العودة   منتديات الفطاحله > المنتديات الأسرية والصحيه/يمنع الفيديو > طفلك وأسرتك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 09-05-2013, 05:31 PM   رقم المشاركة : 1
الخنساء
عضو شرف
 الصورة الرمزية الخنساء





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :الخنساء غير متواجد حالياً

 

افتراضي معاملة النبي صلى الله عليه وسلم للأطفال


مطوية فائزة للكاتب عبد العزيز الشامي

فطن الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى أن التعامل الناجح مع الطفل يعتمد على أساليب تربوية مدروسة، تقوم على العلم والخبرة والتجربة وسعة الصدر والصبر والاحتواء؛ ونظرًا لأهمية تلك المرحلة العمرية فقد صاغ لها صلى الله عليه وعلى آله وسلم منهجًا في التعامل التربوي والعلمي، أنتج شخصيات ناجحة منجزة، وقيادات متميزة فذة، وعلماء متفردين عباقرة، ومن أهم محاور المنهج التربوي في تعامله صلى الله عليه وعلى آله وسلم مع الأطفال:

اللطف بالأطفال والبساطة في التعامل معهم:
الأطفال دومًا يحبون من يتبسط معهم، ويعايشهم وكأنه واحد منهم، وينفرون من الغليظ العبوس الغاضب، ويتحفزون للجاد الوقور، وقد علم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم طبائع ذلك العمر، وكان يتعامل معه بما يحبونه، ويحاول أن يبث من خلال بساطته معهم ومزاحه وتلطفه بهم معانٍ مهمة في تقويم السلوك وتكوين الشخصية الناجحة.

فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم العشاء؛ فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره، فإذا رفع رأسه أخذهما بيده من خلفه أخذًا رفيقًا ويضعهما على الأرض، فإذا عاد عادا، حتى إذا قضى صلاته أقعدهما على فخذيه.([1])

إن الطفل لا يمكن أن تعي مداركه الواجبات والحقوق والأصول والمبادئ والقيم والمعاني، إنما يبدأ في تلقيها خطوة خطوة عبر سنين حياته، ومخطئ من يتعامل مع الطفل تعامله مع الكبير، الذي لا بد أنه يعرف الأصول والضوابط، ولهذا نجد أناسًا كثيرين يسيئون معاملة الطفل؛ حيث يطالبونه أن يكون ساكنًا هادئًا رزينًا وقورًا، وهو ما لا يستطيعه.

تحكي لنا صحابية اسمها أم خالد عن مشهد كان في طفولتها لا زالت تذكره وتقول: «أتيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم مع أبي، وعليَّ قميص أصفر. قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: سَنَهْ سَنَهْ. قالت: فذهبتُ ألعب بخاتم النبوة فَنهاني أبي. قال رسول الله :صلى الله عليه وعلى آله وسلم دعها. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «أبْلِي وأخلقي، ثم أبلي وأخلقي، ثم أبلي وأخلقي».([2])

إنه مشهد متميز ومعبر عما نريد أن نقوله، يأتي الرجل ومعه ابنته إلى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو يعلم حبه للأطفال، وأنه لا يتبرم ولا يتأفف من لقائهم، بل يبَشّ لهم ويسعد بهم، وتجترئ البنت عليه وتتعلق على ظهره وتلعب، وهو يضحك ولا يتأفف بل يدعو لها ويكرر دعاءه ثلاثًا.

وربما حمل الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم الطفل الصغير فيبول على ثوبه، فيدعو بماء فينضَح ثوبه به، ولا يغسله. وقد تكررت مواقف بول الأطفال الصغار على ثيابه وفي حجره صلى الله عليه وعلى آله وسلم من كثرة حبّه لهم وحمله لهم، ولم يقتصر حمله على الصبيان بل والبنات أيضًا، تقول أم كرز الخزاعية: «أُتِيَ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بغلام فبال عليه، فأمر به فنضح، وأتي بجارية فبالت عليه فأمر به فغُسل».([3])

ويقول صاحبه أبو موسى الأشعري: «وُلِد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فسماه إبراهيم فحنكه بتمرة، ودعا له بالبركة».([4])

وكان يداعب رسول الله الأطفال حتى في طرقاته، يقول يعلى بن مُرَّة: خرجت مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على طعام، فإذا الحسين بن علي يلعب في الطريق، فأسرع النبي أمام القوم، ثم بسط يديه ليأخذه فطفق الغلام يفر هنا ويفر هنا، ورسول الله يلاحقه ويضاحكه، بل كان يأخذ أسامة بن زيد والحسن بن علي فيقعدهما على فخذه كل على ناحية ثم يضمهما ويقول: «اللهم ارحمهما فإني أرحمهما».([5])

وحتى في لحظات الصلاة جاءته أُمامة بنت ابنته زينب، فحملها في صلاته فإذا ركع وضعها وإذا قام حملها. ([6])

ويقول محمود بن الربيع: «عقلت مَجَّة مجَّها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في وجهي، وأنا ابن خمس سنين من دلو».([7]) يعني لا يزال يذكر كيف دفع الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم الماء من فمه في اتجاهه يداعبه به، وكان عمره يومها خمس سنين.

وكان إذا سمع بكاء طفل أثناء صلاته خفَّف في الصلاة؛ كي تنتهي أم الطفل من الصلاة وتحمل ابنها، أو تُسكت بكاءه وتلبي حاجته، فقد قال في حديثه: «إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي؛ كراهية أن أشقّ على أمه».([8])

وكان يلاعبهم ويتحدث معهم في شئونهم الخاصة، ولو كانت لا تمثل أهمية لمثله، فعن أنس قال: « كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أحسن الناس خُلقًا، وكان لي أخ يقال له: أبو عُمَيْر، وكان له طير يلعب به، فكان الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا جاء قال: يا أبا عمير، ما فعل النُّغَيْر؟».([9])

تقدير الطفل واحترامه:
حرص الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم أثناء تعامله اللطيف مع الأطفال على احترامه لنفوسهم وذواتهم، وحرصه على توصيل أفضل المفاهيم إليهم بأبسط الوسائل وأقومها، ولا يعنفهم، فيحكي لنا أحد الأطفال هذا الموقف له مع محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو عبد الله بن عامر فيقول: «دعتني أمي ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قاعد في بيتنا، فقالت: هَا تعالَ أعطيك، فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ما أردت أن تعطيه ؟ قالت: أعطيه تمرًا. فقال لها: «أما إنك لو لم تعطه شيئًا لكُتبت عليك كذبة».([10])

فهو يحذرها من أن تكذب على الصبي أو تستهين بمشاعره، ولو أن تقول له تعال أعطيك شيئًا، ثم لا تفعل.

وحين يرى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم على الأطفال ما يستوجب التقويم والتعديل، فإنه يتعامل معهم برفق دون تأنيب أو صراخ، يقول عمر بن أبي سلمة: «كنت غلامًا في حِجْر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وكانت يدي تطيش في الصحفة؛ فعلَّمه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في رفق ولين كيف يأكل فقال له: «يا غلام سم الله، وكُلْ بيمينك، وكُلْ مما يليك».([11])

كما حاول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يربي الأطفال عبر تعاليمه وسلوكه على معاني الرجولة والمروءة منذ صغرهم، فكان يعطي الأطفال جرعات متدرجة من تلك المعاني عبر المواقف المتناثرة والمتفرقة، فكان ربما أجلس بعض الغلمان كعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر في مجلسه ومع أصحابه ليتعلموا وينضجوا، فيحكي عبد الله بن عمر فيقول: كنا عند النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأُتِي بجُمَّار، فقال: إن من الشجر شجرةً مثلها كمثل المسلم، فأردت أن أقول هي النخلة، فإذا أنا أصغر القوم فسكتُّ، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «هي النخلة».([12])

وعلَّم عبد الله بن عباس وهو غلام صغير كان يردفه خلفه على دابته معانٍ عظيمة بكلمات بسيطة مفهومة، فقال له: «يا غلام احفظ الله يحفظك...» إلى آخر الحديث.([13])

بل يذهب محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم في تقديره للأطفال مذهبًا بعيدًا في مجتمع كان لا يقيم للصغار وزنًا، فيجلس أحدهم إلى يمينه، وهذا يجعله أحق بالتقديم من كبار القوم، يقول سهل بن سعد الساعدي: إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أُتِي بشراب فشرب منه، وعن يمينه غلام وعن يساره الأشياخ، فقال للغلام: «أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟ فقال الغلام: لا والله لا أؤثر بنصيبي منك أحدًا».([14])

لقد راعى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم الأمرين معًا، راعى حق الطفل واستأذنه، وراعى حق الكبار فطلب من الصغير أن يتنازل لهم، فلما أصرَّ على موقفه، لم يعاتبه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو يعنفه، بل أعطاه حقه.







توقيع الخنساء
 
  رد مع اقتباس
قديم 09-05-2013, 05:40 PM   رقم المشاركة : 2
داعي الشوق
سعود العتيبي /شاعر/نائب المشرف العام
 الصورة الرمزية داعي الشوق






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة : داعي الشوق متواجد حالياً

 

افتراضي رد: معاملة النبي صلى الله عليه وسلم للأط



اللهم صل وسلم على نبينا محمد ..
و يعطيك العافيه يالخنساء

و يجزاك خير







توقيع داعي الشوق
 
  رد مع اقتباس
قديم 09-05-2013, 06:23 PM   رقم المشاركة : 3
ساهر الليل
محمد الزهراني /شاعر/VIP





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :ساهر الليل غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: معاملة النبي صلى الله عليه وسلم للأط


اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا

محمد واله وصحبه ومن اقتفى شرعه المطهلا

الى يوم الدين

شكرا الخنساء على طرحك الجميل

وبارك الله في جهودك .







توقيع ساهر الليل
 http://www3.0zz0.com/2013/02/14/17/116202353.gif
  رد مع اقتباس
قديم 15-05-2013, 03:12 PM   رقم المشاركة : 4
الطامي
منصور المري/شاعر/نائب المشرف العام
 الصورة الرمزية الطامي





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة : الطامي متواجد حالياً

 

افتراضي رد: معاملة النبي صلى الله عليه وسلم للأط


اللهم صل وسلم على نبينا محمد ..
الخنساء
شكرا لكي على امتاعنا بها







توقيع الطامي
 
ماتعودنا على خضع الجماهي=غير للي خالق انسه وجِنه
الفعول اخير من حكي الفكاهي=وكل رجال بفعله فاح بِنه
  رد مع اقتباس
قديم 20-06-2013, 10:26 PM   رقم المشاركة : 5
نفحات حساسة
عصو شرف
 الصورة الرمزية نفحات حساسة





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :نفحات حساسة غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: معاملة النبي صلى الله عليه وسلم للأط


عليه الصلاه والسلام

لاقرين ولا مثيل له







توقيع نفحات حساسة
 
  رد مع اقتباس
قديم 31-08-2013, 01:31 AM   رقم المشاركة : 6
عصام عبد الحميد
كاتب أدبي/
 الصورة الرمزية عصام عبد الحميد





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :عصام عبد الحميد غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: معاملة النبي صلى الله عليه وسلم للأط


صلى الله عليه وسلم

موضوع رائع
واختيار موفق
شكرا لكي اختي







توقيع عصام عبد الحميد
 
  رد مع اقتباس
قديم 17-07-2014, 08:41 AM   رقم المشاركة : 7
لطفي الياسيني




معلومات إضافية
  النقاط :
  الحالة :

 

افتراضي رد: معاملة النبي صلى الله عليه وسلم للأط


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية الاسلام
كلماتك ... كزخات الأمطار ...
تتساقط على أرض العذوبة ...
تروي الوجدان بزخات الصدق البريء ...
فيغدو القلب منها حقلاً للمحبة ..
كلمات لها نعومة الندى ...
وعذوبته الصافية ...
يأتي حرفك العذب ..
ليصب في صحاري الإبداع المميزة ...
فتنهض من بين طياتها كل هذه الروعة ...
لروحك ولمشاعرك وردة غضة الغصن مني,,,
على هذا البوح والمشاعر المنطلقة عبر حرية القلم ..
وفكرك النير الذي نسج هذه العبارات الرائعة ..
وكم كنت بشوق لك ولحرفك اللامع النابض الناطق بالحق وللحق ...
دمت بألق وإبداع
الحاج لطفي الياسيني






توقيع لطفي الياسيني
 
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مائة دعاء لسيدنا محمد هيفاء حسين المواضيع المنقوله 20 28-09-2011 12:54 PM
العيد واحكامه!!!!!! الخنساء المواضيع العامة 15 16-12-2010 06:50 AM
رساله لكل عاق راجي الحاج العقيدة والحياة 15 16-12-2010 06:50 AM
حديث اليوم خالد العمري العقيدة والحياة 107 11-12-2008 06:30 PM


الساعة الآن 03:29 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات الفطاحلة