قال احد المفكرين
قد لا يكون لدى المرء أجمل من مخيلة خصبة يمتلكها ، وقد لا يكون ثمة أقسى و أكثر إيلاماً للفرد من خيال طائش جموح )).
ويقول
فرويـد ( إن الشعـراء و الأدباء قد سبروا أغوار النفس الإنسانية قبل أن يتمكن علمـاء النفس من سبر أغوارها
من هذا المنطلق اعزائي ننطلق
واي كاتب من خلال جولته تلك يحاول التأكيد على أن الخيال لا يعمل في الفراغ، وإنما يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالدوافع
السيكولوجية وبمشاكل الكتاب الفردية.
وفي بعض الأحيان تكون هذه المشاكل شخصية تماماً، ليس لها مغزى عام.
ولكن ماذا عن المشاكل المعبر عنها بكلمات مثل (الحرية) و(النشوء) وما هي علاقتها بالخيال؟
هنا مربط الفرس الحقيقي؟
كيف نوضف خيالنا ونبدع ونوصل فكرتنا الى من يقرا لنا ونجعله يتشوق لما نريد ايصاله سواء توضيحا
اومعنى
يجب على كل كاتب ان يخضع لمعايير حقيقية لكي لا يكون ما يكتب خاضع للجفاف العلمي
..............................
نبدأ ب:
مشروع الكتابة الادبية
.....................
كيف تنمي قدراتك الإبداعية؟
داخل كل إنسان كاتب أو فنان أو حتى موهوب بذرة إبداع قد تختنق مع الأيام
وتموت دون أن تنمي في الإنسان أي جانب خلاق، أو تنطلق من عقلة الكبت
والصمت فتنمو وتترعرع لتصقل إنسان مُبدع يغرس في مجتمعه بذار
العطاء اليانعة، فكيف تنمي قدراتك الإبداعية؟ وما هي معايير الإبداع؟ حلق معي في هذه الأفكار وهي
:
((أن تكون لك القدرة على تحمَّل الغموض وتوقع المعقّد من الأمور)).
فالمُبدع يخوض في المجاهيل والعتمة، لأن التفكير
والتأمل يتيح له أن يبدد هذه العتمة
ويكتشف المجاهيل برؤية أخرى مختلفة، فبعض الناس يخشى المجهول ويرتبك
أمام الأمور الغامضة، فيبقى في موقعه ثابتاً لا يتجدد مكتفياً بحالته المألوفة
.
((المُبدع لا يقدّم حلول جاهزة)).
إنه يطرح أسئلة ليدفع الآخرين إلى التفاعل عبر إثارة تفكيرهم، متخذاً هذا السؤال المبطَّن
ب ((لا أعرف)) الذي يستثير تفكير الآخرين وخيالهم، فكاتب المقالة
المُبدع يطرح تساؤلات تثير انتباه القرَّاء ولا يقدّم حلولاً جاهزة
((الإقدام على المخاطر من أجل البناء كهدف بعيد)).
يقول بعض الكتَّاب ((إن المخاطرة الحقيقية التي يقوم عليها أي فنان تتمثل في الوصول بعمله
إلى أقصى حد ممكن وذلك في محاولة لزيادة كمية الأشياء التي يمكن التفكير فيها،
إن الكتب تصبح جيّدة عندما تصل إلى أقصى حد وتخاطر بتجاوزات تصدم
الواقع وتعرَّض الأديب للخطر بسبب الأشياء التي جرؤ على تحديها في
العمل الأدبي لأنه خاض في قضية غير مألوفة تصدم الواقع المعتاد عليه الناس
.
((فكّر بأسوأ الاحتمالات)).
فكر في أكثر الأشياء التي تفعلها في الوقت الحاضر خطورة وحدد لها سيناريو مزعج،
كأن تقول لا أحد يقرأ مقالي؟ كتابي الجديد فشل، فلهذا لا أكتب أخشى المزيد من
الفشل والخسارة، هذا الخوف من العواقب يقتل الإبداع ويحجم من جرأة التفكير
، فالمُبدع منطلق في عمله، في فنه، مستغرقاً في نشاطه دون الخوف الذي يشلّ فيه القدرة الإبداعية
((الأسئلة الجيدة)).
يقول أحد الفلاسفة ((لقد جعلت أمي مني عالماً دون أن تقصد ذلك، فكل أمَّ تسأل طفلها عندما يعود من المدرسة
((هل تعلمت شيئاً اليوم؟ ولكن أمي تسألني هذا السؤال كل يوم ((هل سألت سؤالاً جيداًَ اليوم؟)).
عادة نقيَّم الأذكياء من خلال إجاباتهم الجيّدة والذكية، في حين أن الإبداع يعني
أن تسأل السؤال الذكي، فإننا نحتاج إلى العثور على المشكلة الحقيقية وليس على الحل المتراخي
الذي هو أشبه بالمُسَكِن المؤقت، فالأفكار الجيّدة تأتي رداً على أسئلة جيّدة،
والفكرة الجيّدة تقدم حلاَ لمشكلة أو هي على الأقل طريقة مفيدة للتقدّم إلى الأمام،
عندما تتعثر هذه الأسئلة تصبح أكثر ثراءً لأنها تتطلب تعليلاً أكثر دقة، وربما درجة من الاستبصار والإبداع أيضاًَ
.
((بين الإدمان على اليقين والشك)).
مشكلة ثقافتنا هو الإدمان على اليقين، وهذا يجعلنا نفضّل أن نكون عارفين على أن نكون متشككين
لنمضي في طريق الاكتشاف والتحليل، ولهذا نحرص على أن نوسع معلوماتنا
على حساب غريزة الاستكشاف والاستطلاع التي كانت واضحة فينا منذ الطفولة،
فنقع ضحية الحيرة بين أن نكون أذكياء أو متأكدين، فنجمع الكمّ الهائل
من المعلومات لكي نتمتع بالكفاءة في المعرفة والإطلاع وقادرين على
الإجابة إذا سألنا أحد بل ونقدّم إجابة أكيدة تعبَّر عن ثقافتنا وسِعة إطلاعنا ولهذا ندمن على
اليقين وننفر من الغموض، ولهذا نتوقع عن الإبداع طالما أخذنا معلومات مؤكدة
وواضحة وتركنا التعلم من الأشياء المجهولة
التي لا نعرفها وتحتاج منا إلى اكتشافها
.
((لا تخف من طرح الأسئلة)).
خشية أن يكتشف الناس جهلك، أو يصدموا بضحالة معلوماتك، واقتلع هذا القلق
من رؤية الناس لك وتعتيمهم لك، فلكي تكون مبدعاًَ أن تحتاج أن تهز قاربك بشدة من وقت لآخر
((تدرب على توليد المشكلات والأسئلة)).
لكي تقودك الأسئلة إلى فكرة إبداعيّة انظر إلى العالم حولك وإلى ذاتك وحياتك وبيتك
ودراستك وتأمّل أي الأشياء تسبب لك عدم الرضا، أكتب عشرين موقف يزعجك
ولمدة عشر دقائق ولاحظ المدة المحددة إنها تدلّ على قدرتك على فهم مشاكلك بسرعة
وبشكل مركّز ونشط، ولتكن هذه القائمة بهكذا أمثلة وهي على سبيل الافتراض
.
- باب غرفة النوم يفتح ويغلق أثناء نومك.
- أوراق الجريدة تصبغ أصابعك.
- تنسى التسعيرة على بعض المشتريات.
- زيارة بعض الناس لك بشكل مفاجئ دون موعد.
- يطالبك أحد الأصدقاء بتغشيشه في الامتحان.
- ...وغيرها
حاول أن تجعل هذه الأشياء المزعجة مضحكة ومثيرة، وعندما تنتهي من كتابتها
انظر إلى هذه القائمة وحاول أن ترى الأشياء التي يمكن أن تلهمك أفكاراً بمخترعات
مبتكرة، ومن المحتمل جداً أن تجد نفسك تخترع أشياء موجودة بالفعل، ومن المحتمل
أن تجد أشياء لم يتم حلها حتى الآن وهي قد تشكّل لك تحدياًَ شيقاً تحاول العمل على حله.
((
لم العجلة والسرعة في الأداء؟!)).
إنها تقتل فيك روح الإبداع، فعندما تكون في عجلة دائماً، وتشعر أنك واقع
تحت ضغط داخلي للبحث عن حل بصرف النظر عمّا قد يوجد من ضغوط
حقيقية ووقت محدود للبحث عن حل فإن اندفاعك للبحث عن حل وشعورك
بأنك واقع تحت ضغط أثناء بحثك عن حل لا يرجع إلى أن العالم سوف ينهار
إذا لم تنجح في حل المشكلة، وإنما يعود إلى حاجتك في إثبات
ذاتك ودرتك وبراعتك في الإمساك بزمام الأمور بسرعة
.
هناك بحث أجراه ((ملتون روكتش)) استنتج أن القدرة الإبداعية لدى كثير
من الناس تزداد عندما يطلب منهم تهدئة سرعتهم، فإذا منعوا في تقديم حل لمشكلة ما لبعض
الوقت فإنهم سيتوصلون إلى حل أفضل، وهم قادرون على تغيير حالتهم المزاجية
وفقاً للظروف، لكن بعض الناس قد يجدون صعوبة في ذلك، فهم مجبرون على
اتخاذ قراراتهم بسرعة والتشبث بها إذا أجبرهم أحد أن يأخذوا وقت أطول4
فإنهم لا يستطيعون إعطاء المزيد من الانتباه للمشكلة، ولكنهم بدلاً
من ذلك ينشغلون في هذا الوقت بأنشطة أخرى فهم يفكّرون في الأشياء
الأخرى التي ينبغي عليهم القيام بها على وجه السرعة. إذن فالقدرة على
الانتظار والتريث تعتبر مكوناً مهماً من مكونات الذكاء والإبداع بشكل عام،
أما التصرف السريع في مواجهة المشكلات الجديدة تجعل من سلوكك صارم ويصعب تغييره