عرض مشاركة واحدة
قديم 25-02-2013, 01:59 PM   رقم المشاركة : 11
بنت النور
عضو شرف
 الصورة الرمزية بنت النور





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :بنت النور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: أخترنالكم مجلة ثقافية تعلميه


إذاً كيف تتكون صورنا الذاتية؟


إريك برين.. عالم نفس كندي.. له جملة جميلة جدا..

اقتباس:
"We are born princes and the civilizing process makes us into frogs"
"إحنا بنتولد أمراء.. لكن الحياة و الأيام بتحولنا الى ضفادع"



و يقول الحبيب ..:
"يولد المولود على الفطرة.. فأبواه يهودانه.. أو يمجسانه. أو ينصرانه"..دايما و احنا صغيرين جدا.. يعني لغاية سنتين او 3 سنين مثلا.. بنبقى محط اهتمام الأهل.. حنية و لطف و دلع..
تقريبا في المرحلة دي كل الرسائل اللي بنستقبلها من أهلنا بتبقى ايجابية.. بتبقى مشجعة..

هو بس الواحد يكبر شوية و يتعلم يتكلم و يبدأ يبقى له رأي خاص بيه و تلاقي الآية اتقلبت.. بتلاقي نسبةالرسائل السلبية عمالة تزيد يوم بعد يوم..
انت عبيط ..
انت مش نافع..
ابقى قابلني لو فلحت..
ايه اللي انت عامله في نفسك ده؟.. الخ الخ الخ..
كل ماتحس انك عاوز تشارك في الحياة من حواليك و يبقى لك دور و ان عندك حاجة تضيفها فعلا.. بتلاقي رد الفعل من حواليك ان الناس باصينلك كطفل صغير..ماحدش عامل لك اعتبار ولا قيمة.. ماحدش بيهتم برأيك أساسا..
و بدأت تمتص كل الرسائل السلبية دي و تصدقها..
و بدات صورتك الذاتية تتكون بناءا على الرسائل دي..

وكبرت شوية.. و دخلت المدرسة..:school:
عالم جديد.. كبير.. أرض العمالقة .. فيه ناس كتير قوي اكبر منك.. طلبة و مدرسين.. و شكلهم عارفين اكتر منك بكتير..
عالم جديد من المشاكل..
مدرسين و نظام تعليمي عقيم بيحاولوا يشكلوك على مزاجهم.. و مزيد من الرسائل السلبية..
و طلبة أكبر منك بيحاولوا يعوضوا النقص اللي عندهم من الطلبة الأكبر منهم بانهم يستقووا على الطلبة اللي أصغر منهم..
ده غير الطلبة اللي شايفين نفسهم طبعا لأن والده او والدته بيشتغلوا في المدرسة..في التدريس أو الإدارة..

وتمر الأيام.. و يادوب بدأت تتعود على النظام ده.. إلا و تلاقي حاجات غريبة بدأت تجد.. بدأت المراهقة!!!!
الشعر بينمو.. الصوت بيتغير.. الجسم بيكبر .. الواحد شكله بقى مكعبر كده ليه؟؟؟؟
الحياة بقت شئ لا يطاق!!
بالإضافة لنفس الطلبة اياهم بتوع ابتدائي.. اللي مازالوا بيحاولوا يعوضوا النقص اللي عندهم بانهم يقللوا من قيمتك... عاملين منظر قدامك بالبنات اللي يعرفوهم.. و بالسجاير.. و بالسهرات.. الخ الخ..

الأبحاث العلمية أظهرت ان في سن 14 سنة..98% من الأطفال و المراهقين عندهم صورة ذاتية سلبية عن نفسهم..
هل الوضع بيقف عند كده؟؟
لأ الأمر بيزداد سؤاً..
مرحلة المراهقة هي مرحلة "الحيرة"..الواحد محتار و متلخبط.. و بالتالي صورته الذاتية مهزوزة..
حاسس انه صغير.. عاجز..مش مقبول اجتماعيا.. الناس مستقلين بيه.. مش عاملين له اعتبار.. متلخبط..
و في أوقات كتير حاسس انه مكروه..

انا شخصيا دي كانت فكرتي عن نفسي .. لكن كنت سعيد بيها..
لأن كان سبب كراهية اللي حواليا هي اني مختلف عنهم..
انا فاكر مرة في الثانوية العامة كنت باخد درس فرنساوي..و كنت الوحيد في المجموعة اللي حريص على التفاعل مع المدرس لأني كنت باحب اللغات بصفة عامة..
و باقي المجموعة جايين الدرس عشان يعملوا دماغ مش عشان يتعلموا..

المهم بعد كم حصة لقيت ان اللي بيتقال في الدرس مايزيدش اي حاجة عن اللي موجود في المذكرة.. فاعتذرت للمدرس و قلتله هاجيلك في المراجعة ان شاء الله...
اللي عرفته بعد كده ان باقي المجموعة لما عرفوا اني سبتهم عملوا فرح في الحصة اللي بعدها.. تقريبا كان في جاتوه بيتوزع و عصاير و كده!!!
ماعلينا!!

الواحد لو كان ترك نفسه للإحساس ده .. كان الحال يبقى غير الحال..
لكن انا كنت باحب دايما اقعد مع نفسي و اراجع حساباتي بعيدا عن التشويش المحيط..
و اللي ساعدني على كده ان كان عندي مركز حياة يعتبر ثابت الى حد ما..
ماكنتش ملتزم..عشان كده ما اقدرش اقول ان مركز حياتي كان هو "الله"..
لكن كان مركز حياتي هو "القيم"..
كان لا يمكن اتنازل عن قيمي و مبادئي أبدا مهما كان.. و طبقا للمركز ده.. لقيت ان اللي باعمله انا صح.. و اللي حواليا هما اللي غلط.. و كنت متأكد ان الأيام كفيلة بانها تثبت ده و ان اللي بيحصل ده مرحلة و تعدي بخيرها و شرها.. مسيرنا نخلص سبق الخيل.. و هانشوف مين هايوصل..
و الحمد لله ان الواحد ثبت..لأن كان من الصعب جدا انك تلاقي حتى أصدقاء في الجو ده.. لأن أغلب اللي حواليك عاوز يعيش حياته.. القيم و المبادئ بالنسبة له قضية مؤجلة للمستقبل.. لأنه .. لسة صغير..
ده لا يعني ان ماحدش حولى كان عنده برضه قيمة و مبدأ حريص عليهم..
لكن المشكلة ان كان حواليا دايما نقيضين..
اما شخص عنده مبادئ.. بس عايش.. مش حي..
فارض على نفسه حظر تجول.. بل حظر حياة..
أو شخص ماعندوش اي مبادئ على الإطلاق و منطلق بدون قيود..
و الإتنين أبعد مايكونوا عني..
طيب .. لو الواحد ساب نفسه للأفكار السلبية في المرحلة دي بيحصل ايه؟.. بتبدأ تتأكد الصورة الذاتية السلبية لأنك قبلتها.. فبدأ الناس يعاملوك على أساسها..
و بمرور الأيام.. بيتعمل فينا كلنا حتة مقلب!!!
بنكبر.. و بنعدي مرحلة الطفولة و المراهقة بل حتى والشباب.. و صورتنا الذاتية لسة زي ماهي.. صغيرة..







توقيع بنت النور
 
  رد مع اقتباس