[صعبة المنال]

الإسلام اليوم/ وكالات

شَهِدت بورصتا دبي وأبو ظبي في دولة الإمارات تراجعًا حادًّا في بداية التعاملات صباح الاثنين على خلفية أزمة ديون شركة دبي العالمية "دبي وورلد"، فيما جمدت شركة دبي القابضة أكبر مشروعاتها الخارجية، والذي كانت تنوي إقامته بمنطقة الساحل الشمالي في مصر.

يأتي ذلك وسط توقعات بتأثر البورصات الخليجية بأزمة دبي "على غرار ما حدث عام 2008 إثر انهيار المصرف الأمريكي ليمان براذرز".

وجاء التراجع في أول يوم عمل للبورصة بعد إجازة عيد الأضحى، فقد افتتحت بورصة دبي الاثنين على انخفاض وصل إلى 6%، بينما تراجعت بورصة أبو ظبي بنسبة 7.4%، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وخلال التعاملات فقدت أسهم شركة "دبي وورلد" التي كانت في قلب الأزمة نحو 15% وجاءت هذه الانخفاضات الحادة في أول جلسة تداول منذ إعلان حكومة إمارة دبي الأربعاء الماضي طلبها تجميد استحقاقات ديون مجموعة دبي العالمية.

وتراجع سهم شركة "إعمار" العقارية في سوق دبي بالحد الأقصى تقريبًا بنسبة وصلت إلى 9.8% علمًا أن سوقي دبي وأبو ظبي والأسهم المدرجة فيها لا يمكنها أن تتراجع أكثر من 10% في جلسة تداول واحدة، وكذلك تراجعت معظم الأسهم القيادية بشكل حاد في السوقين.

وتفجرت أزمة دبي الأربعاء الماضي، بعدما قالت الإمارة إنها ستؤجل سداد ديون إحدى شركاتها الرئيسية البالغة ستين مليار دولار، وأدى الإعلان المفاجئ إلى صدمة في الأسواق الآسيوية والأوروبية الخميس، والأمريكية الجمعة، وسط مخاوف من تعثُّر دبي في سداد ديونها التي تقدر بحوالي ثمانين مليار دولار.

وعلى صعيد تداعيات "أزمة دبي" جمَّدت شركة دبي القابضة أكبر مشروعاتها الخارجية، والذي كانت تنوي إقامته بمنطقة الساحل الشمالي في مصر على مساحة 100 مليون متر مربع، بتكلفة استثمارية 60 مليار جنيه (11 مليار دولار).

ونقلت صحيفة "المصري اليوم" المستقلة اليوم الاثنين عن خالد مخلوف، رئيس هيئة التنمية السياحية، قوله: "لقد توقفت إجراءات المشروع بشكل تام منذ عامين".

وكانت "دبي القابضة" التي تمثل الذراع الاستثمارية لحكومة دبي، قد اتفقت مع الحكومة المصرية على إقامة مشروع الساحل الشمالي، الذي أُطلق عليه "مشروع القرن"، وأعلن عنه رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد نظيف، خلال مؤتمر "دافوس" الاقتصادي في شرم الشيخ عام 2006 بحضور رؤساء وملوك عدد من الدول.

وفي السياق ذاته، يتوقع خبراء عرب أن تتعرض الأسواق المالية الخليجية لخسائر كبيرة عند افتتاحها بعد عطلة عيد الأضحى، بالرغم من أن المصرف المركزي الإماراتي بعث أمس برسالة طمأنة عبر توفير سيولة إضافية للمصارف العاملة في البلاد.

وقال الخبير الاقتصادي السعودي علي الدقاق: "إن الأسواق الخليجية ستتأثر سلبًا بهذه الأزمة، وسوف يكون القطاع المصرفي الأكثر تضررًا".

ومتفقًا مع الدقاق، توقع الخبير الاقتصادي السعودي عبد الوهاب أبو داهش تراجعًا حادًّا في الأسواق، وقال: "أتوقع أن تهبط بورصات الخليج كما فعلت في سبتمبر 2008" في أعقاب انهيار المصرف الأمريكي "ليمان براذرز".