عرض مشاركة واحدة
قديم 04-06-2016, 03:38 PM   رقم المشاركة : 1
أبو مودة/صلاح الغول
شاعر





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :أبو مودة/صلاح الغول غير متواجد حالياً

 

افتراضي صاحب أبلغ بيت في الغزَل .. مَن سمِعَ عنه



الشّاعرُ السّودانيُّ الرّاحل،إدريس جماع، صاحب أبلغ بيت في الشعر العربي في الغزل
في عصرنا الحديث ..

من سَمِع بِهِ أوعنه ؟

أصيبَ شاعرُنا السّوداني إدريس محمّد جمّاع بمرض عقلي ﻓﻲ آﺧﺮ ﺃﻳﺎمه ﻭأُﺩﺧﻞ ﻣﺴﺘﺸفى ﺍﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺃﻫﻠُﻪُ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻟﺠﻮﻩ ﺑﺎﻟﺨﺎﺭﺝ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ أبصرَ إمرأةً ﺟﻤﻴﻠﺔً تُرافِق زوجها ؛ ﻓﺄﻃﺎﻝ ﺍﻟﻨّﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ والزّوجُ يحاولُ منعَهُ ﻓﺄﻧﺸﺪ قائلاً :

أعلى الجمال تغارُ مِنّا
ماذا عليك إذا نـظرنا

هى نظرةً تنسى الوقارَ
وتسعدُ الروحَ المعنىّ

دنـياى أنت وفـرحتى
ومُنى الفؤادِ إذا تَمَنىّ

أنتَ السماءُ بدتْ لـنا
واستعصمتْ بالبعدِ عنّا


هلاَّ رحـمتَ مـتيمـا
عصفتْ به الأشواقُ وَهْنا

وهفتْ به الذكرى فطاف
مع الدُّجى مغنىً فمغنى

هـزّتُهُ مـنك مـحاسنٌ
غنّى بها لـمّـَا تـغنَّى

يا شعلةً طافتْ
خواطرُنا حَوَالَيْها وطـُفنـا

أنـسـت فيكَ قداسةً
ولــمستُ إشراقاً وفناً

ونظـُرتُ فـى عينيكِ
آفاقاً وأسـراراً ومعـنى

كلّمْ عهـوداً فى الصـبا
أسألْ عهـوداً كيف كـُنا

كـمْ باللقا سمـحتْ لنا
كـمْ بالطهارةِ ظللـتنا

ذهـبَ الصـبا بعُهودِهِ
ليتَ الطِـفُوْلةَ عـاودتنا

وعندما سمع اﻷديب عباس محمود العقاد ،يرحمه الله، هذه اﻷبيات طرب لها ، وﺳﺄﻝ ﻋﻦ قائلها فقالوا له : إنه الشاعر السوداني ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺟﻤَّﺎﻉ وهو نزيل ﻣﺴﺘﺸفى ﺍﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ.
فقال العقاد هذا مكانُهُ فمثلُ ﻫﺬﺍ الكلام ﻻ يستطيع قوله ذووالفكروالعقول
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺫﻫﺒﻮﺍ بإدريس جمّاع ﺇلى ﻟﻨﺪﻥ ﻟﻠﻌﻼﺝ أُﻋﺠﺐ ﺑﻌﻴﻮﻥ ﻣﻤﺮﺿﺘﻪ ﻭﺃﻃﺎﻝ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻓﺄﺧﺒﺮﺕ ﻣﺪﻳﺮ المستشفى ﺑﺬﻟﻚ ، ﻓﺄﻣﺮﻫﺎ ﺗﻠﺒﺲ ﻧﻈﺎﺭﺓ ﺳﻮﺩﺍﺀ ، ﻓﻔﻌﻠﺖ ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎﺀﺗﻪ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ وأنشد شاعرُنا ّجمّاع يقول :

ﺍﻟﺴّﻴﻒُ ﻓﻲ الغِمدِ ﻻ ﺗُﺨشَى مضاربُهُ
ﻭﺳﻴﻒُ ﻋﻴﻨﻴﻚِ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﻦ ﺑﺘّﺎﺭُ


يُقالُ أنّهُ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗـُﺮﺟﻢ هذا البيت ﻟلمُمرِّضة ﺑﻜَﺖ بُكاءً شديدا
ﻭقد ﺻُﻨﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ بأنه ﺃﺑﻠﻎ ﺑﻴﺖ ﺷﻌﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺰﻝ ﻓﻲ الشعر العربي في عصرِنا ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ.

والشاعر إدريس جمَّاع هو صاحبُ الأبيات الشهيرة التي يقول فيها :

إنَّ حظّي كدٓقيقٍ فوقٓ شوكٍ نثروه
ثم قالوا لِحُفاةٍ يومَ ريحٍ اجمعوه

صعب الأمرُ عليهم ثم قالوا اتركوه
إنَّ مَن أشقاهُ ربي كيف أنتم تُسعدوه

يرحمُهُ الله







توقيع أبو مودة/صلاح الغول
 
  رد مع اقتباس