وداعًا مخيَّمْ

[صلاح محمود الخداش]

وداعًا مخيَّم
بقلب المخيَّمْ
زقاقٌ محطَّمْ
زجاجٌ مهشَّمْ
وحولي رجالٌ
وعندي سؤالٌ
بذهني مُدوَّنْ
وخوفي ملوَّنْ
بليلٍ معتَّمْ
وشمعٌ مضاءُ
وحان العِشاءُ
أطلَّ صبيٌ
وقال:فلسطين أمي
ولكنْ مُيتَّم
فقلتُ:أبوكَ
فقالَ:شهيدٌ
وقلتُ:أخوكَ
فقال أسيرٌ
فقلتُ:قريبٌ
فقال:طريدٌ
وقلتُ :رفيقٌ
فقال:صغيرٌ
فقلتُ:وأنتَ
فقال:
لأمي وفيٌّ
شجاعٌ أبيٌّ
بقلب المخيَّم
وثوبي مرقَّع
لأنِّي فقير
لأنِّي مُيتَّم
وسوف أسيرُ
وإنِّي مُجوَّع
وسوف أعودُ
ليافا لحيفا جنودُ
ولي بندقيَّةْ
لأمِّي وصيَّةْ
وكانتْ وفيَّةْ
لأرضٍ ضحيَّةْ
وقدسٍ أبيَّةْ
وعندَ الصَّباحِ
مررنا بنسوةْ
يطرزْنَ ثوبًا بإبرةْ
بخيطِ حريرٍ على شكلِ وردةْ
وسيفٍ طويلٍ ولكنْ بغمدهْ
أشرتُ إليه : لماذا بغمدهْ
أجابت:تمنيتُ غيرهْ
فقلتُ :أجيبي إذا كُنتِ حمدةْ
فقامتْ وقالتْ: وأنتَ خليلُ
فلمَّا سمعتُ بكيتُ
فصاحتْ وصحتُ
وناحتْ ونُحتُ
وقالتْ: أخي أينَ أمِّي؟
سكتُّ
تكلَّم رأسي
هناكَ نحَبْتُ
وكانَ العويلُ
وجدتُ جوابَ سُؤَالي
ثلاثون عامًا أعيشُ وحيدًا
ثلاثون عامًا أعيشُ شريدًا
وعمري مضيَّع
وموتٌ وجوعُ
بكاءٌ دموع
ويسقطُ سقفٌ
ضياعٌ وخوفٌ
ولم تبقَ أسرةْ
شتاتٌ يليهِ شتاتْ
طعامٌ فتاتْ
يئنُ غلامٌ تصيحُ فتاةْ
هناكَ دموعْ
بغيرِ شموعْ
فهلْ من رجوعْ
بلادي تنادي
فيصحو المخيَّمْ
بروحٍ يفادي
يصدُّ الأعادي
هنا يتكلَّمْ
رصاصٌ وريحٌ
يئِنُّ جريحٌ
هنا يتقدَّمْ
طبيب المخيَّم
دماءٌ تسيلُ
وليلٌ طويلُ
وطفلٌ ملثَّم
هو ابنُ المخيَّم
وجيش تقدَّم
سلاحٌ وعسكرْ
لضرب المخيَّم
نساءٌ تصيحُ
تعالوْا هناكَ جريحُ
هروبٌ نُزوحُ
وشعرٌ تعفَّرْ
وشيخٌ تعثَّرْ
وغصنٌ تكسَّرْ
بباب المخيَّمْ
وأذكرُ صبرا
بأسوأ ذكرى
دمارٌ يليهِ دمارْ
وليلٌ بدونِ نهارْ
فبيروتُ تحكي
طرابلسُ تبكي
دمارٌ المخيَّم
حلالٌ وليسَ محرَّمْ
خذوني إلى أرض جدِّي
خذوني ودمعي على صحن خدِّي
كفانا جراحًا وشدَّةْ
خذوني بمفتاح عودةْ
أعودُ بحمدةْ
وأسرةِ حمدةْ
كرهتُ المخيَّمْ
عذابَ المخيَّم
دمارَ المخيَّم
شتاءَ المخيَّم
صفيحَ المخيَّمْ
وكيف أعودُ ؟
ورأسي مهشَّم
وقلبي محطَّمْ
بعينٍ أعودُ
برجلٍ أعودُ
لساني تكلَّمْ
ولستُ بأبكمْ
وداعًا مخيَّمْ
وداعًا مخيَّمْ
**********************
للشَّاعر الفلسطيني:
صلاح الخدَّاش 23/5/2007م

[الم الفراق]

المعذرة أخي العزيز


هل أنت كاتب هذه الخاطرة

بسم الله الرحمن الرحيم

ماذا أقول ؟
وكلماتى عاجزة ..
ويبدو أن كلماتك قد كتبتها
فى لحظات تجلت فيها موهبتك
وتألقت .. ما شاء الله
سلمتَ ودُمت رائعا دوما
أحيي قلمك بعدد حروف كلماتك
وتقبل أطيب تحياتى

[صلاح محمود الخداش]

أختي ابتهال شاكر حفظك الله آمين:
اشكرك على كلماتك الرَّقيقة والدَّاعمة لقلمي في نظم الشِّعر العمودي والحرِّ على السَّواء ، وكما تعلمين أنَّ المخيَّم الفلسطيني قد حفر في نفوسنا وقلوبنا ذاكرة الألم والنَّزيف الذي ما انقطع يومًا وقصيدة وداعًا مخيَّم هي قصَّة حقيقية وواقعيَّة مؤلمة لكلِّ شريفٍ وحرٍّ . سلمتِ وبارك الله فيكِ .

[صلاح محمود الخداش]

الأخ ألم الفراق المحترم وفقك الله
إنَّ قصيدة وداعًا مخيَّم الَّتي نظمتها بتاريخها المدوَّن والَّتي أعتزُّ بها لأنَّني نظمتها على شكل قصَّة حقيقيَّة وفي حياة الشَّعب الفلسطيني قصصٌ كثيرة مثلها بل وقد تكون أكثر ألمًا منها ولكنَّها بمجملها تجسِّدُ معاناة مخيماتنا ، واللهَ أسأل أنْ يكشفَ الغمَّة ويعيد اهل المخيمات إلى بلادهم وقراهم الَّتي هُجِّروا منها قصرًا ، ولك اخي (ألم الفراق) جزيل الشُّكر .

[راجي الحاج]

اخي الفاضل الم الفراق مساك الله بالخير

كاتب هذه الرائعه هو اخي وصديقي الاستاذ الخداش وأأكد لك صحة ما اقول 00

الخداش شاعر متمكن وكتب الكثير الكثير من القصائد المتنوعه 00

ارجو توضيح سبب سؤالك !!!! واذا هناك عملية نقل فقد تمت من غير موافقة الخداش (سرقه شعريه) من احدى ابداعاته000

عذرا للسماح لنفسي بالتحدث نيابة عن اخي الخداش 00 انا مطلع على جميع روائعه وهذه احداها 000

كل الود

[الطائر المهاجر]

من الصعاب تصنع المعجزات
فكم رأينا من الشعوب المغلوبة على امرها
من استطاع ان يعوض ذلك فيكون له دور بارز في بناء الحضارة الإنسانية
وأنا واثق بأن هذه المخيمات استطاعت أن تنجب الرجال وستنجب قادة
عظام لتخليص الأمة من محنتها
شكرا لك أخي الكريم
ومعذرة فأخي ألم الفراق المسؤول عن الأقسام الأدبية
يتحرى الدقة دائما امام ما يراه من سرقات أدبية
تعم الإنترنت ، ليرجع الحق إلى اصحابه
وثقتنا كبيرة أننا امام أديب راقي وضمير حي
بارك الله فيك
تحياتي الطيبة

[صلاح محمود الخداش]

الأخ الم الفراق المحترم
يؤسفني أن تصنِّف قصيدتي في المنقول فلو لم تكن من إبداعي لما تقدمت بها ومن طبعي أنَّني أكره حتَّى مجرد نقل الفكرة من أحدٍ كائنًا منْ كان فكيف بنقلها فهذه سرقة وثقْ تمامًا أنَّها من نظمي وإبداعي ،وهذه القصيدة ألقيتها في مدرستي الَّتي أدرِّسُ فيها ، واقول ثانيةً يؤسفني ما قلتهُ يا ألم الفراق .وسامحك الله ومن الجدير أنَّ إحدى الكاتبات السعوديات قد أخذت منِّي القصيدة لتنشرها باسمي في جريدة الجزيرة السعودية وأخبرتني أنَّها لم تتابع موضوع النَّشر.

[صلاح محمود الخداش]

أخي د. عثمان حفظك الله آمين
مع الأسف أنَّي قرأت ردَّك بعد ردي الثاني على الأخ ألم الفراق فلو انتبهت لردك لاكتفيت به مع جزيل الشكر والتقدير

[الم الفراق]

أعذرني أخي العزيز على نقلها


لانك قد كتبت في نهاية الخاطرة


للشَّاعر الفلسطيني:
صلاح الخدَّاش 23/5/2007م

وأنا أعتقدت أنك لست صاحبها

وإنما نقلتها للشاعر للشَّاعر الفلسطيني:
صلاح الخدَّاش


تقبل أسفي


ولي عودة للبوح