عرض مشاركة واحدة
قديم 22-04-2008, 10:06 PM   رقم المشاركة : 1
وردة الضحى




معلومات إضافية
  النقاط :
  الحالة :

 

افتراضي لقاء حمل الغرابة..


لقاءٌ حمل الغرابة..

نَـــظرتُ إلى صُــورته، وتَـــساءلت !..عادة المُدراء يَــتكلمون مِــن

رؤوس شفاهِـــهم ،لكن أعطاني ربِّــي بعضاً مِـن فَــراسة... رأيت

وجْـهه المُستدير، الصَـبوح!.. الذي يَـــنم عن تفاصيل أشـــبه برجل

قُـــروي وسَــريرة مُــنزَّهة...

عَـــيناه تَــنبعث مِــنهما أشِعَّة أرض جُبلت عَــلى الخَــير ّ..لكن هناك

عذوبة لَـــم أفقَه معناها ...

أخَـــذت موعدًا... من صَــوته!. شعرت أنَّـــه يَملك ديناميكية ،وحركة

لم أعدهُــهما من قبل!... قلت في نفسي ربَّما لأنه يَـعمل مَــــع السيدة

نضال، وهِـــي أنثى تَـــملك فُـــنون القتال ،وبَـــراعة الأنثى ،وطَــلاقة

اللسان، وجُــرأة رجال... تُـــذكِّــرني بتن هنان المُــــقاتلة الجزائرية....

لكن هناك شىء !..بحثت عنه في الصورة، ولم أجده !.

ومِن عادتي الهُروب في الربع الساعة الأولى مــــــِن الأنتظار، فـــالبعض

يَـظن أنَّ التأخير" برستيج نافع" لـــكن يزعجني!....


قررت الهُـــروب،وانا أركب سيارتي لأنطلق إلى كــــورنيش المزرعة

كان الموعد مَـفتوح من الحادية عشرة الى الثانية...

وصلت الساعه العاشرة كَـي اهرب هُــروب مُـيسَّر ، بعد أن شعرت

باليأس، وأنا أتذكر لقاءات أخرى أزعجتني ....


أمسكت التلفون.. وتكلمت معه فقال :"ضع كتاباتك في المكتب اقرأها واتصل

بك.."

سُررت لأني هَــربت بلباقة لكِــن صَـوته، كخرير نبع جَـنوبي!.. أحسست

بطيبةِ ،و نوايا لا تحمل إلا الخير....

فكَّلمته وقلت:" أنا في عروس البحر." وكان إبني يرافقني واستغرب الأمر

فشككت بفراستي قال أتمنى أن نلتقي:" صَوته حمل دهشة!. تَـــبسمت لها

عِند انطلاقي لطرابلس ،تذكرت أنه عندما نتعرف على إانسان يحمل طيبة ما

خير من أن نعمل معه ،فأرسلت الرسالة .. بالكلمات طبعاً

إتصل بعد فترة ...بعد أن قرأ كتاباتي وأعطاني موعداً محددا إنطلقت عبر

الباص كي أستمتع برؤية البحر من بعيد...

وصلت المكتب إستقبلتني موظفة لباسها لا يَــحمل غرور أنثى تَــــعمل

قالت :"طلب منا الأستاذ ان تنتظرية ولا ترحلي."

سُررت وجلست اتأمل صورة السيدة نضال ،التي رسمت بالفحم ،والتي تعبِّر

عن شخصية المَكان ...ديكور وكأني في كَهف قديم ،والموظفين بسماتهم

ترسم عَـــلى مُــحياهم حين أنظر اليهم...

مضى نصف ساعه على الموعدقلت في نفسي!...

صعب ان أجد مديرأً يصل !..ليستقبلني بالموعد تماماً ، فقررت الهروب لكن

أرسلت رسالة هاتفيةكتبت فيها " أو أن أهرب إلى طرابلس أو أزرع ورداً ..

فهاتفني قائلا..

"سألحق بك لطرابلس "فتبَّسمت وشعرت انه أكثر ديناميكية ،وحيوية مني

لكن تأخر ساعه !...عادة عندما أهرب لا أترك لأحداً أن يراني أخرج!. ..

وانا أفكر بالهرب ، وأخطط لِـــترك المكان دخل الرجل والحَـركة تضج

معه..

فَــتح باب غرفة ما!.. وصل لمسمعي صوت الماء ،ورأيت وروودا جافة

لكن تنبعث منها رائحة الورد، والمَـكان أاشبه بـــرابية لولا النور الكهربائي

وصورة لكمال جنبلاط ،وكأن مَـن في المكان هم أبناؤه تَـــواضعاً ورقَّة

وإحساسا بالبسمة المُرسلة من شفاههم...

جلس يكلمني عن نفسه، كأسد يجلس في عرينه ،وانا أسترق النظر لأرى بريق

العينين، وما يحمله من أسرار، فقلمي أراد الكتابة عن لقاء حمل غرابة نوعاً ما

لكن.. وكأن المكان يَـقيده!.. ففضل الجلوس خَـلف مكتبه.. رصين ،مُـتزن، هادىء

لا تهزه العوامل بسرعة... رغم ضجة الموظفين خارجا...

عندما قال أانه إبن الجنوب

عرفت سر ما أرنو اليه ،فأعاصير المدنية الجارفة لم تستبد به، رغم أنَّها

تنوعت من سنين معه ،قاطعنا التلفون وصوت أنثى يصرخ ،فشعرت بارتجاف

أوصاله، فنظرت جــانبا، وكأنني لم أسمع!.. أغلق التلفون بهدوء ،وأنا أشعر

بأعصابه التي ارتجفت ،وعاد التلفون والصريخ ينبعث منه فراقبته!!...

خُلُق لبناني أصيل أعجبت بخلق عـــاف القشور والبروتوكول وعادات

المدنية الجَــوفاء ،وتمنيت لو أني رأيت السيدة نضال ..ولو طلبت

لرأيتها لكن خفت ان أراها ،وأشعر بأنها عكس الصورة التي رسمتها لها

في خيالي ..عدت إلى طرابلس ،ولم أفكر بالعمل معهم بقدر ما سُـــررت أن

هناك من يطبِّق المثل القائل ...

."لاقيني ولا تطعميني" وقد إاكتسبت معرفة إنسان عكس أي تصور سابق

عنه وترك طيبة وسرورا في قلبي ...

من أوراق ذكرياتي



بقلم ضحى عبدالرؤوف المل
وردة الضحى







توقيع وردة الضحى
 
  رد مع اقتباس