[نوف الخالدي]

ألتفت ملامح الغربة لـــ تقضي على ماتبقى من البقايا ...!!

.
.
.
خريف باهت تنتحر فيه أوراق المشاعر و تتعرى به

أغصان المواعيد وباصفرار أرصفته .. اكتست

قيعان الأماني الوهمية الوجنات .. بأتربة الحرمان الجافة ..

وبعد رحيله الصامت و خطواته الواهية تسللت القشعريرة

في خفاء لتصطاد ما لجأ بالذات من شوراد الحنين .

يااااااااااه ...

هاهي نسمات الشتاء الباردة تزحف خلسة لمخدعها

لتتراقص على برودتها ستائر قديمة ما فتأت خاملة

الحراك وليس لها الا ما التفت عليه طياتها من ذكريات لقاء الزمان بالمكان ,

نسمات تقتحم بفوضويتها المكان لتتطاير بين يديها

أوراق شاحبة الصفره بالية الوجه كانت تنام بهدوء

الطفولة على طاولة صغيرة لا تكاد تحملها قوائمها

التي تئن معاناة صداها ذات المكان .

لم تسقط الأباجورة الخافتة الإضاءة و القديمة الملامح

ولم تنكفئ المحبرة الضحلة المداد و لكن ريشة

الحرف سقطت بكبرياء المنكسر في لحظة ارتجاف الأنامل الذابلة لهفة لما لم يتحقق.

ترقب ..انتظار ..أمل ...رجاء ...خوف في أجواء الغربة ..

انهمر المطر من عيون لم يعد لوميض البرق فيها ..

ومض حيث هاجرت طيور تلك السنديانة أغصانها

بعد ما كانت توقظني من سباتي بل من سفري في سرمدية الليل الطويل .

كنت أحتضن كلي بكلي خوفا عليّ مني ..

بذلت قصارى جهدي للإحتفاظ ولو بما تبقى لدي من جمرات

كنت قد أوقدتها في موقد أحلامي تحوطا لما

قد يأتي به الشتاء و ما قد توجعني به هبوب الشقاء..


كنت أحمل دفأ و اتنفس دفأ و أحتوى المكان كذلك دفأ !

لكن لم يبق لدي من ذلك كله إلا جمرة منطفئة و ريح بارده

و موعد بعيد المنال و غربة مزدوجة..

غربة انتظار وغربة ذات ...

غربة غيابك زادتني عناء ..غربة شتائي عناء و ما اقسى الشتاء

إن كنت الغريب سفرا فأنا الغريبة معاناة مع الذات و يا لها من غربة

وصلت بي لحدود العطش في جو .. قد تجمدت .. أطرافه ...

ندم ...ألم

آهٍ من صقيع غربة الذات !!
........