عرض مشاركة واحدة
قديم 27-09-2007, 02:14 PM   رقم المشاركة : 1
الطائر المهاجر
** (عثمان العبدالله) ** المؤسس والمشرف العام
 الصورة الرمزية الطائر المهاجر





معلومات إضافية
  النقاط : 20
  الحالة : الطائر المهاجر متواجد حالياً

 

افتراضي من رواد الشعر النبطي:علي بن ظاهر الماجدي


الإسم : علي بن ظاهر ، وينسب لقبيلته الماجدي
فقد تعددت الروايات في تحديد القبيلة الأم التي تضم قبيلة المواجد مع قبائل أخرى كثيرة
فهناك يرى انهم من المزاريع من تميم ، وهناك من يرى انهم من قبيلة بني ياس وهناك من يرى انهم فرع من المطاريش .
من اقدم شعراء النبط في شبه الجزيرة العربية وتحديدا في المناطق الجنوبية الشرقيه حيث عمان والإمارات حاليا

الفترة التي عاش فيها :من الصعب تحديد الفترة الزمنية التي عاصرها هذا الشاعر ولو تأملنا في شعره لوجدنا :
-أنه مدح قبيلة بني هلال ، تلك القبيلة العمانية المعروفة ، و قد ذكر المؤرخون أن ظهورها كان موازيا لسقوط دولة بني نبهان و استيلاء بني هلال على عدة مقاطعات من المدن التي تفرقت إليها دولة عمان في تلك البرهة من الزمن ، مشيرين بذلك إلى أواسط القرن السابع عشر الميلادي، حيث أن سقوط دولة بني نبهان وقع في 1624 م
حيث يقول:

شلاغيف الرجال بني هلال= إذا من البلا شب التهابِ
طفوا نيران حرب المعتدين =و خلو حامي النيران كابي
و اراها اليوم خلية الربوع= من النزلات خالية الكعابِ

- فقد عاصر ابن ظاهر فترة من عهد الدولة اليعربية التي قامت في عمان سنة 1024هـ ومدح سيف بن سلطان اليعربي الملقب ب "قيد الأرض"، والذي تولى الإمامه 1104 هـ وتوفي 1123هـ ( 1711 م)
نرعى القفور بــــــلا سبور ولا لنا =دور يدور وهـــــــو مرد لجامها
في ظل بو سلطان اللي يهين العدا= اللي رقى من العز ذروة سنامها
لي جيت ريت مجالس مفتوحــــــه =وصياني تركض بها خــــــدامها

- ذِكر الماجدي ل " طوفان المعيريض " الذي حدث 1871م و قتل 90000 من أهل رأس الخيمة المسلمين و من الوافدين غير المسلين (القور):
تسعين ألفٍ من المعيرض برهدوا=مشروكةٍ ما بين مسلم و قورها
و إلى نخيل الحيل جتها مسايل=عواوينها قد غرق الماء جذورها

وبالتالي فاراجح انه عاش في نهاية القرن السابع عشر إلى أواسط القرن الثامن العشر الميلادي
وانه توفي حسب اقرب الروايات عام 1123 هجرية

وفي رواية اخرى ولد الشاعر سنة 1532م أي منذ 470 سنة تقريبا نقلا عن أحد الثقات من الرواة ، لقوله إنه قرئت عليه مخطوطة قديمة كل القدم ، تعود إلى أواسط القرن العاشر الهجري ، ويؤكد الكثير من الرواة قدم عصر ابن ظاهر المايدي حينما ذكر بني هلال في أحدى قصائده ، وهو يتأسف عليهم كأنه يراهم .
وعادة لا يتأسف الإنسان إلا على قرب عهده من عهد الذين فقدهم .
وإن اللقاءات التي أجريتها مع الكثير من المعمرين في المناطق التي كان يقطنها المايدي بن ظاهر ، والذين جاوزا مائة عام من العمر وكلما سألنا أحدهم يقول:
إننا في حداثة أعمارنا أدركنا رجالا تزيد أعمارهم على مائة وعشرين عاما فيقولون إنهم أدركوا في حداثة أعمارهم كذلك رجالا بلغوا من العمر عتيا ، يذكرون خير ابن ظاهر عن أجدادهم ، والذين سمعوا عنه ولم يروه كذلك . وإن إسلوب ابن ظاهر المايدي من أحد الدلالات المهمة على قدم عهده ، حيث إنه استخدم البحر الهلالي بنوعيه الطويل والقصير والصخري فقط

مهنته :
إمتهن الشاعر حرفة صيد السمك واللؤلؤ الذي يستخرج من المياه القريبة من الساحل والتي تسمى بالقحه حيث كان الغواصون يذهبون إليها لصيد اللؤلؤ والسمك معاً صباحاً ويعودون ظهراً .. وكانت لابن ظاهر شاشة في منطقة دهان من أعمال رأس الخيمة يستعملها في الكسب على عياله من تلك المهنة المذكورة.
وكان من عادة حاكم رأس الخيمة وتوابعها فرض ضريبة على كل سفينة عاملة في البحر بنسب متراوحة حسب حجم السفينة فلما طولب الشاعر بأداء هذه الضريبة إستاء من ذلك الطلب وامتنع عن أدائها وأنشد هذين البيتين :
مالي في دهان طوال دوم = ولا في الحيل مخضر الخوافي
وراس المال شاشه = من يريد بطبعها وبخلي الكرب غافي
ويقصد الشاعر بأنه رجل فقير لا يملك سفينة كبيرة في دهان وهي التي كنى عنها بقوله (طوال دوم) ولا يملك نخيلاً خضراء في منطقة الحيل يدران عليه كسباً ويضطرانه على البقاء فيهما .. وإنما كل رأس ماله شاشة صغيرة يسهل عليه ان يغرقها في البحر ويرحل عنها إن رأى ما يغضبه .. وتستطرد الرواية بأن الشاعر قد ترك دهان بعد ذلك وذهب إلى جميراء الواقعة غرب بر دبي وأقام فيها مدة قصيرة يمارس فيها نفس مهنته السابقة لكن لم يطل به المقام فرجع بعدها إلى بلاده وفي الجميراء يقول:
ماها ومرعاها قريب لاهلها = وعنها أهلها ما يشومون إل دار


بعض من سماته الشخصية :
تعرفنا علي الكثير من سماته الشخصية من شعره
فهو الشاعر الحكيم والفيلسوف الذي يمتاز بسرعة البداهة

فيروى أن ثلاثة رجال قدموا عليه فاستقبلهم كعادته بالترحاب و الضيافة العربية الأصيلة ، من غير معرفة أسمائهم و لا من أين أتوا ، حتى إذا ما انتهى من اكرامهم بدأ يسألهم الواحد تلو الآخر : ما اسمك؟ ، فأجاب الأول : في يدك اليمنى ، فقال الماجدي بثقة : مرحبا بخاتم، أم الثاني فقال : تمرك العامي ، فرحب به الماجدي قائلا يا هلا بعتيج، أما الثالث فقد قال : من العشر ثلاث، فقال الماجدي على الفور : أهلا بالسبع.

وفي قصة اخرى
أن رجلا امتحنه بأسئلة شعرية عبارة عن شطر من بيت ، فقال :
إيش الفتاة اللي يزاغيها الصبا؟ ، فأجابه ابن ظاهر : سفينة و يديرها سكانها،
قال: إيش الفتاة اللي تجهجل عينها؟ ، فرد الماجدي : هي الرحا و يديرها مطحانها،
قال : إيش الفتاة اللي حسين لونها ؟ فقال شاعرنا : الشمس و الله عالم بزوالها .

قدم نفر الى ابن ظاهر وماكانوا يعرفونه شخصياً وكان الشاعر وقتها صفر اليدين لا يملك من حطام الدنيا ما يستطيع به إكرامهم... فوجدوه يضرب بسوطه شجر الغاف ليطعم ناقته فسلموا عليه ثم سألوه عن ابن ظاهر... فأشارلهم على خيمة كبيرة من خيام الحي قائلاً: تلك هي دار إبن ظاهر... فقصدوها ورحب بهم صاحبها واستضافهم..فلما جهز الطعام أمر صاحب البيت بدعوة ابن ظاهر لتناول العشاء معهم..وعندما جاء ابن ظاهر عرف القوم انه هو الرجل الذي كتم عنهم إسمه و أشار لهم على دار مضيفهم ... فاستغربوا منه هذا الفعل ووجهوا له هذا المثل
(كم صبي ميضخان الميالس.=يميل النبا عنه ولا هو يميل)

ومعناه انك خلاف ما سمعناه عنك من ذكر جميل فأجبهم ابن ظاهر بقوله:

يميل عود الموز لي عاد مورج=ولي عاد عريان فهل جيف يميل
فوالله ما بي من مـــلاقاة غلمه= لـــكن ما بـــين اليـــدين جــليل

اختار قبره بنفسه :

ويقال أنه اختبر تربة الأرض في أماكن متفرقة ليعرف أيها يحسن التعامل مع جسده بعد غيابه، فكان اثناء فترة الإختبار هذه عندما ينزل بمكان يقوم بدفن دريه من الصوف في هذا المكان وبعد مرور حولاً كاملاً عليها يعود ثم ينبشها فيجدها وقد أكلها التراب ...إلا التي دفنها في الخران ( المنطقة التي دفن فيها)وجدها باقية على حالها لم تتغير .. وبذلك أوصى بدفنه فيها.
ومن ما يروى عن هذه الواقعه : انه بعد اختياره للموقع بدأ بحفر قبره ، وفي تلك الأثناء مر به أحد الصبية الذين يلعبون بجواره ، فقال له : ماذا تعمل ؟
فأجابه ابن ظاهر المايدي أني أقوم ببناء بيت لأسكنه ، فالتفت الصبي إلى أصحابه قائلا : تعالوا انظروا العجب إن هذا المسن فرح بقدوم موته ، فهو يستعد لذلك بحفر قبره بنفسه ، فعندها قال في هذا الموقف أبياتا شعرية من قصيدة طويلة :

ما تدري أن المــــوت فرض لازم =مثل الصلاة اللي على الناس وايبه
حي الفقير عام شكى قل شوفـــــــه= يبكي ولا له مــن الملا من يوايبه
وموت الغني على الكبدى حســــرة =الله يزوح الموت ما اكبر مصايبه
يا بنت الأجواد حــــــــــــذايه قربي= قالت أنا بحـــــــــذاك ماني بقاربه
أنته بداك الشيب وأنــــــــــــا صبية= ولالى بشايب يقضي حســـــــايبه
شروات جرد البدو لي من رموا به =يستغفر المعبود والــــــروح ذايبه

وذات مرة ، وهو جالس أمام خيمته المنصوبة في مكان رملي مرتفع ، يطل على هذا القبر ، أنشأ قصيدة طويلة ، ومن خلالها عرفنا انه كان يعرف القراءة ، والقصيدة على حسب ما يقول الرواة أطول من ذلك :
أنا موشك من الموت قلبي خـايف =من سكرة تتلى الوريـد أنسامها
لو ما حروف الترمذي تخــــالفت =ما رمت أفند ميمها عـــن لامها
واسألك يا المعبود حـــرف عالي =ما بين مذهب كفرهــا وإسلامها
متندم من قصــــــــــــــــة سويتها =يعلم بها الباري وأنــــــا كتامها
ركبت خيل إبليس يـــوم جهالتي =باتت تعرص بي وتعلك لجــامها
أرقبت مرقـــــــاب وشفت منازلي= متقاربات جــــــــدادها وقدامها
ما بين سيح وساحل ومساح =مــا هناك ويــــن العين طاب منامها
ذي ديرة مامؤنة وعذيــــــــــــــة= من أربعة لفجوج تهب أنسامها
قامت مجـــــــاديفي تميل سنونها= وكلما حزمناهـــا تقص حزامها
وأن جيت أدور في الجماعة ثيبه= كثرة مناويها وزاد هــــــــدامها
والموت ما تنجيك عنه إنهزامـــه =والروح ما تعدي حــدود أيامها
وصلاة ربي على النبي الهاشمي =عـــد الحروف بكاملات أختامها

وبعد ذلك قام ابن ظاهر ينتظر موته فمكث قرابة خمسة عشر عاما يجاور هذا القبر حتى توفاه الله.

من ناحية اخرى نجد :
ان الماجدي بن ظاهر كان يعرف في امور الفلك وكيف تكون الاحوال الجويه مثل ولو كانت هذه الليله برد او سوف تهب رياح وغيرها... ولكي يمتحن ابنته لو كانت تتكلم أم لا ، فأنتظر ابرد ليله ونفذ خطته .
فكان لدى الماجدي ابن ظاهر نوق مظاير فطلب بن ظاهر من أبنته ان تسهر على هذه النوق المظاير في ذلك الجو الشديد البروده... وما ان زادت البروده حتى سمع ابن ظاهر ابنته تقول:

بيتني يابوي في ليلة خدرسيه= من البرد ما يسري ولو جاع ذيبها
تبات بها عوج العراجيب يثم =ومن البرد يعدي نسلها عن حليبها




متى بدأ يقول الشعر ؟
تشير الدلائل إلى انه لم يقرض الشعر إلا بعدما لاح الشيب في عارضيه ، كما يقول في قصيدة قالها ، ويؤكد الراوبة أنها أول قصيدة قالها ابن ظاهر :

كشفت الغطا عن طوامي بحور =بشعر تهيا على كل بـــــــاب
رجل بلا مال قليل الأجمـــــال =حياة غصيصة وقيس العذاب
دنياك جيفة وصيـــــــــة نكيفه =واقفت عـــــــن علي الأنساب
واقبلت على دني بخيــــــــــــل= شحيح فيها مـــــا يدور ثواب
نظرت فيها بقلب عــــــــروف =وقنعت منها واقفى الشبــــاب
ولا شب قرن الترشي بمحنــة =حناني كما يحني القوس شاب


جاء جميع شعره يحتوي على الحنين إلى الشباب الذي انقضى ويعرج على الغزل البسيط من خلال ذكر أيام الصبا ، ثم يعود إلى النصيحة والحكمة وذلك ديدنه في كل قصائده ، قال في أحد قصائده :

بقوة اكتم العبرات يـــــــــــــــوم= أهلها مقيمين وحيـي مقفيين
وتبعت الأهل من حـــــال ترك كله= لعيناه واسجـــع بالحنين
وأنــــــا عند خلي في المولمات= وعند الناس نحــــن متبلمين
وخدمت الثوب من سبهاي خام= سهيبــــــــي لهيبـــي قطــين
وطرشته لقاعدة النهــــــــــــود =وبه تمشي في عذى برأمين






توقيع الطائر المهاجر
 
  رد مع اقتباس