[مروان الشيخ]

.

يقال أن أحد النصابين أتى قرية بها كثير من الحمير وهنا أقصد الحمير و المستحمرين كما سيتبين في ثنايا القصة
فبدأ بشراء الحمير من أصحابها بمبالغ زهيدة لا تتجاوز الخمسين ريالا للحمار الواحد
وعندما اصبح عدد الحمير قليل في القرية بدأ يرفع اسعار الشراء فيشتري الحمار بالمئة والمئتين حتى اشترى كل الحمير التي في القرية ولم يبقى فيها الا المستحمرين فقط.
بعدها أعلن في الناس اأنه سيغيب لمدة اسبوع عن القرية ,ثم سيأتي لشراء الحمير مرة أخرى لكن بثمن كبير مقدارة 10000 ريال للحمار الواحد ..وذهب
إتفق هذا النصاب مع بعض شركائه أن يأخذوا الحمير التي اشتراها اإلى نفس القرية ويبيعونها على الناس هناك بقيمة 5000 ريال
فأقبل الناس على الشراء بجنون وشراهة كون الحمار الذي سيشترونه اليوم ب5000 سيبيعونه بعد أسبوع بضعف ثمنه
فلما انتهى اللصوص من بيع الحمير بهذه المبالغ الكبيرة ذهبوا بالمال لكبيرهم وتقاسموا قيمة الحمير.. وأكل المستحمرون الهوى
أجدني أتذكر هذه القصة وأنا اسمع عن ثورة ماكينة الخياطة التي أقبل الناس على شرائها بجنون وبمبالغ تفوق مبلغ الحمير السالفة الذكر...!!
ثم فكرت وقلت هل يستحق من يشتري ماكينة خياطة (خرده) ب100000 ريال لقب مستحمر أم أنه هو الحمار بشحمه ولحمه؟!!
لكن على سوء ما في هذه الظاهرة اإلا أن (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم)
والخير هنا أصاب الأمهات والجدات اللاتي مر عليهن ردحا من الزمن لم يسمعن فيه أصوات أبنائهن وأحفادهن ولو بسبب ميكافيلي!!
واذا بالبر هذه الأيام على أشده والزيارات لا تنقطع والتليفونات لا تصمت وأصبحت بيوت الجدات الطيبات كخلية النحل بعد أن ماتت أو كادت أن تموت
مع العلم أن مستوى البر والتواصل يرتفع بحسب نوع ماكينة الخياطة التي يملكنها!
يقول لي أحدهم انه اتصل على أمه وسلم عليها تسليما حارا ثم قال لها (أمي ابي مكينة الخياطة اللي عندك) قالت ياوليدي والله اخوك توه زارني في البيت هو وعياله وشال المكينة معه!!

.