الموضوع: رجال الحجر
عرض مشاركة واحدة
قديم 23-11-2007, 04:52 AM   رقم المشاركة : 13
محمد الأحمري
همس الخيال /شاعر/%التفاعل-
 الصورة الرمزية محمد الأحمري





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :محمد الأحمري غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: رجال الحجر


الحلقه السادسه



يبدو أن الأمير محمد بن عائض لم ينو القيام بمواجهة مع تلك القوات مما دفع شريف مكة إلى عدم تصديق ما يحدث وظن أن في الأمر خدعة ، فبعث يطلب إمدادات وقوات إضافية .
وعلى الرغم من إرسال الجناب العالي في مصر تلك القوات إلى الحجاز امتثالاُ لأمر الباب العالي ، إلا أن وجودها كان بمثابة الضغط على أمير عسير ليرضخ للأوامر والخضوع للدولة العثمانية .
ولقد تحقق للحكومة المصرية ما كانت ترجوه بعدم الاشتباك مع أمير عسير ، والوصول إلى حل المشكلة عن طريق التفاوض وبذلك تقرر عودة الجنود المصريين إلى بلادهم .
كما بعث خديوي الأقطار المصرية إلى محمد بن عائض رسالة وضح فيها مدى إعزازه وتقديره لمحمد بن عائض وبين فيها أن سبب قرار الدولة العثمانية بمهاجمته هو ما قيل عن ابن عائض ، من عدم طاعته للدولة العثمانية وميله للاستقلال ، كما أنه وعده بمنحه لقب أمير الأمراء إن اثبت الطاعة للدولة العثمانية .
ومن هنا نستنتج حقيقتين هامتين :
الأولى : أن إصرار الدولة العثمانية على القضاء على إمارة آل عائض في عسير إنما كانت بسبب الوشاة والحساد الذين كانوا يضخمون خطر هذه الإمارة الناشئة على الدولة العثمانية .. من أمثال أشراف الحجاز .
الثانية : احتفاظ الخديوية في مصر بعلاقة قوية مع أمير عسير بدليل نجاح سفارتها لدى أمير عسير في اعترافه الأسمى بسلطة الدولة العثمانية ، أضف إلى ذلك إصرار خديوي مصر على إعادة سفيرة مرة ثانية بحجة السلام على ابن عائض ومشافهته بشأن المودة الحقيقية بينه وبين أمير عسير .

ونتيجة لكثرة الاضطرابات والدسائس التي كانت تحاك ضد محمد بن عائض من قبل العثمانيين وأشراف الحجاز والمخلاف السليماني أضطر التنازل عن معظم المخلاف السليماني وساحل اليمن وسلمها إلى الدولة العثمانية وذلك بهدف تجنب نقمتها عليه .

وعلى الرغم من تمسك الأمير الحرفي بالاتفاقات التي كانت بينه وبين الدولة العثمانية ، فأن الشكاوي والوشايات ظلت تصل تباعاً إلى الباب العالي وإلى الخديوي في مصر تتهم محمد بن عائض بتعدي الحدود والخروج على طاعة الدولة العثمانية ، فكتب إليه خديوي مصر رسالة مؤثرة ينصحه فيها بعدم الميل إلى الحرب والبقاء تحت طاعة الدولة العثمانية
وفي آخر الرسالة يشدد الخديوي على محمد بن عائض بأنه يجب الالتزام بالعهود والمواثيق وإلا فأنه لن يحصل له إلا الندم . وفي ذلك تأكيد على غضب الخديوية من محمد بن عائض لأن الرسالة تتضمن عتاباً ، وفي بعض فقراتها تحذير وتهديد ، والجدير بالذكر أن الخديوية هي التي رعت الاتفاقية التي تمت بين أمير عسير محمد بن عائض وبين الدولة العثمانية .

وفي هذه الأثناء أحاط العثمانيون بإمارة عسير من الشمال والجنوب ، وأخذوا يتحينون الفرصة المناسبة لسحق تلك الإمارة العربية ، ومما ساعدهم على ذلك أن الأمير لم يكن في مرونة والده مما جعله يشغل نفسه بمحاربة العثمانيون في تهامة بصورة استفزتهم ودفعتهم إلى القضاء على أمارته .
واستمرت الشكايات تتوالي من أشراف أبو عريش ومن أشراف الحجاز لسبب ولغيره بهدف إثارة الدولة العثمانية على محمد بن عائض .

هجوم الأمير محمد بن عائض على الحديدة
يبدو أن الأمير محمد بن عائض أدرك أنه لن يستقيم له الحال ما بقي العثمانيون ومن يساعدهم في المخلاف السليماني ، لذا فقد قرر إخراجهم من المناطق التي ينزلون بها وجمع جنوداً لذلك من عسير وقحطان وشهران وبنو شهر وغامد وزهران ، وقرر تنفيذ ما عزم عليه وتوجه إلى المخلاف السليماني لإخراج العثمانيون من المنطقة نهائياً .
وفي الواقع أن ما قام به محمد بن عائض يعتبر مغامرة عسكرية خاطئة لأنه كان في موقف صعب من ناحية التسليح . ومهما يكن من شيء فقد كان هجوم محمد بن عائض على الحديدة مفاجأة كبيرة لكثير من المؤرخين ، فلم يكن لها تعليلاً مقنعاً لدى أي مؤرخ . إلا أن ضيق محمد بن عائض بالعثمانيين وتواجدهم في المخلاف السليماني قد يكون هو السبب .

وبعد أن أكمل محمد بن عائض استعداداته العسكرية لتنفيذ ما عزم عليه توجه بقواته إلى المخلاف السليماني فقصد أبو عريش وقام بإخراج الحامية الموجودة في قلعتها واستولى عليها . ثم ضرب الحصار حول قلعة جازان حتى سقطت في يد قواته ، ثم وصل إلى باجل واستمال قبائلها وعلى رأسهم شيخهم ثم قام بحصار الحديدة على الفور وتمكن من إكمال ترتيباته واستعداداته خلال عدة أيام .
وعندما وصل خبر هذا الهجوم إلى الدولة العثمانية ، أولت الأمر أقصى قدر من الاهتمام وتم استدعاء جيش كامل للتنكيل بمحمد بن عائض وتأديبه ، وكان استعداد ذلك الجيش كالآتي :
1. ستة عشر طابورا من المشاة
2. وطابور من كتيبة المدفعية النظامية الاحتياطية
3. خمس آليات
وقد أسند قيادة هذا الجيش إلى رديف باشا ويعاونه اللواء أركان حرب أحمد مختار باشا ويتولى رئاسة أركان هذا الجيش الأمير حسين فوزي بك والقائمقام سليمان بك الذي كان من معلمي المدارس الحربية المقتدرين .
أما الموقف حول مدينة الحديدة فكان الحصار لا يزال مستمراً وقد استطاعت قوات محمد بن عائض في البداية الاستيلاء على جزء كبير من الحصون وسط المدينة ، غير أن القوة التركية التي داخل الحديدة قد أجبرت العسيرين على التقهقر إلى الوراء ولجأ قسم منهم إلى الجانب الشرقي ، ولكي تصل قوة نجدة سريعة إلى قائد الطابورين الموجودين في الحديدة فقد تحرك حسين باشا قائد فرقة الحجاز من جدة بحرا ، وفي معيته طابور مشاة وحوالي 200 فارس ، وكذلك تحرك مختار باشا بحرا وتحت أمرته خمسة طوابير ، وبعد وصول هذه النجدة التركية الضخمة قاموا بشن هجوم على محمد بن عائض ورجاله مما أضطره إلى التراجع والعودة إلى عسير . وقد أرتكب جند عسير بعض القسوة ضد السكان المحليين في تهامة والمخلاف السليماني بسبب محاولتهم سلب أسلحتهم وأموالهم .

وعلى الرغم من وصول تلغراف يخبر بعد استيلاء محمد بن عائض على الحديدة إلا أن ذلك لم يمنع من استكمال الحملة وقيامها ، فقد تحرك رديف باشا في التاسع والعشرين من رمضان 1287هـ إلى جدة ومنها إلى القنفذة التي جعلت مركزا لتحركات قواته الحربية التي تشن على عسير .
وقد أنضم إليه أمير مكة الشريف عبد الله بن محمد عون والي ( جدة ) خورشيد باشا ومعهم مجموعة من الموالين للأتراك .
واجتمع الجميع في القنفذة يخططون للهجوم على عسير ، وفي هذه الأثناء وصل إليهم شيخ ( حلي .. عمر بن عبد الله الكناني ) الذي قد هم المعلومات النادرة اللازمة عن هذه المنطقة وأستعد بتقديم الجمال اللازمة للجيش وقد كان انضمام هذا الشيخ للقوات العثمانية ذا اثر فعال في هزيمة العسيرين لمعرفته بالبلاد معرفة تامة مما مكنه من توجيه الأتراك إلى نقاط الضعف في بلاد عسير ليستغلها رديف باشا ويتوجه عن طريقها .

أما موقف محمد بن عائض فأنه لم يصل عسير بعد رجوعه من الحديدة حتى بدأ يعد العدة لمواجهة الأتراك وجحافلهم الجرارة التي أصبحت على مشارف من أمارته وقرر العسيرين في مجلس الشورى رفض الإنذار الذي وجهة رديف باشا وأعلن أمير عسير النفير العام لمواجهة جيوش الأتراك وقسم جيشه إلى قسمين ، القسم الرئيسي يكون في عقبة شعار والقسم الثاني يكون بمضيق دالج الواقعة شمال رجال المع .

بعد أن اكتملت استعدادات رديف باشا وخاصة بعد عودة معظم القوات الموجودة في الحديدة للإنظمام لقواتهم الموجودة في القنفذة وبعد أن أدرك أن العسيرين رفضوا الإنذار الذي وجهه إليهم ، توجه بقواته إلى ناحية تهامة القريبة منه وهزم قبائلها ، كل قبيلة على حده ولم يواجه أي مقاومه تذكر في الاستيلاء على أي موقع إلا عدم تمكنه من الوصول إليه .

القضاء على إمارة عسير
عندما أدرك الأمير محمد بن عائض أن الموقف أكثر تعقيدا مما كان يتصور وأن عدوه يملك قوة لا قبل له بمواجهتها أرسل الشيخ ( فايز بن غرم العسبلي ) إلى بارق لعقد الصلح مع رديف باشا ولكن رديف باشا لم يقبل الصلح بل غدر بالرسول ووضعه في الأغلال ، وواصل تقدمه نحو عسير ويبدوا أن رديف باشا قد أستبد بال







توقيع محمد الأحمري
 
  رد مع اقتباس