[الطائر المهاجر]

النسابة الشاعر الامير جبر بن جبر بن سيار بن شقير بن حزمي، من الدعم ـ الدعوم ـ ثم الجبور من بني خالد، النجدي المنشأ الاحسائي الاصل. وبني خالد هي احدى قبائل بني عامر بن صعصعة من هوزان احد الشعوب المضرية العدنانية. وهم قد نزحوا من عالية نجد، حيث كانت تقيم قبيلة بني عامر الى الاحساء فأقامت فيه ثم اخذت في العودة الى نجد، فسكن آل سيار بلدة القصب، ولد المؤلف وعاش في هذه البلدة ـ القصب ـ وتولى امارتها حتى سلمها إلى ابن أخيه و هو من أعلام القرن الحادي عشر الهجري (السابع عشر الميلادي). وقد توفي 1085 هـ
ويذكر البعض ان اسم سيار هو خالد وانما لقّب بسيار لانه يسير حملات الحج من الاحساء الى الوشم في نجد ثم يستلمهم امراء مكة الاشراف في مكة، ويبقى في الوشم حتى عودة الحجاج فغلب على اسمه هذا، واتخذه ابناء سيار وذريتهم ومواليهم في نجد وسكنوا بلدة القصب في اواخر القرن العاشر وصارت لبعضهم امرتها، وممن تأمر فيها السيايرة آل مانع وآل ثقبة والسيايرة هم ابناء: سيار بن شقير من آل حزمي من الجبور.
حاز شهرته كشاعر تناقلت شعره الروايات الشفهية و مخطوطات الشعر النبطي. له إخوانيات شعرية مع شعراء آخرين أبرزهم ابن أخته رميزان بن غشام أمير روضة سدير، كما تنسب له مخطوطة قصيرة من أقدم ما عثر عليه من مخطوطات نجد تختص بأنساب أهل المنطقة. و قد تم نشرها مع تحقيق مفصّل بعنوان "نبذة في أنساب أهل نجد" على يد الباحث راشد العساكر
عند تسليمه الإمارة لأبن اخيه قال قصيدته التي اوصى فيه ابن اخيه بكيفية إدارة الأمور ، منها ..

عامل لسكان البلاد بشيمه= بْسهالةٍ تَرْجي بها غفرانها
واجعل لهم نصف الكتاب شريعه=ينقاد كرهٍ سبعها مع ضانها
واجعل لهم بالوجه منك عباسة= وبشاشةٍ لإصلاحها في شانها

وفي قصيدة اخرى توضح مواصفات الحاكم في وقت كانت فيه الأحوال السياسية مضطرية

فلا خير في شيخٍ إلى عاد طلعه= قريبٍ وملاق الحكايا هذورها
راعي سياساتٍ بالادنين باطش= والاضداد في بلدانها ما يذورها
من الغش ممزوجٍ وبالوجه باسم= أخا منجلٍ حزّات الاقفا عَقُورَها

ويقول في قصيدة اخرى

شيخانٍ ان فكّرت فيها لكنها= ثعالب طرفا تفسد الملك جايره
إن جيت تبغي نفعها جاك ضرها= جهارٍ وفيهم نيّة الخير بايره
ترى كسبهم ظلم الرعايا وطبعهم= يدلّك عليه ان مات تشبح بصايره

وقد يعتبر جبر بن سيار هو معلم حميدان الشويعر الذي ايضا ناقش الأوضاع السياسية في الكثير من قصائده
ولكن بإسلوب ساخر ، ولا غرابة في ذلك فجبر بن سيار وحميدان من نفس العائلة ، وان كان حميدان متأخرا قليلا عن جبر ، إلا أن بعض الروايات تشير إلى انه عاصره في آخر حياته .

مما يروى ان جبر بن سيار كان عند الحجر وهو يطوف فصادف امرأة تريد الحجر فأراد أن يقبلها فدعت عليه بالعمى فاستجاب الله دعوتها فأخذ بصره . وقد ذكر جبر بن سيار هذه القصة التي جرت عليه في عدة قصايد.