عرض مشاركة واحدة
قديم 28-01-2006, 01:49 PM   رقم المشاركة : 3
الطائر المهاجر
** (عثمان العبدالله) ** المؤسس والمشرف العام
 الصورة الرمزية الطائر المهاجر





معلومات إضافية
  النقاط : 20
  الحالة : الطائر المهاجر متواجد حالياً

 

افتراضي


وهذا بحث آخر نقلته من مجلة الأمل ، لموقع فنار:
"وفي إحدى قصائده أورد محمد بن لعبون هذه الأبيات مادحاً فيها حاكم الكويت الشيخ / جابر الصباح ، أول قدومه منفياً إلى الكويت :

أبو صباح ريف ركب معايير..... هو زبن مضيوم جلا عن دياره
جابر لكم سدره وأنتم عصافير..... لا ضيم عصفور لجا في جواره
واللي أظهرك يا عبيد من جمة البير.... يكرم وسامعها جزيته نكاره
وان كان دارتنا الهبايب على خير ..... الا نجر ابها الربابه وطاره

الألقاب التي أطلقها النقاد على بن لعبون :
طلق عليه بعض النقاد والكتاب ألقابا كثيرة منها ( أمير شعراء النبط ) و ( متنبي الشعر النبطي )

شعر إبن لعبون:


يعد ابن لعبون هو الشاعر الوحيد الذي أجمع على تفضيله أهل نجد وأهل الساحل وأطراف العراق ، وذلك يعود إلى أن ابن لعبون استطاع أن يمزج صلابة الشعر النجدي برقة الشعر العراقي والساحلي مع روعة الابداع والاقتدار في بناء القصيدة كما في القصيدة التي يقول فيها :

لو باتمنى قلت .. باليت من غاب
......... واللي حضر باللوح واللي كتب به
امي وأبوي اللي رموني بلَسباب
........ ياليتها عقب الحمال أسقطت به

وفي قصيده أخرى يقول :
ضحكتي ما بينهم وانا رضيع
....... ما تساوي بكيتي يوم الوداع

وتأثر بن لعبون بلهجات كل البلدان التي مر بها واستعملها في أشعاره ، فتظنه من أهل الشمال حين يقول :

يا لايمي به شوين شوين ........ عساه ياطاك بحصانه

و كلمة " شوين " كلمة منتشرة ومستخدمة كثيرا لدى أهل الشمال وهي تعني " قليلا " !

وتظن انه عراقي عندما يقول :
يفتخر حاشاك بالعظم الرميم ......... مفخر البزون بالسبع الغشوم

وكلمة ( البزون ) تعني " القط " بلهجة أهل العراق
كذلك قوله :

لعل هطال صدوق حقوقه ....... مستأصل مبناه طاق على طاق
يفتر عن مثل الدحاريج موقه ....... اربع ليال مدلجات على ساق

والدحاريج هنا هي " البيض " في لهجة أهل البصرة ، وأما " صدوق حقوقه " فهي نجدية بحته .

ويجاري أهل الساحل والكويت في بعض قصائده ، كتلك التي يقول فيها بعبارات كويتية بحته :
قبع لمع جر ذي سميرة عن الدار ......... واعد خشبة الوائلي كفة الخور

ومن أشعاره التي سارت سيؤ الامثال قوله :
الكل منا لو يصدق مقاله ..... القول واجد والحكي عند الأفعال
الصج يبقى والتصنف جهاله..... والجد مالانت مطاويه بتفال
ماينطح السيل المختم خياله ..... في واسع البطحا سوى كفة المحال

وقوله :
رجالهم ما يسفه الا ليا شاب....... مثل القرع يفسد ليا كثر لبه

وقوله :
امك وابوك وكل ذي القرابات........ محد يسد السيل عنك بعباته

وقوله :

تذكر مراكيض مضت لك وهجات....... ما تنفع المذبوح طولة قناته

الزهيري :

نوع من الشعر لم يعرف إلا من حوالي ( 150 سنه ) وسبب التسمية يقال أنه منسوب لقبيلة الزهيرات في العراق ، ولشاعرنا ( محمد بن لعبون ) زهيرية جميلة ، يقول فيها :

لا تعالج الغادره وتريد منها علاج
ديغان تنصب على جو الضمير علاج
جم*عالجوا قبلك أهل الحصون علاج
تالله ياماأفنى الزمان من مثلهم غاطات
وشربت من كاسات الصبر غاطات
غلف على القلب من صم الصفا غاطات
مايفيد غير الصبر للزمان علاج

في المدح :
لابن لعبون قصائد مدح عديدة وسنورد بعضا منها :
- قال ابن لعبون قصيدة يمدح فيها صديقا له يسمى أبو مالك ، منها :
قال من دمعه على خده سكيب ........ في مساء الين نجم النسر غاب
في ديار ما لقى فيها قريب ........ أو رفيق يحتفي به بترحاب
دمع عيني فيه منصب صبيب ....... في جباها مثل مامور السحاب
كل من لي في رباها من حبيب ...... أو صديق فجعله الله للذهاب
بعتهم بيعة حصان فيه عيب ...... واستجرت بظل من يروي الحراب
عند منهو دوم للداعي مجيب ....... ميمر(1) ما صك للعانين باب
قل عسى يفداه من لا هو عريب...... وان وعد يسقي شراب من سراب
عند أبو مالك ملاذ اللي مريب ....... مطلق الكفين مامون الجناب
ما سعى المذكور في سعي يخيب ....... أو تميز غير في طرق الصواب
بالمحافل والمقافل له خطيب ........ والثنا لا زال به نزه الشباب
وان حمى ميدانهم ماله لعيب ....... وان حكى منهم فهو ذرب الجواب
ما ينال الجود غيره لو يشيب ....... مثل ابو مالك على سن الشباب
آمر ينهي وفي جيله غريب ....... حاكم لا زال ومطاع مهاب

إلى أن يقول :
ناقل به للبعيد وللقريب ......... بالجدا مثل الذهب عند التراب
وانت عين الكل يا سقم الحريب ....... بالوطيس وبالعطا مثل الرباب
دام عزك دوم في عزم صليب ...... ما عنا لك من سلام مستطاب
(1) مـيـمـر : ولا مرة

- وقال في مدح الأمير أحمد السديري ، يشكو له ما يعانيه من ضيم واكتئاب ، وشوق وهو في منفاه ، قصيده منها :
يا هل العيرات عن دار التلاف ....... من عفا الله عنه يردف له رديف
عن ديار كل ما فيها يعاف ....... ياركب ويلاه من سيف كسيف (1)
جيت ناس عقب أهل مي نشاف ...... يطبخون الزاد بالماي النظيف
من عقب زل الزوالي واللحاف ........ والمخده جوخ حطوا لي سفيف
شف منازل مي في ذيك الحضاف ... يا حراش(2)ان كان يحتاج تعريف
ذا مصب الماء وهذاك الرفاف .......... والحرم هذا وهذاك المضيف
.
.
إلى أن يقول :
لي وليف كل هرجه بالخلاف ......... العجب لله دره من وليف
ينكشف لي عن ثناياه الرهاف........ من رفيف البرق برق له رفيف
يا لطيف من حكاياه اللطاف ........ سمني لعيونها عبداللطيف !
كن وصف جعودها فوق الرداف ....... الهوا والماء من فوق الغريف
.
.
إلى قوله :
ملتجين في ذرا ستر العفاف ....... أحمد لازال مزبان المخيف
ميمر تدعيك ناره بالكثاف ....... مرخص الكوما إلى قل الرغيف
باجتوال وانحراف وانصراف ....... كالسحاب الجود مامده قصيف
صيرف بالقول بل صراف قاف ....... مستجار لدار غطريف ظريف
يا ثقيل الروز بأيام الخفاف ........ فيه ثقل الروز والطبع الخفيف
اشتكي لك من عيافي للعياف ...... من هوى طرد الجوازي نامعيف
راميات من سهام بنصراف ........ من غزال في فوادي له دنيف
موريات يالسديري بالرضاف(3) ......... ورية الوقاد للقدر الرهيف
حالة تنعاف يا احمد بالكساف ........ عن طريق اللوم فيها وتعنيف
إلى أن قال :
وانت سالم والسلام أيضا يضاف ..... فوقه الترحيب من صوب الوليف

معاني المفردات :
(1)كسيف : السيف الرديء
(2) حراش : اسم علم .
(3) الرضاف : الموالاة .

في الهجاء!



لابن لعبون صولة وجولة في شعر الهجاء ، خاصة في النقائض بينه وبين الشاعر عبدالله بن ربيعه ، وكانت حربا كلامية لا هوادة فيها بينهما حيث اشتدت الخصومة بسبب وقوف كل منهما إلى جانب الفريق الذي يناصره خلال الصراعات السياسية التي نشبت في إمارة الزبير بين أهالي ( حريملاء ) ومعهم أهالي ( حرمه ) وفي كفتهم ابن لعبون وبين الشيوخ والأمراء من آل عون ، وفي كفتهم الشاعر عبدالله بن ربيعه ، وأمكن تجميع ثلاث قصائد من بين قصائد الهجاء بينهما وهي أشهر النقائض بين الشاعرين ، وسنورد قليل منها حتى لا نطيل :
منها قصيدة ابم لعبون في هجاء عبدالله بن ربيعه نورد منها هذا المقطع :
دار بها الأنذال تشرى بزايد....... قبل اللوازم وابن الأجواد بزهيد
دار بها مغنى قديم وعايد ........ رفع الوضيع ووضعها للصنايد
ثوب الحيا مابين أهلها طرايد ....... مشاية بالزور مثل الطواريد
قاسيت في توطينهم كل كايد ...... وبالعون ما فك النويم الجلاميد
ألقى العوض عنهم بلين الوسايد ..... شوك العقارب أو سنون العرابيد
إلى أن قال :
يابن ربيعه تعتنيك النشايد ....... من واثق بك شيد القاف تشييد
ورد جرا ما كل صوبه جرايد ...... لكن على شاطيه مثل الطرايد
ببضاعة مزجاه من صوب نايد ......... بازكى سلام وافر لك بتمجيد !


- أما القصيده التي يحتمل أن تكون هي سبب نفيه الشاعر محمد بن لعبون من الزبير فهي قصيده سنورد بعضا منها :
ذا حس طار أو هو ضميرك خفوقه ........ يدق به نازح الفكر دقاق
الحي هو حيك وطيبه وفوقه ....... والدار هي دارك وهذيك الأسواق
يا قلب وان كانت علومك صدوقه ......... بينك وبين الدار عهد وميثاق
شرواك ينشد عن مغاني تروقه ........ حيثك محب للمغاني ومشتاق
تذكر بها عيش مضى ما تذوقه .......... يا عونة الله يوم تقسيم الأرزاق
العبد عبد هافيات عموقه ........ ان جاع باق عمومته وان شبع ماباق
الحر حر يرفعنه سبوقه .......... والبوم يلقى بيت الأسواق خفاق
بع بالهجير وصال حي تشوقه .......... والا عساها للرزايا بتيفاق
دار بها الولد كثير عقوقه ........ واللي يعقونه مصلين الاشراق
راعي الوفا منهم عميله يبوقه .......... تلقاه حلاف مهين وملاق
دار بها المستور ضاعت حقوقه ....... وحقوق راعي الغدر جت له بالاوفاق

إلى أن قال :
بين الطموح وبين من شاف شوقه ........ صرعى بها من غير خمر وترياق
تسمع ندا زاجر الملك في صفوقه ..... قضى القضا والتفت الساق بالساق
رواد بهم ماراد بيضا سحوقه ...... من طولها تمضي على سبعة أطباق


u> في الغزل والذكريات:


في القصيدة التالية أثبت ابن لعبون ( براعته ) و ( روعته ) في نـظم الشعر ، حيث تعتبر هذه القصيدة من عظائم ما نظمه ابن لعبون وجاء تميزها لأنها ( جاءت غير منقوطة الحروف ) ! وأطلق عليها النقاد ( مهملة الحروف ) وهي من ثلاثين بيت ، نورد منها المقاطع التالية :

أحمد المحمود ما دمع همل..... أو عدد ما حال وادله وسال
أو عدد ما ورد وراد الدحل ...... أو رمى دلوه وما صدّر ومال
أو حدا حاد لسلمى أو رحل ..... سار هاكالدار أو داس المحال
أحمده دوم على حلو العمل ...... سامع الدعوى ومعط للسوال
ما على راك لعا واعلى ومل ..... حاول الطاعه على ما صار حال
ما حلا لولا صدور له وهل ......... لو ورد ما عدها الماله أطال
ما رد حاله على حال الوحل ........ طالما حس لروحه لا محال
راد رود للمها سمه سحل ....... عاد صل لسعه سل وآل
ما دعى داع الهوى ألا وسل ....... روح مطرود الهوى ماله وسال
ما على ورد دمعه لو هطل ......... لا ولا مسراه عاد للهمال
إلى أن يقول :
عادم علم الهدى ماله وهل ........ هالدهر دوم على طول الأمال
ماوراهم كود هدام الامل .......... للملا حراس للأرواح سال
لو عطاه أو مهله ماله مهل ........ هل على طول الدهر عمر أطال

إلى قوله :
وارد كاس المرار ما الحول ......... للورود وما لورد له عطال
وارد كاسه ومه أهل الطلل .......... مالوا هم له دوم وحال
حال حاله لو روا له ما وصل ........ عاده أملاك كرام للسؤال

ويختمها بقوله :
دوم صلوا عد ما هدهد وهل ....... أو عدد ما حام أو هل الهلال
على محمد عليّ كل الملل ........ وآله ما هل مأمور وسال

- ومن أشعار الغزل التي أبدع فيها ابم لعبون :
ألا يابارق يوضى جناحه ........ شمال وأبعد الخلان عني
على دار بشرقي البراحه ...... أقفرت ما بها كود الهبني
لكن ابها عقب ذيك الشراحه ... إلى مريت باسم الله جني
يفز القلب فيها للصباحه ..... إلى قامت حمامتها تغني
توصيني لأهلها بالنياحه ..... يعود ان الحمامة خير مني
وأنا وان كان لي بالنواح راحه ..... فأنا بانوح دهري ما أوني

إلى قوله :
قلت لها ودمعي بانسفاحه ...... سقا السفح من ذاك المغني
عسى من كاذب يكسر جناحه ...... ولا يحضى بحبه والتمني
فساد الغى ردك عن صلاحه ...... وأنساك الثنى لاهل التثني
وأهل ذيك اللطافه والسماحه ..... رعا الله عيشهن يا ما رعني
ولكن يوم صبري منك ماحه ....... أعنادك لي وقصدك تمتحني

إلى قوله :
حبيبي كلما هبت ارياحه ....... سفى للريح نوح ضاع مني

وقصيده أخرى يقول فيها من الذكريات :
حي المنازل بديم خزام ....... اتحية الجار للجاره
تحية العاشق الروام ....... لمورّد الخد في داره
من ولف دار لابن عوام ...... شبت بناد الحشى ناره
واذكر بها ما مضى بولام ...... إن كان تنفع التذكاره
فوق الاميلح قطين خيام ....... مضروبة دار ما داره
منازل يا علي ما دام .... تنزل بها مي مع ساره
علمي بهم من ثمان اعوام .... أيام ثوبي خضر خاره(1)
وأيام عيشي رغد وأيام ....... أهل هل الغي وانصاره
إلى قوله :
واليوم صارت خيال أحلام ....... ما عاد بالدار دياره
ما من وليف لخله دام ..... لو فيه من سادته شاره
يمضي الشهر يا علي والعام .... ما حيت الجار للجاره
(1) خاره : منقوش

- ومن نماذج ( فن اللعبونيات ) من أبيات الغزل ، قوله :

زل دهرك يا محمد بالغزل ....... والغزال الى تهزأ بالغزال
والخدود الي كما وصف السجل...... ناكساتك بالسقم نكس الهلال
والجبين الي بروقه تشتعل...... مع زلوف كنهن داجي الليال
زنة الخلخال تحدث بك وجل ...... مع كمالك ما استحيت من الرجال
عاطلات الريم وادمي الرمل ...... مع نبات ظلهن عندي ظلال "







توقيع الطائر المهاجر
 
تفاعلك مع غيرك يشجعهم على التفاعل معك
  رد مع اقتباس