة وأفعالا هو "راكان بن حثلين " ومثلما وقف ابو فراس على كوة السجن منشدا

اقول وقد ناحت بقربي حمامة=ايا جارتا لو تعلمين بحالي
ايا ياجارتا ماأنصف الدهر بيننا=تعالي اقاسمك الهموم تعالي

وقف راكان على كوة مشابهة ويقول

لاواهني ياطير من هو معك حام=والاانت تنقل لي حمايض علومي
ان كان لامن حمت وجهك على الشام=بايسر مغيب سهيل تبغى تحوم
باكتب معك مكتوب سر ولا الام=ملفاه ربع كل ابوهم قروم
سلم على ربع تنشد بالاعلام=لا واهني من شافهم ربع يوم
ومن سايلك مني فانا من بني يام=من لابة بالضيق تقضي اللزوم
ربعي ورى الصمان وانا بالاورام=من دونهم يزمي بعيد الرجوم

الحادثه الاهم في حياة راكان هو اسره في سجون تركيا فقد حدثت عندما استغل والي بغداد مدحت باشا فرصة لتعود جيوش الاتراك لاحتلال الاحساء وحالما تستقر الاوضاع يلجا المحتل لتصفية المعارضين فكان راكان ضحية للغدر وتم اسره وقضي سبعة اعوام في الاسر
واسر راكان حدث بالقر ب من الاحساء اما طريقته فمختلفه بين ماتذكره الروايات الشعبيه وماتؤكده الوثائق التركيه ,ولكن الروايه الشعبيه تذكر انه اسر غدرا هو ورفيق له يدعى دهام خارج بلدة الاحساء بعدما عرفوه واختطف الى الجبيل حيث اركب سفينه الى بغداد ويذكر ان دهام اذى الاتراك في السفينه فالقوه بالبحر وكان راكان قد طلب منه قبل ذلك تركه والعوده الى بلاده لان الاتراك لايريدون اسره فلم يقبل

وعن الرحله بالسفينه والطعام يقول راكان
عقب المعزه صار كنا دراويش=الكل منا خبزته في يمينه
لاعاد لاقهوه ولاعاد به عيش=ولاعاد به فطحة خروف سمينه

وله ايضا مخاطبا حارسه الظابط التركي "حمزه"

حمزه مشينا من ديار المحبين=الله يرجعنا عليهم سلومي
مشوا بنا العسكر لدار السلاطين=في مركب جزواه ترك ورومي
عشرين ليل يمة الغرب مقفين=ماحن نشوف الا السما والنجومي
من الخداعه واحتيال الملاعين=هيهات لو اني عرفت العلومي .






توقيع ثار التميميه
 
  رد مع اقتباس