عرض مشاركة واحدة
قديم 07-10-2007, 04:34 PM   رقم المشاركة : 4
الطائر المهاجر
** (عثمان العبدالله) ** المؤسس والمشرف العام
 الصورة الرمزية الطائر المهاجر





معلومات إضافية
  النقاط : 20
  الحالة : الطائر المهاجر متواجد حالياً

 

افتراضي رد: سعدون العواجي وولديه


وتصل القصيدة التي استنجد بها سعدون ولديه والسابق ذكرها
إلى ولديه (عقاب) و(حجاب) فأمر الأول أخاه ليهيء نفسه للرحيل من سوريا ويترك الولدان العز الذي هما فيه ويقرران الإستجابة لنداء الوالد الذي أصابه الضر وراحا يهيئان أنفسهما للسفر إلى نجد لنجدة الأب الذي يطلب النجدة .
ولم يكن (عقاب) فارساً فحسب ، بل شاعراً أيضاً ورجلاً يعرف متطلبات القتال ومرؤة المقاتلين . وكان له صديق اسمه (عبد) قرر أن يرافقهما في السفر إلى (نجد) . ويحس (عقاب) أنهم مقدمون على معركة وأن صديقه (عبد) لا يمتلك إلا فرساً لم تكن من أصائل الخيل كما هي عادة فرسان نجد إذ لا ينقون للمهمات الصعبة سوى الخيل الأصيلة .

فيشير على صاحبه شعراً أن يبيع فرسه واعداً إياه أن يهديه أول جواد أصيل يحصل عليه غنيمة في نجد :

يا (عبد) جلب مهرتك عفنة الذيل =لا عاد ما تكسب حذا قول خيال
رحنا لنجد و لا بنجد محاصيل= يطعن ولا نطعن فوق عجلات الأزوال
إن طعتني يا (عبد) بدل بها كيل =ودور لها من غاية السوق دلال
إن نرت قالوا (عبد) عيل هل الخيل= وإن هشت قالوا رد منهم بخيال

ويسافر الأخوان ومعهم بعض الخدم إلى ديار (الشيخ سعدون) في نجد في رحلة تستغرق ثلاثين يوماً ليصلوا إلى المنهل الذي ترد عليه إبل غريمهم (شامخ) ومضى (عقاب) متخفياً يستدل على بيت أبيه (سعدون) فوجد أن (شامخا) كان قد أمر أن لا يرفع الأب بيته بين بيوت القبيلة إمعاناً في إذلاله وأمر راعيه أن لا يرد إبله القليلة إلا بعد أن ترد إبل الحي بأكمله .

وإذ وصل (عقاب) بيت أبيه مع أول بزوغ الفجر ، قام بإيقاظ الراعي قائلاً له :

- قم وأورد إبلك الماء الآن .

- لا أستطيع يا عم . لأن (شامخا) قد حرم علينا ذلك وأنه سيضربني لو فعلت .

عقاب : قم وأنا معك .. لا تتردد .. أورد إبلك الآن وسار الراعي بالإبل حتى البئر الذي يردون منه حيث شاهد (شامخ) إبل (الشيخ سعدون) عند البئر فثارت ثائرته وراح يهدد الراعي الذي كان (عقاب) يسير معه متخفياً ويحرضه على مواصلة السير .

وهجم (شامخ) على الراعي يضربه محاولاً إيقافه على مواصلة السير بالإبل ، فما كان من (عقاب) المتخفي بين الإبل إلا أن يستل سيفه ويهجم على (شامخ) مثل الأسد الهصور .

صعقت المفاجأة (شامخ) وعرف على الفور أن هذا الفارس الذي يشهر سيفه في وجهه ما هو إلا (عقاب ولد الشيخ سعدون) فقفز إلى بئر قريبة منهما ورمى نفسه فيها . وهنا يطل عليه (عقاب) ويدلي إليه بالحبل طالباً منه الخروج .

شامخ : لا يمكن أن أخرج فهذا هو قبري . وإذا أردت مني الخروج فإعف عني أولاً .

عقاب : إن جبنك الذي أراه هو الذي سيجعلني أعفو عن قتلك بشرط أن يعفو عنك الشيخ سعدون أولاً .

وهكذا ينصر الولدان والدهما الشيخ الذي بنى له أبناؤه بيته من جديد لتتحقق أمنيته التي عبر عنها بقوله :

البيت لا بينى بلا عمد وأطناب متى يجينا (عقاب) يبني لنا البيت

وعاد (سعدون) من جديد شيخ قبيلته وصار (شامخ) نسياً منسيا






توقيع الطائر المهاجر
 
  رد مع اقتباس