[منيع]

جولة في أمثال شعرية


هناك بعض الجمل والحكم التي نرددها باستمرار ونتمثل بها ونسمعها يوميا دون أن نعرف أصلها. خذ مثلا قولة "كن جميلا ترى الوجود جميلا"، والتي عادة ما تكتب خلف شاحنات نقل البضائع، فهذه القولة هي في الأصل مأخوذة من بيت للشاعر إيليا أبو ماضي، والبيت بكامله هو:

أيُّـها الشَّاكِي وما بـِك دَاءُ كُنْ جَمِيلاً تَرَى الوُجُود جَميلاً

وجملة "مصائب قوم عند قوم فوائد"، كل الناس يعرف متى تقال، ولكن قد لا يعرف الكثير أنها عَجُز بيت لأبي الطيب المتنبي، يقول فيه:

بِذَا قَضَتِ الأيَّامُ ما بَيْنَ أهلها مَصَائِبُ قَوْمٍ عند قوم فَوائِدُ

ويقال "من راقب الناس مات همّاً"، هكذا هي شائعة بين الناس، وأقد أخذت من بيت للخاسر، طبعا لا أقصد مُغني الرّاب المغربي إنما أقصد سلم بن عمرو الخاسر، وأصل البيت هكذا:

من راقب الناس مات غمّاً وَفَازَ باللَّــذَّة الجَــسـُورُ

"وهل يخفى القمر؟"، قولة يلاحظ أن النساء يرددنها أكثر من الرجال، وهي أبيات للشاعر الأموي عمر بن ربيعة المخزومي، حيث يقول:

قالت الكبرى أتعرفن الفتى قالت الوسطى نعم، هذا عُمَر

قالت الصغرى وقد تيَّمَتها قد عرفناه، وهل يخفى القمر؟

"لعلّ له عذراً وأنت تلوم"، هذا عجُز بيت لدعبل الخزاعي، وتتمته هكذا:

تأنَّ ولا تعجل بِلوْمِكَ صاحباً لعلّ له عذراً وأنت تلومُ

"إن السفينة لا تجري على اليابسة"، مأخوذة من عجُز بيت لأبي العتاهية، والبيت يقول:

ترجو النجاة ولم تسلُك مسالكها إن السفينة لا تجري على اليبس

"أرسل حكيماً ولا توصِه"، وهو عجز بيت لطرفة بن العبد، والبيت بأكمله هكذا:

إذا كنتَ في حاجةٍ مُرسِلاً فَأَرسِل حكـِيماً ولا تُوصِهِ

"أنا الغريق فما خوفي من البلل؟"، قولة مأخوذة من عجز بيت للمتنبي، وتتمته كالتالي:

والهجر أقتل بي مما أراقبه أنا الغريق فما خوفي من البلل.

"إن التشبه بالكرام فلاح"، وهي حكمة مأخوذة من بيت للشاعر وردي يحيى بن حبش، والبيت هكذا:

فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح

"كل إناء بما فيه ينضحُ"، وهي قولة مأخوذة من أبيات للشاعر أبو الفوارس سعد بن محمد بن الصيفي التميمي الملقب شهاب الدين المعروف بحيص بيص، يقول فيها:

ملكنا فصار العفو منا سجيةً و لما ملكتم سالت بالدم أبطحفحسبكم هذا التفاوت بيننا و كل إناء بالذي فيه ينضح



"علمتَ أشياء وغابت عنك أشياء"، هذا عجُز بيت يقال إنه لأبي العلاء المعري، والبيت بكامله هكذا:

قل لمن يدّعي في العلم فلسفةً علمتَ شيئاً وغابت عنك أشياءُ

"يا أمة ضحكت من جهلها الأمم"، قولة مأخوذة من بيت للمتنبي، يقول:

أغاية الدين أن تحفوا شواربكم يا أمة ضحكت من جهلها الأمم

"وما آفة الأخبار إلا رواتها"، وهو عجز بيت ينسب للمتنبي، وتتمته كالتالي:

هم نسبوا عني الذي لم أفُه به وما آفة الأخبار إلا رواتها

"من أشعل النيران يطفيها"، هذا عجُز بيت لنزار قباني، في قصيدته (إلى رجل)، يقول فيها:

أنا أحبك حاول أن تساعدني فإن من بـــــدأ المأساة يُنهيها

وإن من فتح الأبواب يغلقها وإن من أشعل النيران يُطفيها