فهد راشد ناصر بورسلي ولد بالكويت سنة 1918وتوفي بها سنة 1960م وكان والده من كبار رجال البحر المعروفين و تاجر لؤلؤ يمتلك العديد من السفن التجارية ، سافر إلى الهند مع والد و كان يتردد على البحرين و السعودية و جنوب العراق وكان يتقن الهندية و مطلع على ثقافتها و كان معجب بالشاعر رابندرانات طاغور.
عرف فهد بورسلي كشاعراً شعبي أكثر منه كشاعر نبطي اهتم بالمشاكل الاجتماعية فكان كالصحيفة الناطقة...كان ساخرا شاكيا من كل شئ منع الكثير من شعره لتعرضه لبعض الجاليات بسخرية لاذعة كالمهارة"أهل حضرموت" ، وكذلك هجاءه لبعض اصحاب المهن كالكنادرة"باعة الماء" في ذلك الوقت...
وفي وقت لم يكن للتلفزيون فيه وجود...كانت الشركات الكبرى تدفع له ليقول شعرا في بضاعتها ثم تقوم بطباعة هذا الشعر والقاءه على الناس من خلال طائرة...كما فعلت شركة سجائر "بكنويت" وشركة "رامبلر" للسيارات...
فقد تكلم رحمه الله بلهجة أهل الكويت وعبر عن معاناتهم ونظم الشعر بلسانهم مستشفاً فِكَر قصائده من معاناتهم اليومية بجميع شؤون الحياة في المجتمع الكويتي مثل أزمة الماء والتمويل والمدراء والكهرباء نظم الزهيري، والهجاء، والمديح، والعتاب، والشكوى، والغزل، والغنائيات، والإخوانيات، والقصائد الوطنية، بالإضافة إلى القصائد الانتقادية الاجتماعية والسياسية.أدخل مستشفى الأمراض العقلية في أواخر أيامه...وقد تحدث عن هذه الفترة شعرا.تم غناء الكثير من قصائده وأصبحت من السامريات المشهورة في الكويت والخليج.
مما قال :
شايـبـنـا يـمـشـي ويـطـيـح=نوبـه يـصـوّت نوبـه يـصـيـح
ش أزيـد مـن هـذا الـتصـريـح=صــوّت ولالــه حــمـــاي
وعـجـيـزنـا مـثـل الـبـطـة=تـشيـل الـقـوطـي وتـحـطـه
بـذمـة مـن دبـر هـالـخـطـه=خـلا الـعـالـم رايــح جــاي
وقال ايضا عن نفس الأزمه :
الـبـلـــد هــذي وأهـلـهـا=الـبـلا مــن الـلـي دهـلـهـا
كــل مــن زار ونــزلـهـا=زاحــم الـلـي عـازمـيـنـه
لــو تــرد إلـنـا وربـعـنـا=مــن مـواردنــا شـبـعـنـا
بــس جـانـا مـن تـعـبـنـا=تـرجمـوا يـا هـل الـرطينــة
وكان أحد أعلام الشعر النبطي الذين تميزوا فيه ويروي أحد معاصريه أن بورسلي حضر ذات مره إلى محفل القلطة وكان شعراء النبط من أهل البادية يتحاورون وحاول بعضهم تجاهل بورسلي كشاعر شعبي لا يستطيع مجاراتهم فدخل بورسلي القلطة معهم كنوع من التحدي واستطاع كما أكد الراوي أن يضيق الخناق على الشعراء الذين حاوروه علماً بأنها كانت المرة الأولى التي يدخل فيها بورسلي ، وكان بينه وبين بعض شعراء النبط ردّيّات يرسلها لهم ويجيبونه عليها أو العكس حتى أصبح أكثر الشعراء يحسبون حساباً لبورسلي كشاعر كبير. صدر لشاعرنا الكبير فهد بورسلي ديوان سنة 1955م وأعيد طبعه أكثر من مره إلاّ أنه لم يحمل آثار هذا الشاعر كاملة حتى صدر ديوانه سنة 1978م الطبعة الثانية وقد قامت ابنة الشاعر وسميه فهد بورسلي بجمع وترتيب الديوان بشكل يستحق التقدير ، كما يتداول الناس أشرطة صوتية لقصائد سجلها الشاعر بنفسه
ومما قال :
حل الفـراق وخافـي السـد باحـي=حاولت أصبر والصبر عـذّب الـروح
حالـي تـردى ومتكسـر جنـاحـي=حزين من كثـر الهواجيـس والنـوح
حامـي الوقايـد لح جسمـي لحاحـي=حسبي على الفرقـا بها السـد مبيـوح
حفظـت سـدٍ كـاتمـه لا يبـاحـي=حارت دموع العيـن والدمع مفضـوح