قد يتساءل العديد من الأشخاص عن أسباب زيادة الوزن في رمضان بالرغم من قلة عدد الوجبات وطول فترة الصوم.
وفي هذا الإطار أكد خبراء من منظمة الصحة العالمية أن نوعية الطعام هي المُحدِد الرئيسي في زيادة الوزن أو نقصانه، فمثلاً يؤدي الإفراط في تناول الأطعمة الدهنية إلى زيادة سريعة في الوزن بالإضافة إلى أن هذه الأطعمة لا تشعر بالإمتلاء كالأطعمة الكربوهيدراتية المعقدة التي تمد الجسم بإحتياجاته من الطاقة إلى جانب أنها تزيد من الشعور بإمتلاء المعدة وبالتالي الحد من الجوع.
وكما هو معروف تمتلئ الموائد في شهر رمضان المبارك بما لذا وطاب من المأكولات والمشروبات الشهية وذلك ضمن العادات الغذائية الرمضانية القديمة التي توجب تعدد أصناف الطعام وكثرة كميتها على مائدة وجبة الإفطار كوسيلة للتعبير عن فرحة الصائم بتناول الطعام.
ولكن الحقيقة العلمية التي يتفق عليها الخبراء أن تناول الطعام دفعة واحدة غالباً ما يسبب إرتباك في المعدة وسوء في عملية الهضم نظراً لعدم تهيئة المعدة لتناول الطعام تدريجياً الأمر الذي يسبب إنتفاخ وعسر هضم بعد تناول الطعام.
هذا بالإضافة إلى أنه هناك العديد من الأطعمة الواجب تجنبها في وجبات الإفطار حفاظاً على الوزن وصحة الجهاز الهضمي، مثل:
1- الأطعمة المقلية:
تحتوي الأطعمة المقلية كالسمبوسه والبطاطا المقلية على كمية هائلة من السعرات الحرارية التي يصعب حرقها خلال عمليات الإستقلاب الخلوي في الجسم نظراً لسرعة إحتفاظ الجسم بها على شكل دهون يتم تخزينها في خلايا الجسم الدهنية. هذا بالإضافة إلى إحتوائها على نسبة عالية من الدهون المشبعة لا سيما المهدرجة منها والتي يجب ألا تزيد نسبتها عن 10% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية وذلك طبقاً لتوصيات منظمة الغذاء والدواء الأميركية والهرم الغذائي.
2- الحلويات:
من المعتاد في شهر رمضان تناول الحلويات الشرقية كالبقلاوة والكنافة والقطايف والتي تعد من الأطعمة قليلة القيمة الغذائية نتيجة إحتوائها على نسبة عالية من السعرات الحرارية والدهون ما يجعلها تندرج من ضمن الأطعمة الواجب الإقلال منها قدر الإمكان.
تحتوي هذه الأصناف من الطعام على عدد كبير من السعرات الحرارية لزيادة محتواها من الدسم والسكر الأبيض مما يؤدي إلى إرتفاع معدل السكر في الدم بصورة مفاجئة تستدعي من الجسم القيام بإرسال إشارة إلى البنكرياس ليقوم بإفراز هرمون الأنسولين لمقابلة هذا الإرتفاع، الأمر الذي يدخل الجسم في حلقة مفرغة نتيجة قيام الأنسولين بحرق الغلوكوز في الدم أو تخزينه في الكبد أو عضلات الجسم على هيئة جليكوجين Glycogen بهدف إمداد الجسم بإحتياجاته من الطاقة مما يؤدي إلى حدوث إنخفاض مفاجئ مرة أخرى في معدل السكر في الدم وبالتالي سرعة الشعور بالجوع والرغبة في تناول الطعام مرة أخرى.
3- منتجات الألبان:
يفضل الكثيرون تناول أصناف الطعام المحضرة من الألبان كاملة الدسم كالأرز بالحليب والمهلبية والأيس كريم والكريم كراميل وذلك في صورة وجبات خفيفة بين وجبتي الإفطار والسحور نظراً لإحتياج الجسم لمثل هذه الأطعمة لتعويض نقص الطاقة الناتجة عن الصوم.
ويرى الخبراء أن الحليب كامل الدسم يحتوي على 150 سعرة حرارية في الكوب الواحد (200 ملل)، أما الحليب قليل الدسم 1% فيحتوي على 102 سعرة حرارية وقليل الدسم 2% يحتوي على 121 سعرة حرارية بينما يحتوي الحليب خالي الدسم في الكوب الواحد على 86 سعرة حرارية فقط.
لذلك يفضل إستخدام وتناول الألبان قليلة أو خالية الدسم عند إعداد الطعام، بالإضافة إلى إستخدام البدائل الصحية من منتجات الألبان كالزبادي قليل أو خالي الدسم بديلاً عن المهلبية ومخفوق الزبادي مع الفواكه بديلاً عن الأيس كريم.
4- المشروبات المحلاة:
يكثر في شهر رمضان تناول المشروبات الرمضانية المحلاة بالسكر الأبيض كالعرقسوس وقمر الدين والتمر الهندي وبالرغم من الفوائد الصحية لمكونات هذه المشروبات إلا أن تحضيرها يتم بإستعمال نسبة كبيرة من السكر الأبيض الذي يضيف سعرات زائدة إلى وزن الجسم علاوة على تسبب المذاق الحلو لتلك المشروبات إلى سرعة الشعور بالجوع والإحتياج إلى الطاقة.