[الطائر المهاجر]

هذه قصة حقيقة وليست من صواريخ الفطاحلة
كنت احضر مؤتمرا في اوسلوا ، وقررت ان يكون طريق العودة عن طريق باريس ، لعلي استطيع تغير خط الرحلةالى تونس لأنعم ببعض الهدوء
على شاطئ الحمامات . وصلت بعد العشاء ، وبعد جهد جهيد وجدت لي فندقا
متواضعا ، بالقرب من الشانزليزيه ، وبعد استراحة قصيرة ، ذهبت للتمشية في ذلك الشارع ، وبعد شعوري بالتعب وامام رائحة القهوة التي تنبعث من احد المقاهي دلفت له ، كان صغيرا ، ولفت انتباهي
شابات يتحدثن العربية ، ادرت لهن ظهري وجلست احتسي فنجان القهوة
وعيناي إلى الشارع ، وما هي إلا برهة من الزمن وإذا برجل اعرفه
من رحلة سابقة لمقديشو ، لحضور مؤتمر مشابه ، عرفني الرجل وعرفته
ولكن الفتيات لم ياخذن الحذر ، فسمعت الهمسات وكأنهن يقلن : ليه تأخرت . الشاب مسؤول عن الخطوط التي احمل تذاكرها ، وبعد دردشة لبعض الوقت ابديت له رغبتي بتعديل الخط ، فرحب الرجل وطلب مني
مراجعته غدا صباحا، ووصف لي موقع المكتب الذي لم يكن بالبعيد.
استودعته الله وتركته للغرض الذي حضر من أجله ، وعدت لفندقي لأنام ، لكن تاكسي يتوقف أمامي ويسألني إن كان يلزمني أية خدمة ، فتشكرت منه ، إلا أنه أصر على أن يكرمني بتمشية على حسابه لأرى باريس وجمالها ليلا ،قبلت العرض واشترطت عليه أن لا اتأخر لأكثر من ساعتين ،فوافق واخذني معه ، وبدأ ياخذني من نادي لآخر من الملاهي الليلية ،
والكازينوهات وفي كل مرة اقول له ما يصلح ، وبعد ان لف لعدة نوادي ، وامام اجابتي الصارمة ، قال : احسن لك تروح تنام ... قلت له ونعم الرأي وبالفعل ارجعني لفندقي ، ولم ادفع له فرنكاواحدا... ببساطة لأنه تعود من العرب الكرم ، ومن اصحاب النوادي السمسرة .
وفي الغد تم تعديل خط السير ، واقلعت إلى تونس .