الموضوع: بني خالد
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-11-2007, 10:31 PM   رقم المشاركة : 17
ماجد الزيد
شاعر VIP عضو شرف
 الصورة الرمزية ماجد الزيد






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :ماجد الزيد غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: بني خالد..اصول وعراقه


مقرن بن زامل الجبري الخالدي وصولات بني خالد تحت لوائه لصد المستعمر البرتغالي:

يستفاد من المصادر التي تعرضت لتاريخ الجبور أن السلطان مقرن أصبح أميراً والقطيف في النصف الأول من القرن السادس عشر الميلادي وأنه تمكن ببطلوته من صد بعض الهجمات التي استهدفت البحرين مثل هجوم خواجة عطار عم ملك هرمز ووزيره الذي هاجم البحرين 917هـ/1511م. وأن ذلك أدى لذيوع صيته, ووصفه ابن اياس بأنه ملك من البحرين إلى هرمز وأنه أمير أربان بني جبر, ولكي يقوى مقرن نفوذه فقد أصهر إلى شريف مكة بركات إذ تزوج الشريف اينه مقرن وإن كانت المصادر البرتغالية تقول أن مقرن هو الذي تزوج ابنه شريف مكة كما أن أخت مقرن تزوجت من شيخ قبيلة بني خالد, "أو ابن شيخها لأن في نسب بن خالد بن حميد أو حميدي" وهذا يفسر تولي الشيخ حميد ابن أخت مقرن لحكم البحرين والقطيف في غضون هذه الفترة.

*أسباب غزو البرتغاليين للبحرين:

1- سياسة الجبور الذين كانوا يحكمون البحرين في هذه الفترة واتجاههم إلى مساعدة المناطق المجاورة على مواجهة الغزو البرتغالي وميلهم إلى إيجاد نوع من المقاومة الجماعية لهذا الخطر الخارجي.
2- مساعدة الجبور (لصحار في عمان) عند تعرضها للهجوم البرتغالي وإن كان البرتغاليون قد تصدوا لسفن البحرين المحملة بالمقاتلين والمؤونة قرب جزيرة قشم وفرقوها بعد معركة شديدة.
3- بعد استيلاء البرتغاليين على هرمز وإقامة توران شاه ملكاً عليها من قبلهم توقفت البحرين التي كانت تحت حكم السلطان مقرن الجبوري عن دفع عائد البساتين المتفق عليها لهرمز في إعادة فرض السيطرة على البحرين والقطيف لجأ توران شاه إلى البرتغاليين وتذكر المصادر البرتغالية أن توران شاه اعتذر للبرتغاليين بعجزه عن دفع الضرائب لأن السلطان مقرن لا يدفع له عائد لبعض البساتين بانتظام وأنه يتعرض لسفن بين هرمز والبصرة كرد على مضايقات البرتغاليين والهرمزيين لتجارة الجبوريين. يضاف إلى هذه الأسباب ما كانت تتمتع به البحرين في ذلك الوقت من ثروات فتذكر المصادر البرتغالية أن البحرين في ذلك الوقت كانت تضم جزيرة كبيرة غنية بالمياه العذبة والخضراوات والأشجار الباسقة وغنية بالجواهر ومغاصات اللؤلؤ ومصائد السمك وأن سكانه وهم من القبائل العربية يبيعون اللؤلؤ للتجار الذي ينقلونه بدروهم إلى الهند وإيران والبلاد العربية الأخرى فيدر أرباحاً طائلة على البحرين.

إزاء هذا الظرف اتخذ الغزو البرتغالي وجهته إلى البحرين وقد سبقته بعض المقدمات منها:

1- اتجاه البرتغاليين في سنة 915هـ/1509م إلى مهاجمة تجارة البحرين ونبوا سفينة في مياه الخليج كانت قادمة من البحرين وعليها حمولة من اللؤلؤ.
2- قيام خواجة عطار عن ملك هرمز سنة 917هـ/1511م بالاستيلاء على البحرين ولكن الجبور أرغموه على الأنسحاب بعد فترة قصيرة.
3- بعد ذلك اتخذ البرتغاليون خطة أخرى في سنة 920هـ/1514م أرسل البوكيرك ابن عمه بيرو ومعه أربع سفن لاكتشاف البحرين والتمهيد للغزو فرحل بيرو إلى هرمز ومكث فيها بعض الوقت ثم أبحر إلى البحرين ولكن البرتغاليين فشلوا في النزول إلى البر وعللوا سبب فشلهم بالرياح التي عاكستهم. في هذه الأثناء كانت الأمور قد اتضحت وظهرت الجبهات المتصارعة للعيان فمن ناحية هناك قوتان بدت مطامعها للخليج والبحرين وهما البرتغاليون والدولة الصفوية في إيران تحت حكم الشاه اسماعيل الصفوي من ناحية, والدولة العثمانية التي كانت في حرب مع إيران والتي كانت حليفة للجبور من ناحية أخرى فما أن جاءت سنة 926هـ/1520م حتى كانت الأحداث قد اتخذت شكلاً أكثر وضوحاً.

في هذا العام سافر مقرن إلى الحجاز لأداء فريضة الحج وقام مقامه في الحكم ابن أخته الشيخ حميد, وتذكر المصارد البرتغالية التي تعود إلى فترة سابقة على هذه السنة أن مجموعة من الأتصالات تذكر أن الشاه اسماعيل اتصل بالبرتغاليين في هرمز من أجل إقامة تعاون مشترك ضد العثمانيين وأنه قدم لهم بعض المطالب بواسطة سفيره أحد هذه المطالب أن يقول البرتغاليون بتأمين السفن التي تنقل رعاياه فيما بين هرمز والبحرين والقطيف وقد قبل البرتغاليون ذلك ولكنهم اشترطوا ألاّ يؤدي ذلك إلى أي عمل يضر بأراضي مملكة هرمز أو بجزيرة البحرين"6" وتستطرد المصادر البرتغالية فتقول بأنه تبودلت الهدايا بين الشاه اسماعيل والبوكيرك فأرسل الشاه اسماعيل سيف له غمد مذهب وألفي زيرافين أشرفي, ثم تذكر المصادر البرتغالية سفارة أخرى فتقول أن الشيخ الكابتن اسماعيل أرسل للبوكيرك سفيره عبدالله خليفة طالباً صداقته والتعاون معه وأرسل معه هدية عبارة عن خمسة خيول وسرجاً من الذهب وبعض الملابس والموشاة بخيوط الذهب وبضعة جمال محملة بالفاكهة وعصير عنب شيراز وكانت تلك أحسن ما في البلاد كلها مع ثلاثمائة قطعة ذهب وأن هذه الهدية أخذت طريقها عبر الأحساء ثم البحرين إلى هرمز.

وهنا لا بد من وقفة لمعرفة من هو اسماعيل فإذا كان هو الشاه اسماعيل الصفوي فكيف يكون سفيره عبدالله خليفة وهو عربي مع أننا نعرف أن البلاط الإيراني كان فيه شخص برتغالي على الأقل"11" وذكرته المصادر البرتغالية وذكرت أنه تولى السفارة بين الشاه والقائد البرتغالي وهو أمر منطقي أن يوجد برتغالي في البلاط الصفوي يجيد الفارسية والبرتغالية.

شيء آخر هو الطريق الذي اتخذته إحدى الهديتين فالمصادر تذكر أن إحداهما أخذت طريقها عبر الأحساء ثم أبحرت إلى هرمز فإذا كان اسماعيل المقصود هو الشاه اسماعيل الصفوي فكيف انطلقت هديته من الأحساء خاصة ونحن نعرف أن الأحساء والقطيف والبحرين في ذلك الوقت كانت تحت سيطرة الجبور وحاكمهم القوي مقرن بن أجود, يضاف إلى ذلك أن المصادر البرتغالية تطلق على اسماعيل في بعض الوثائق لقب الشيخ الكابتن اسماعيل, ولفظ الشيخ يطلق عادة على الزعماء العرب ولم يعهد اطلاقه على أحد حكام البلاط الفارسي.

ومن كل ذلك فإننا نرجح وجود اثنين يحملان نفس الأسم (اسماعيل) ونرجح أيضاً أن كلاهما أرسل سفارة للبوكيرك أحدهما هو الشاه اسماعيل الصفوي فسياق الحوادث لا يعارض امكانية لجوء الشاه إلى إعادة العلاقات مع البرتغاليين عقب الخلاف الذي نشب بينهما بعد احتلال البرتغاليين لهرمز إضافة إلى استيلاء العثمانيين على تبريز عاصمة إيران يمكن أن يدفع الشاه الصفوي للتحالف مع البرتغاليين لمواجهة خطر الدولة العثمانية على أملاكه.

أما الآخر المستبعد أن يكون شخصاً عربياً مال للخيانة فأقام علاقات مع البرتغاليين بدليل أنه يحمل إلى جانب لقب الشيخ لقب الكابتن وأنه يقيم في الأحساء ورأى الظرف المناسب لتحقيق المطامع الخاصة به عن طريق التعاون مع البرتغاليين لضرب دولة الجبور يؤيد ذلك وجود أعداد كبيرة من الجنود المرتزقة ممن العرب ضمن قوات الغزو ولا يستبعد أن يكون الشيخ الكابتن اسماعيل هو الذي جمعهم وعلى العموم فإن الأمر يحتاج إلى مزيد من البحث حول هذه الشخصية على ضوء ما قد تكشف عن الوثائق الجديدة.

مات البوكيرك سنة 1515م ولكن سياسة البرتغاليين ظلت كما هي فشهدت سنة 1520م إذن الأستعداد الفعلي للغزو فقد ظهر الاتجاه الحقيقي لكل فريق شهد نفس العام اتفاقا بين البرتغاليين وملك هرمز على غزو البحرين وتم اعداد قوة كبيرة من سواحل الخليج تدعمها السفن البرتغالية وتتكون غالبيتها من سفن عربية وعدد كبير من المرتزقة العرب والإيرانيين.

أما الجبور فكانت نذر الغزو وقد وصلتهم منذ وقت طويل فعاد السلطان مقرن من الحجاز ليشرف بنفسه على تنظيم قواته استعدادا للهجوم المنتظر, فجهز اسطولا كبيرا استعان في بنائه بعمال مهرة من الترك والعرب والفرس كما أعاد تقوية أسوار وتحصينات البحرين والقطيف وبذل اهتماما كبيرا في إعداد قلعة البحرين.

وهنا يأتي استطراد لابد منه لتصحيح خطأ تاريخي حول قلعة البحرين فالكثيرون يطلقون عليها اسم قلعة البرتغال معتقدين "أن البرتغاليين هم أول من بناها والصحيح أنها كانت موجودة من قبل وقائمة فوق ركام قلعة أخرى أقدم منها بدليل استخدام السلطان مقرن لها ضمن الأستعدادات لمواجهة الغزو البرتغالي فقد ورد نص الوثائق العثمانية يقول أن الشيخ أو السلطان مقرن وضع الأستحكامات والمتاريس قرب قلعة البحرين وأن البرتغاليين وجدوا مدينة كبيرة في جزيرة البحرين سموها المنامة"12" وكان ذلك أول نص وجدناه حتى الآن فيه ذكر المنامة وأنهم وجدوها محاطة بسور شامخ مبني قبل ذلك التاريخ لأن السلطان مقرن وجنده كانوا يتحصنون في القلعة وخلف أسوار المدينة.

والمقبول بأن البرتغاليين بعد الغزو قاموا بتجديد بنائها بع اقتحامها بالإضافة إلى ذلك فقد توصلت الأستاذة مونيك التي قامت بحفرياتها تحت القلعة في أكثر من فترة إلى وجود آثار قلعة إسلامية قديمة أسفل القلعة الحالية وقد عثرت خلال تنقيبها على نقود وزخرف وفخار يؤكد ذلك كما تمكنت من وضع تخطيط لتلك القلعة الإسلامية التي كانت تقع أسفل قلعة البحرين ثم توصلت في الآونة الأخيرة إلى أن القلعة الإسلامية تقع بدروها فوق قواعد تعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد. كما يوجد نص في طبقات ابن سعد يشير إلى وجود حصن في جزيرة أوال وهذا النص يعود إلى عهد عمر بن الخطاب.

بعد هذه الأستعدادات من الجانبين وفي 15يونيو1521م تحرك الأسطول من هرمز وبدأ الغزو وكانت القوات التي أعدت له من جانب البرتغاليين تتكون من قوات ملك هرمز وقوامها ثلاثة آلاف من المرتزقة تحملهم مائتا سفينة ويقودهم ريس شرف الدين أو ريس ظرفه كما تطلق عليه بعض المصادر ومن القوات البرتغالية وقوامها أربعمائة برتغالي تحمله سبع سفن كبيرة مزودة بمدافع ضخمة يقودها انطونيو كوريا وكان يقيم في هرمز.

وتكونت قوات الجبور من 12ألفاً من العرب وأربعمائة رامي سهام وثلاثمائة فارس عربي وعشرين جنديا تركي من حملة البنادق كانوا يدربون السكان المحليين على القتال واستخدام الأسلحة النارية وكانت القوات بقيادة الأمير مقرن.

وتصف المصارد البرتغالية المعركة الفاصلة فتقول ان 12ألفاً من العرب يقودهم الأمير مقرن كانوا يقفون بمحاذاة السور وأن القائد البرتغالي انطونيو كوريا اضطر للانتظار ستة أيام حتى يصله المدد من هرمز خاصة عندما وجد قوات السلطان مقرن متحصنة وراء السور.

وأن كوريا لجأ بسفنه إلى مكان آمن يحتمي فيه من الأعاصير البحرية وأنه عزم بمن معه وعددهم مائتان وعشرون رجلاً مسلحين بأسلحة مختلفة على النزول إلى البحر بعد أن أشار عليه كبار رجاله بذلك وأنه نزل بالفعل ودارت معركة حامية لم تسفر عن النجاح فلما جنّ الليل توقفت الحرب حتى إذا جاء الصباح كان البحر جزراً وكانت السفن البرتغالية بعيدة عن الشاطئ فخاض البرتغاليون في البحر ليصلوا إلى سفنهم وتستطرد هذه المصادر فتقول أن الملك مقرن أو كما يطلق عليه مكرم كان يقف مع جنوده فهم يصوبون رصاصهم وسهامهم نحو البرتغاليين وإن لم يصيبوهم وان البرتغاليين عادوا للنزول إلى الشاطئ والتحموا مع المدافعين في معركة قتل فيها بعض اهل البحرين وكان انطونيو كوريا يحمل العلم البرتغالي ويطوف بجنده يشجعهم على اقتحام السور ودخول المدينة لقتل المسلمين فيها, وأنه خلال هذه المعركة أصيب مقرن بجرح فضعفت معنويات جنوده حيث لم يكن لهم قائد غيره يحل محله, وأن كوريا جرح أيضاً في يده اليمنى ونظراً لاستمرار القتال مدة طويلة فقد أصاب التعب والإرهاق جند البرتغال كما كثر بينهم الجرحى ولكن وفاة مقرن بعد ثلاثة أيام متأثراً بجراحه رفعت معنويات البرتغاليين وشجعتهم على مواصلة القتال, وهناك مجموعة أخرى من الوثائق تذكر المعركة الفاصلة بصورة أخرى فتقول أن المعركة بدأت في هجير الصيف وقد قام أهل البحرين بوضع المتاريس والأستحكامات على طول الساحل قرب القلعة ولكنها لم تمنع القوات من النزول في البر نظراً لدعم المدفعية الثقيلة الموجودة على سفن البرتغاليين لتقدمهم وشبت معركة حامية كان السلطان مقرن ينتقل خلالها وسط جنوده ليحثهم على الصمود حتى أصيب بطلق ناري في فخذه نقل بعد ذلك إلى أحد المساجد وتولى القيادة الشيخ حميد وبعد ستة أيام مات مقرن متأثراً بجراحه وشاع خبر وفاته فانهارت معنويات جنوده والمدافعين مما اطـّر الشيخ حميد بأن يأمر قواته بالأنسحاب إلى القطيف على الفور وحملت قوات الجبور الجثمان ليدفن في الأحساء, وهنا تتضارب الأقوال فتذكر المصادر البرتغالية أن الرئيس شرف الدين قائد قوات هرمز أمر قواته بانتزاع جثمان مقرن من أيدي قواته ثم أمر بقطع رأسه وحمله معه إلى هرمز وتذكر المصادر البرتغالية الأخرى أن انطونيو كوريا هو الذي قبض على السفينة التي كانت تحمل جثمان مقرن من البحرين إلى الأحساء أو القطيف وأنه احتز رأسه, أما ابن إياس فيذكر أن مقرن وقع حياً في أيدي البرتغاليين وأنه ساومهم على أن يدفع لهم ألف ألف دينار فدية ولكنهم قتلوه صبراً وهي رواية ضعيفة وذلك لأنه لو صحت هذه الرواية لكان الأجدى به أن يدفع لهم قبل القتال مقابل انسحابهم خاصة وأن الذريعة المباشرة للغزو كانت امتناع البحرين عن دفع عائد بعض البساتين لهرمز.

خلاصة الأمر أن المعركة انتهت إلى صالح القوات الغازية وأعيدت البحرين إلى تبعية هرمز وتم وضع حماية برتغالية بقلعتها بعد ترميمها ومنح ملك البرتغال يوحنا الثالث وسام النصر لأنطونيو كوريا وسمح له أن يلبس الوسام على ذراعه وأرسل رأس الأمير مقرن إلى هرمز حيث نقشت المعركة على مسلة من الحجر وأمر ملك البرتغال بأن يقرن اسم البحرين وكانوا يسمونها بهاريم مع اسم انطونيو كوريا مع رسم لرأس البطل على ذراعه وشعاره.







توقيع ماجد الزيد
 
  رد مع اقتباس