عبدالله بن علي بن منصور بن علي بن منصور بن محمد بن زامل بن محمد ابن سليمان بن محمد .. اشتهرت أسرته بالزامل نسبة إلى جده السادس ..
ولد سنة 1333هـ في عنيزة , وسافر والده إلى الهند وهو طفل , ثم عاد منها سنة 1343 هـ .. والتحق عبدالله بالمدرسة التحضيرية ومنها إلى الابتدائية في مكة , ثم التحق بالمعهد العلمي السعودي , وتخرج منه ليلتحق بمدرسة اللاسلكي , وبعد تخرجه منها التحق بالأعمال اللاسلكية عام 1357هـ .
ثم انتقل إلى مصلحة اللوازم العمومية حتى عام 1362هـ , حيث تنقل في عدة وظائف
ليعود للعمل في وزارة المواصلات سنة 1375هـ .وفي عام 1400هـ تعرض لحادث سيارة فأصيب إصابات بالغة أقعدته عن العمل الميداني , فانزوى في مكتبته واقتصر على القراءة والكتابة والرسم عدة سنوات ..
حتى وافاه الأجل يوم الجمعة التاسع من شوال سنة 1407هـ , رحمه الله رحمة واسعة
كان شاعرا نبطيا وشعبيا مجيدا كما له قصائد بالفصحى وصدر له ديوانين بالنبطي وآخر بالفصحى , وكان كاتبا ومؤرخا ومؤلفا , وكان رساما بارعا , وملحنا وعازفا , ومنتجا للبرامج الإذاعية والتلفزيونية
الشعبية بوجه خاص , وكان خطاطا , ومهتما بالتراث الشعبي بشقيه المادي والأدبي
ومغرما بجمع العملات والطوابع التاريخية والنادرة , بالإضافة إلى إلمامه بالإرسال
اللاسلكي بإشارات مورس وغيره
من قصائده الساخره:
ياللي تبي طرد الهوى وأنت مطفوق=طرد الهوى يحتاج تدقيق وحسـاب
طرد الهوى صعبٍ ويبغى له رفوق=إلى ابتليت وصرت للغـي طـلاب
اسمع وصاة اللي مشى كل طاروق=يكشف لك الخافي ونا عنك قد غاب
احذر يغرّك بعض الأزوال بالسـوق=يلبس عباة ويخفي الوجه بحجـاب
يغريك لا هارجك في حسن منطوق=وكفوف تلمع كلها نقش وخضـاب
والبودرة منهاوضع نصف طابـوق=وكْريم مع حمرة على زين الأطياب
يمشي يهز الردف والراس مفهوق=مثل الحمامة والحقيقة هو غـراب
صحيح ما قالوا هل العرف والذوق=بعض البشر يلمع وهو نور كـذاب
وله ايضا :
قال الذي هيّضـه شوقـه لأوطانـه=يا ما حلا البادية وأجمـل مراعيهـا
يالله عساهـا لنـوٍّ صيّـب أمزانـه=اللي على الباديـة بالغيـث يسقيهـا
إلى اخضرت الأرض وازدانت بغدرانه=تلقى الطبيعـة تجلـت فـي معانيهـا
ريضـانٍ أزهارهـا بعطـور خنّانـه=لكنّـه المسـك والعنبـر تشاديـهـا
وإن هبّت الريح فالأشجار وأغصانـه=كنّـه مزاميـر بالحانـه تشاديـهـا
والطير باعلى الشجر غـرد بألحانـه=والماي ينساب يجري فـي مجاريهـا
تلقى المواشي حيامٍ فـوق حيضانـه=رعيانها من قـراح المـاي تسقيهـا
ذي عادة للعرب من سابـق أزمانـه=إكرامهم ضيفهـم والجـار تحميهـا
صيد الحباري وأيضا صيـد غزلانـه=وأرانـبٍ كثرهـا محـدٍ بيحصيـهـا
لا قمت أبقنص معي حـرٍّ وشيهانـه=وبندقٍ رميهـا مـن عيـن راميهـا
مسلوبةٍ والغنـا فـي راس علمانـه=خسران من باعها ربحـان شاريهـا
نقّالها فـارسٍ مـا ترمـش أعيانـه=في حزّة الضيق ما تخطـي مراميهـا
يفرح بها القرم إلى سيّر مع إخوانـه=وإن كان زاد الثمن ماهوب مصخيهـا
هذي حياة البدو هـذي هـي ألوانـه=لا هـمّ لا غـمّ كـلٍّ مهتنـي فيهـا
إلى حصل مثل هـذا طـاب مسكانـه=مابي جميع المـدن واللـي حواليهـا
وله :
ودار بهـا ريـم سبتنـي علـى البعـد=عنيزة قد عـزّت علـى القـرب والبعـد
ظبـاء ظباهـا فـي الجفـون وإنـهـا=على العمد تسطو في النهى وهي في الغمد
غـوانٍ غـوانٍ مالهـا مــن ممـاثـلٍ=تنزّهن عـن شبـهٍ وضـدِّ وعـن نِـدِّ
وفي الرملة الغنّـا غـزال غـزا الحشـا=أغـنُّ إذا غنّـى بـدا مختفـي الوجـد
رعى الله ظبيا ما رعانـي وكـم رعـى=فؤادي وأجرى الدمع كالسيل فـي خـدي
حكى ردفـه والخَصـر نجـدا وغورهـا=فلا عجب إن همت فـي الغـور والنجـد
ولا عجب مـن سقـم جسمـي وفاتنـي=حوى السقم في عينيه والخصر والوعـد
لــه الله لاهٍ عــن حبـيـب متـيّـمٍ=له فيه عشق راق في الصـدر والـورد
قضيـب ولكـن ليـس تُجنـى ثـمـاره=غزال ولكن صـال فـي مهجـة الأسْـد
يُضـلّ بلـيـلات الـؤابـات مهجـتـي=فيا ليته بالصبـح مـن وجهـه يُهـدي
بلابـل عشقـي فيـه أبلـت بلابـلـي=فمن لي بما في فيه مـن رائـق الشهـد
ومـا فاتنـي شــيء إذا زار فاتـنـي=ألا فأْتنـي ياغايـة السـؤْل والقـصـد
وله بالفصيح
تريديـن أن أسلـو هـواك وأنتـهـي=وهـل ينتهـي قلـب عليـك يـذوب!
فديتـك لا سـرّي علـيـك بمغـلـق=ولا نزعـات النفـس عنـك تغـيـب
وإنـي ليُضنينـي ادّكــارك نائـيـا=فكيـف احتيالـي والحبيـب قـريـب
ألـم تعلمـي ياقـرة العـيـن أنـنـي=بأمـر الهـوى دومـا إليـك أنـيـب
وإنّ سلُـوّي عنـك إن حـان حينـه=فليـس لنفسـي فـي البقـاء نصيـب
تمنَّي على قلبي سـوى الهجـر منيـة=فـإن فـؤادي إن دعــوتِ يجـيـب
ولا تفجعي الملهوف في سلوة الهـوى=فكـل حـيـاة العاشقـيـن خـطـوب
سقاك الهوى إن تاب غيري عن الهوى=فإنـيَ عـن حُبِّيـك لسـت أتــوب
فـلا كـان عيـش ليـس فيـه تعلّـل=ولا كـان قلـب ليـس فيـه حبـيـب