عرض مشاركة واحدة
قديم 07-01-2006, 03:40 AM   رقم المشاركة : 1
شذا الاشراف




معلومات إضافية
  النقاط :
  الحالة :

 

افتراضي (من هو اسبرانزا) رحلتي في ماضيه


السلام عليكم ورحمة الله



(من هو اسبرنزا) رحلتي في ماضيه

الحلقة الأولى

ترددت صرخة الحياة بصداها الذي ارتطم بجدران الغرفة الصغيرة المظلمة إلا من نور خافت مصدرة تريك صغير ، معلنة قدوم اسبرنزا إلى الحياة"مبروك ولد " كانت هذه هي كلمات جدته في 22/11/1389 هجرية.

نعم ،، في هذا اليوم و في تلك الغرفة الصغيرة المظلمة ، و في ذاك المنزل الصغير فوق دحديرة بحى المرقب بالرياض و بعد منتصف الليل بقليل دخل اسبرنزا الى هذه الدنيا ،،( قد يبدو غريب إن أكون إنا الوحيد بين إخوتي و أخواتي الذي يولد في البيت و على يد جدتي (أم أبوي))

.
ليه انولدت في البيت مع إن أختي اللي اكبر مني انولدت في مستشفي ، و كذلك إخواني اللي اصغر مني أيضا ،،، هذا سؤال ما عمري فكرت إني اسأله لا أمي أو أبوي.

كانت هذه كلمات اسبرنزا لي وهو يصطحبني معه في رحلته الممتعة الى الماضي , والتي سانقلها لكم كما سمعتها على لسانه لتستمتعوا فيها انتم ايضا:


ما أتذكر من أيام طفولتي الكثير ، الشي اللي ما يزال في ذاكرتي هو السيارة السوداء الكبيرة اللي كان يسوقها أبوي ، و أتذكر إني كنت و
إنا في عمر الأربع سنوات تقريباً إني كنت انظم حركة مرور السيارات النادرة في حارتنا ، و أتذكر كيف كان أبوي يربط في رجلي حبل طوله حدود العشرة متر عشان ما ابعد عن باب البيت مسافة كبيرة فأضيع كما كنت أضيع مراراً و تكراراً قبل كذا .

لكن الشي اللي كنت أتذكرة أكثر من غيرة هو يوم انكسرت يدي اليسار بعد ما طحت من فوق غسالة الملابس في بيتنا.
أتذكر إني كنت ادخل الغرفة اللي فيها الغسالة و اتشعبط فوقها الين أوصل للشباك الصغير الموجود في الغرفة و ابد في أذية أمي بعصا كبير و طويل كان في يدي ، كنت أقوم بالشي هذا و أنا واثق من سلامتي من أمي لأني كنت اقفل على نفسي في الغرفة هذي ، الين جا يوم من الأيام و زلت رجلي و طحت على حافة الغسالة و انكسرت يدي.

صياحي كان عالي و أمي لا حول لها ولا قوه ، الباب كان مقفل و مفتاحه كان عليه من الداخل.
أمي من الطرف الثاني من الباب تصيح بدروها بطريقة هستيرية ، فهي كانت تسمع صياحي العالي ولا تعرف وش صار لي ، تحاول دخول الغرفة بس ما تقدر لان الباب مقفل ، تهدا أمي قليلاً و تبدى في مهاداتي عشان افتح الباب ، و بعد كم دقيقة أتمكن بطريقة ما من فتح الباب ، أمي تشوفني و تشوف يدي المتدودله و العظم طالع منها فلا تتمالك نفسها إلا وتمسك يدي المكسورة و تعضها ، لأنها و بكل بساطه ما عرفت وش تسوي.

يسرع احد الجيران وينادي على أبوي من أمام احد دكاكين الحارة ، يوصل أبوي و يشوف يدي المكسورة و يأخذني بأقصى سرعة إلي مستشفي الشميسي.

ما زلت أتذكر المستشفي ، كانت ظلما و موحشة ، كانت الممرضات مصريات و الدكاترة هنود ، يجي الدكتور و يجبر يدي ، و في الصباح ارجع لبيتنا و قد لفت يدي بجبس ابيض أثقل مني.

تمضي الأيام و الأسابيع و يتم إزالة الجبس من يدي ، لكن المفاجاءة إن يدي ما التحمت في مكانها بطريقة سليمة و كانت مائلة بشكل واضح.

وش الحل ؟ ما فيه إلا حل واحد ، و يأخذني أبوي الى طبيب شعبي في الحارة.
"وش رأيك يا أبو قاسم ، وش الحل في يد الولد" كانت هذه كلمات أبوي للطبيب الشعبي أبو قاسم ، "ما فيه إلا إني اكسر يد الولد من جديد و أعيد تجبيرها " كانت هذه كلمات أبو قاسم ، الكلمات التي ما زلت اذكرها و كأني قد سمعتها للتو.

أبوي الله يهداه و يطول في عمره و بعد تفكير سريع لم يدم أكثر من 3 ثواني وافق على كلام الطبيب الشعبي أبو قاسم.

و الظاهر أبو قاسم الله يرحمه ما صدق على الله يلاقي طفل صغير في عمر الزهور و كله براءة عشان يتدرب على كسر ذراعه .

طلب أبو قاسم من أبوي انه يثبتني زين ، فقال له الوالد: يفضل يجي احد يساعدني في موضوع تثبيت اسبرانزا لأني اعرفه ما يثبته ولا عشرت رجاجيل (حتى وأنا بزر كنت أخوف اللي حولي) ، نادا أبو قاسم على ولده قاسم و طلب منه يساعد أبوي في تثبيتي.

عاد تخيلو شكلي و إنا عصقول أبو أربع سنوات و اثنين رجاجيل كل واحد منهم اكبر من الثاني مثبتيني بكل قوة و إنا مدري وش السالفة ، والله لو إني ذبيحة ما تشعبطو فيني و ثبتوني بالطريقة اللي ثبتوني فيها.

طلب أبو قاسم من واحد ثاني من مساعديه انه يجيب طشت (طاسة كبيرة تستخدم في غسيل الملابس أيام زمان) و يعبيها موية تغلي (صرت ذبيحة بيجزون رقبتها و بعدين بيسلقونها) ، جابو الطشت اللي كله موية تغلي من شدت حرارتها كانت الأبخرة منها تتصاعد تقل قدر كبسة مستوي.

سحب أبو قاسم يدي و مدها فوق الموية اللي تغلي و بدا يهمز ذراعي في مكان الكسر الأصلي ، طبعن بخار الموية حار مره ، و إنا الله لا يوريكم مغير احوس في مكاني ، أبي أفك نفسي و اهج ، بس وين الهجة و انا مثبتني اثنين جلوف.

قعد أبو قاسم يهمز و يمسج ذراعي كم دقيقة و بعدين مد رجلة و ثبتها في اعلي ذراعي من عند الكتف (والله الظاهر إن صمدو لاعب الأهلي أمتدرب على يديه) ، المهم إنا يا اسبرانزا المسكين ولولا إني كنت أبو أربع سنين كانت قلت لكم إني زغلت على روحي من الخوف ، بس مهوب إنا اللي يزغل على روحة.

أبو قاسم و بعد ما ثبتني برجلة تقل انه مثبت كوره بيشوتها فاول ، سحب يدي ذيك السحبة و ما سمعت إلا و ذراعي تطق تقل عود أسنان ، ياهي يدي طقت طقه عن ألف طقه ، من قوتها و من شدة الألم نقزت من بين يدين أبوي و يدين قاسم و تعلقت في مروحة السقف.

ياني ذاك اليوم صحت صياح ما يصيحة بزر في مية سنة ، يعني تخيلو ثلاثة رجاجيل يتجمعون على بزر و يكسرون يديه ، ياني حقدت على أبوي ذاك اليوم حقد.

بعد ما نزلني أبوي من المروحة و مسح دموعي و نخاريري ، أخذني و قربني من أبو قاسم مره ثانية ، عاد إنا خلاص استويت و استسلمت لقدري ، لو كانوا بيكسرون يدي الثانية كان ما خالفت.
طلب أبو قاسم من ولده انه يجيب أربع قطع خشب صغيرة من دالوب عندهم في الغرفة ، راح قاسم و جابها و كانت تقل اسياخ كباب (هي الشغلة خربانة خربانة ، بعد ما كسرو يدي الحين بيسوون مني كباب) ، اخذ أبو قاسم اسياخ الخشب الأربع و حطهن حول يدي و ثبتهن في مكانهن بشطرطون ورق حق الكراتين.

شالني ابوي و وداني للبيت في المرسدس الأسود حقه موديل 1970 ، و دخلني للبيت حقنا و إنا معلق على كتفة تقل حمامة مكسورة الجناح ، والله إن شكلي كان ينرحم .

مرت الأيام و كل أسبوع كان أبوي يأخذني اللي بيت أبو قاسم ، و أبو قاسم يمد ذراعي فوق طشت الموية اللي يغلي و بأصابع يديه كان يضغط على العظم حق ذراعي عشان يواسيه في مكانة و يتأكد انه لحم زين.

كان الألم من بخار الموية اللي تغلي و أصابع أبو قاسم و هو يضغط بها بكل قوه على ذراعي مثل الألم يوم يكسر يدي ، استمريت على الحالة هذي حدود شهرين و بعدها و الحمد لله جبر كسر ذراعي زين و اعتدل ذراعي مظبوظ.

بعد كم شهر وسع الله على أبوي و قدر يطلعنا من المرقب و ينقلنا إلي بيت جديد في حي عسير (الحي الواقع خلف أسواق مكة ألان) ، طبعاً اللي يعرف حي عسير ذيك الأيام بيعرف انه يعادل العليا الأيام هذي.

في الحي الجديد سكنا في ازين بيت في الحارة ، كان البيت مبنى من طين الا واجهته اللي كانت مبنية من بلك.

من قدنا ذيك الأيام و إحنا ساكنين في بيت واجهته بلك ، كانوا بزارين الحارة يغارون مننا و يحسدونا, ااااايه أيام حلوه راحت.

المهم في البيت الجديد بديت في ممارسة هوايتي الجديدة ، هوايتي الجديدة كانت المشي فوق سور سطح البيت ، السور كان مبنى من بلك 10 سم ، و اسبرانزا كان يمشي و يركض علية تقل انه ملعب كوره قدم.

إما أبوي و أمي فكانوا كل ما شافوني امشي على جدار السطح يجون لمي و يهادوني و يوعدوني بالحلاو و البسكوت الين انزل من فوق الجدار ، و أول ما انزل من فوق الجدار كانوا يعطوني الكفوف بدل من الحلاو.

كان جنب بيتا على طول ناس يقال لهم عائلة الحوطي و كان ولدهم عبدالله واحد من افراد العصابة حقتي و قبال بيتنا كانوا عائلة المزيد ساكنين في بيت على ثلاث شوارع ، عائلة المزيد كان عند أبوهم دكان صغير (سوبرماركت) ثلاثة متر في مترين ، كان أبوهم الله يرحمه يبيع في الدكان ، ياهو الدكان كان حلم كل بزر في الحارة ، كان فيه بسكوت الميزان و الشكلاطة اللي تجي على شكل مثلث و كان فيه حلاو مصاص ، ياهو طعمها لين الحين في راسي و لو انه عندي كان طلع ازين بألف مرة من السنكرز و التويكس و ما شابة ذلك من حلاو الايام هذي.

أحلا شي لمن يكون معي ريال و أروح اشتري به قارورة ببسي و بسكوت، كان يوم عيد ذاك اليوم.

المهم مرت الأشهر و جت موافقة للوالد انه يروح يدرس في أمريكا.

أمريكا بلد في أخر الدنيا و شوارعهم كلها زرع اخضر ، هذا كان تعريف أمريكا اللي قاله لي الوالد ذيك الأيام.

(يتبـــع)

[line]


في الجزء القادم انشاءالله أتكلم لكم عن أول مره يركب اسبرنزا فيها طيارة و أول مره يروح فيها لأمريكا و عمره 5 سنوات.






توقيع شذا الاشراف
 
  رد مع اقتباس