المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ¨°• √♥ زاويـــــة الكتابــــة ♥√•°


الصفحات : 1 2 3 [4] 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17

بنت النور
14-04-2013, 07:41 AM
"]|•|.♥.|•| مفهوم الرواية عند نجيب الكيلاني |•|.♥.|•|


يحتل نجيب الكيلاني مكانا متميزا في بؤرة التطور الإبداعي الإسلامي، ومحطة بارزة في الإنتاج الروائي العربي، فهو بتراكمه الروائي استطاع أن يحدث نقلة نوعية في الأدب الإسلامي، ويخرجه من دائرة التنظير المجرد إلى ساحة الإبداع المتواصل. وفي هذه المداخلة سنحاول أن نقف عند بعض السمات التي تشكل مفهوم الكتابة الروائية عند هذا الروائي الكبير. عندما يكتب الكيلاني التاريخفي قراءتنا لتجربة نجيب الكيلاني الروائية نلاحظ هذا الزخم والاهتمام بالتاريخ، منذ أن كان الكيلاني في بداية مشواره الأدبي وحتى مرحلة نضجه واستقامته. لماذا إذن الالتفات إلى التاريخ؟ هل هي رغبة في الهروب من أسر الواقع وإشكالاته، أم هو حنين إلى ماض تليد يظل مفارقا وغريبا عن حاضر يغرق في الجاهلية والافتتان بثقافة غازية، أم هي استراتيجية واعية انطلق منها الكيلاني في سبيل كسر الحواجز بين الماضي عن الحاضر وجعلهما عنصرين يغذي كل منهما الآخر؟أسئلة كثيرة تتناسل حين الحديث عن اهتمام الكيلاني بالتاريخ، وإعادة كتابته روائيا. نجيب الكيلاني، كسائر الرواد والمؤسسين، انطلق من خلال إحساسه بوطأة الواقع الذي يعيشه، هذا الواقع الذي تتجاذبه تيارات شتى، وتنمو فيه تقليعات غريبة، فمن داعية إلى القومية الجاهلية أو إلى الفرعونية، إلى داعية الليبرالية أو الاشتراكية وغيرها، وكلها تيارات تحاول أن تقرأ التاريخ وتعمل على بعثه وفق منظارها الأيديولوجي، فلا عجب أن رأينا نجيب محفوظ يعيد قراءة تاريخ مصر القديم فيكتب روايات (عبث الأقدار) و(كفاح طيبة) و(رادوبيس). ومن قبل كرس جرجي زيدان كل جهوده الأدبية للرواية التاريخية فقدم تاريخ الإسلام كتاريخ للهو والصراع على السلطة.وإذا كانت هذه النزوعات (تستلهم من التاريخ المعاني التي تدفع إلى طريق المستقبل، حسب البعض (عبد المحسن طه بدر: (تطور الرواية العربية من )، فإنها تلتقي كلها في العداء للإسلام وتاريخه، معتبرة إياه ماضيا انتهى واندثر، ويجب على أبناء الجيل الجديد أن يمحوه من قلوبهم، إن أرادوا اللحاق بالأمم المتطورة التي نهضت بعد نقدها وتفكيكها لموروثها القديم.هذا البحر الزاخر بالإيديولوجيا والأفكار التغريبية هي التي حفزت الكيلاني- المنتمي للتيار الإسلامي- إلى الاهتمام بالتاريخ، وبالتاريخ الإسلامي تحديدا وإعادة صياغته روائيا؛ كشفا عن دوره، وبحثا عن عناصر القوة فيه، بعد أن كادت أن تطمسها تأويلات العلمانيين، وليس غريبا أن يبدأ الكيلاني في هذه المرحلة من إنتاجه الروائي (نور الله) التي تألق فيها على المستوى الفني إلى حد بعيد، فقد صاغ حبكتها بريشة الفنان المبدع، وهي تمثل لأعظم لحظة في التاريخ، وهي مرحلة الدعوة الإسلامية بقيادة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وصراع الإسلام المستضعف مع الكفر في شتى صوره. ثم الغلبة في النهاية للزمرة المؤمنة واقتلاعها لجذور الكفر من الأرض. ولعله نفس التطلع الذي يستشرفه الكيلاني لصحوة الإسلام في العصر الحديث بعد تكالب الأمم عليه.ولقد وقف الكيلاني عند محطات كثيرة في تاريخ الإسلام، كما تجلى في رواياته (قاتل حمزة) و(اليوم الموعود) و(مواكب الأحرار) و(النداء الخالد) وغيرها، إن الرواية التاريخية تمثل عنده حلقة أساسية في سلسلة مشواره الطويل.فكيف إذن، يتمثل الكيلاني التاريخ؟ وكيف يقيمه مادة للتشكيل الأدبي؟( إن التاريخ من منظور الأدب هو بنية أو بطانة تحتية للأدب، وموضوع له) (عمار بلحسن: الرواية والتاريخ في الجزائر (مجلة الفكر العربي المعاصر. ص ع -). فمن وقائعه يجد الروائي العناصر المؤسسة للنص الأدبي. فالتاريخ هنا يتحول إلى حكاية أو سرد أدبي يصوره النص الروائي. ويختلف التاريخ في الأدب عن التاريخ عند المؤرخين، فهؤلاء لا يعطون صورة موجهة وغائية للأحداث التي يصفونها لكن (الأدب لا يقول التاريخ، بل يقيم معالم له، يظهر وينشئ من الواقع عالما لا تهم فيه كرونولوجيا الأحداث بقدر ما تهم السمات الدالة (المرجع نفسه ص )ن ولهذا (فإن المزيج- كما يقول الكيلاني نفسه- الناتج من خلط الوقائع التاريخية بالقواعد القصصية مزيج يحتاج إلى يقظة ( مقدمة نجيب الكيلاني لرواية (اليوم الموعود) ص)، وبراعة فنية. فالنص الروائي هنا يصير بنية رمزية دالة تصوغ من التاريخ، كوقائع ثابتة، صورا ورؤى للعالم.لذا فإن الكيلاني في الكتابة يصدر من خلال وعي تاريخي واضح؛ إذ يتمثل التاريخ لا في بعده الإخباري كما رواها أصحاب السير والمصنفات. بل يتجاوز ذلك استنطاق لحظات التاريخ- وهو هنا التاريخ الإسلامي- تلك اللحظات التي تظل مضيئة وموشومة في ذاكرة الأمة ومن ثم نجده يعمل على تحيين وعصرنة ذلك التاريخ، وجعله حاضرا وطريا في الذاكرة والمعاش، وفي أفق تحفيز الأمة والدفع بها إلى ابتكار خطابها المعاصر من خلال استثمار ما ضيها التليد والنسج على منواله. علاقة الرواية بالواقع عند الكيلاني:وإذ يشكل التاريخ علامة متميزة في التجربة الكيلانية، فإننا نجد الكيلاني، من جهة أخرى- كأديب ملتزم له قضية- يحتضن هموم أمته، ينسرب في واقعه ومعاشه، ليصبح الواقع المعيش سمة وموضوعا في كتابته الروائية وهذا يحيلنا مباشرة إلى البحث في إشكالية لها أهميتها، هي علاقة الرواية بالواقع، هذه الثنائية التي تتعدد فيها الأسئلة وتتنوع، كما تتعد الأجوبة وتتنوع تبعا لتعدد المعالجات وتعدد القراءات التي ترصد طرائق اشتغال الرواية في علائقها بالواقع.وإذا ما أخذنا بتصور (مخائيل باختين) لهذه الثنائية فإننا نجده يحدد الرواية باعتبارها جزءا من ثقافة المجتمع. والثقافة مثل الرواية مكونة من خطابات تعيها الذاكرة الجماعية وعلى كل واحد في المجتمع أن يحدد موقعه وموقفه من تلك الخطابات (مقدمة محمد برادة لـ(الخطاب) الروائي، ميخائيل باختين ص ) ومن هذا المنظور لا تظل الرواية عبارة عن صنعة وعناصر تقنية فحسب، وإنما قبل كل شيء إدراك لأهمية اللغات والأصولية الأيديولوجية داخل المجمتع. وصياغة للحوار بين الذات المبدعة الباحثة عن المعرفة وبين العالم الخارجي أي الواقع.(وجميع المظاهر في الحياة، كما في الرواية، تسعفنا على قراءة الأيديولوجيات المحيطة بنا) (المرجع نفسه: ص ).ويشير أحد منظري الرواية، وهو (فلاديميير كرزنسكي) إلى الطريقة التي يتم بواسطتها تمثيل الواقع داخل الرواية فيقول: (التمثل الروائي يمكن أن ينظر إليه باعتباره تعيشا مرجعي مزورجا للواقع (...) فالتمثل الروائي يبقى دائما تأويلات للواقع (فلايديمير كريزنسكي: (ملتقى العلامات) بحوث في الرواية الجديدة ص )، وعندما نتحدث عن تأويل الواقع كما يقول د. حميد الحمداني-(فهذا يستدعي الكاتب باعتباره راويا خفيا، وهو ما يعني في النهاية حضور النظرة الذاتية للمؤلف في النص الروائي) ( د. حميد الحمداني: أسلوبية الرواية ص) وهي ما تحرص عليه نظرية الأدب الإسلامي عندما يلتزم الكاتب بالرؤية الإسلامية للكون والحياة والإنسان لحظة الإبداع فتنبثق تجربته الإبداعية من عمقه الذاتي الإيماني، المتسربل بالرؤية القرآنية المنحازة دوما للقيم الإيجابية في الحياة، والرواية بهذا المعني تحمل تصورا ما للواقع أو رؤية للعالم، أي أن الروائي يصير محاورا لثقافته ومجتمعه.والسؤال المنهجي يبقى هو كيف يحدد الكيلاني الواقع في خطابه الروائي؟ هناك منظور واضح لدى الكيلاني للواقع، فهو يعي جيدا المكونات التاريخية والإيديولوجية والاجتماعية لواقعه.. ومن ثم يعمل على امتصاصها وإعادة تركيبها دلاليا وسيميائيا في كتابته الروائية.وهذا يشي بأن الكيلاني يتناغم مع واقعه المتوتر والمعقد، ويتحرك وفق رؤية منسجمة تمنحه فرصة تفتيت هذا الواقع وكشف خباياه داخل الحقل الروائي. وجعله المتلقي يميل في النهاية إلى الأصوات والأفكار الإيجابية التي يروم الكيلاني إبلاغها عبر الصنعة الروائية.إن الكيلاني، في كل نصوصه، تسكنه الأفكار، ويشغله الصراع المحتدم بين الخير والشر ويعمل جاهدا على إسماع صوت الخير وجعله أساس التعامل الإنساني، وفي المقابل يمعن في كشف وتعرية الشر السياسي والأيديولوجي وإبراز تناقضاته. فهو بتجربته الغنية التي اجتمع فيها ما هو فني بما علمي وفكري وسياسي، استطاع نبش أعماق النفس الإنسانية بكل أصنافها التي خبرها جيدا، علاوة على هذا استطاع أن يرصد كل تيارات الصراع داخل المجتمع، وتحويلها إلى أصوات لغوية تتدافع في نصوصه الروائية.إننا أمام شاهد على عصره، يرصد نبضات حياة مجتمعه فتصبح الرواية لديه تبحث عن المعنى والفضيلة في عالم تضطرب فيه القيم وتختل موازين الحياة، لنستحضر هنا رواية (ليالي السهاد) رواية (رحلة إلى الله) و(ليل وقضبان) حيث نجد أنفسنا أمام محاكمة للتعفن المستشري داخل أجهزة الدولة التي استوحشت وتحولت بأجهزتها الرهيبة إلى آلة قمع وإبادة لكل ما هو جميل في الحياة. إن مسلك الكيلاني في الكتابة الروائية لا يهدف فقط إلى خلق عالم تخيلي تتحقق فيه المتعة الجمالية وتعطيه المتلقي بل إضافة إلى هذه الجمالية التي تتدفق بها نعومة هناك تطلع إلى هدف بعيد يروم بناء المستقبل على أنقاض الحاضر/ الواقع المتحلل الذي فقد مصداقية استمراره في التاريخ والحضارة والشعور.هل نجازف فنقول إن الرواية عند الكيلاني مناهضة للسلطة الظالمة مسائلة لإيديولوجيتها؟هما بالفعل كذلك، فهو الذي اكتوى بنار هذه السلطة المستحكمة وتغولها وسحقها للإنسان، ومن ثم كان مبشرا بالزمن الآخر: (الزمن الإسلامي المجيد الذي تتطلع إليه البشرية للخلاص، دون أن تتحول الرواية لديه إلى حقل للوعظ أو محاكمة تصدر أحكاما أخلاقية، مما أفسح لرواياته الانتشار الواسع، وتبوأ بذلك مكانته المرموقة واللائقة به كأديب عالمي. البناء الروائي عند الكيلانيوإذا كانت الرواية مندمجة بالواقع، فإن هذا يلزمنا بالبحث عن الأشكال الأدبية التي يوظفها الروائي عند تفسيره للواقع بكل أصواته اللغوية وتعددية إيديولوجياته، فالرواية تستعير معمارها الفني من بنية المجتمع وتفسح مكانا لتتعايش فيها الأنواع والأساليب المختلفة.ولعل الوقوف عند بنية الشكل الروائي وجماليته أضحت ضرورية وذلك أن التراكم النقدي الإسلامي لا تحضر فيه دراسة الشكل الروائي بشكل مقنع ومخصب، بالمقارنة مع الدراسات المضمونية التي لا تهتم في النص إلا بالموضوع.وقد لا أحتاج إلى تأكيد مسلمة، وهي ضرورة الإحاطة بالمناهج المعاصرة التي اهتمت بدراسة فلسفة الشكل وجماليته، لتمنحنا بذلك فرصة الدخول إلى عالم النص لنعرف (ماذا يقول) وأيضا (كيف تقول).إن بنية العمل الأدبي يرتبط فيها الإطار بالمحتوى، والدال بمدلوله، وإن الفصل بينهما هو تعسف وجناية في حق الأدب.والرواية كمعمار فني، لها شكلها الخاص، وإن كانت النوع الأدبي الوحيد لا تخضع لشكل نهائي بل هي نص مفتوح وغير مكتمل وفي صيرورة مستمرة، ولقد فهم الشكل الروائي في معظم الأحيان باعتباره تقنية أسلوبية فقط، يوظفها الروائي للحصول على عمل فني متناسق، ولكننا نجد عند (ميخائيل باختين) فهما مغايرا للشكل، مفاده أن الشكل له بعد جمالي ودلالي، أي أن الشكل معمار جمالي يوحد القيم الإفهامية والأخلاقية وينظمها في النص ( حسن بحراوي: (بنية الشكل الروائي) ص ) وبعبارة (ميشيل زيرافيا) إن الشكل (يجمع بطريقة لا تقبل التفريق بين المدلولات الاجتماعية والدوال الأدبية ( ميشيل زيرافيا ص ).من هذا المنطلق إذن، كان الحافز في البحث عن بنية الشكل الروائي عند الكيلاني، وإن كان هذا الموضوع يحتاج إلى وحده إلى دراسة مستقلة معمقة تكشف عن جمالية الشكل لدى هذا الروائي المبدع.ولكننا حتى لا نخرج عن الإطار الذي رسمناه لأنفسنا، وهو البحث عن مفهوم الكتابة الروائية، سنرصد أهم التطورات الذي عرفته الرواية الكيلانية على مستوى البناء.ذلك أن التجربة لدى الكيلاني عرفت تفاوتا على المستوى الفني، بين البساطة أحيانا في الأشكال رغم الموضوعات الجيدة التي يعالجها في (الطريق الطويل) و (في الظلام) مثلا ولكن سرعان ما يبهرنا في نصوص أخرى (نور الله)، (حكاية جاد الله) بأشكال فنية متألقة، تكشف عن مراس فني رفيع لدى كاتب محترف، يعرف كيف ينسج خيوط نسيجه الروائي، ومن ثم فبقدر ما تعرف تجربة الكيلاني الروائية نموا في الكم تعرف كذلك نموا في الكيف، فالرواية الكيلانية يكثر فيها السرد وتوجهه يد فنية متمرسة، والسرد (يسهم في دفع الأحداث ويعمل بشتى الوسائل الممكنة على إقناعنا بما يطرحه الروائي من قضايا) (محمد المنتصر الريسوني (تحليل قاتل حمزة) مجلة المشكاة ع ص رجب هـ - إبريل .كما يكثر عند الكيلاني الحوار والمشاهد الممسرحة والوصف والاعتماد على اللغة الشاعرية، كما يمنح شخوصة الحرية في الحركة والتعبير دون تدخل سافر من الكاتب، وإن كان يبقى له الحق في التحيز إلى شخوص معينة في النص، فراوي النص لم يعد ذلك الراوي العالم بكل شيء، كما في الرواية الكلاسيكية، حيث كان الراوي يتدخل في كل شيء، ويتنبأ بمصير الشخوص وبمسار الأحداث، إنما نلمس عند الكيلاني كسائر الكتاب الكبار تلك الرغبة في دفع مسار الأحداث وفق طبيعتها، وترك الشخوص تحدد خطواتها بنفسها، مع اقتصار دور الكاتب فقط على تأسيس فضاء الصراع بين الشخوص، وجعل اللغة مسرحا لتجلي أفكار الشخوص وأحلامها ورغباتها وتطلعاتها.كما أن الكيلاني عبر فهمه لفلسفة الفن الروائي يعمل على تشخيص خطاب الحياة، بكل زخمها وتلوينات الناس فيها، من خلال الاعتماد على عناصر متعددة مثل (الباروديا) ( الباروديا: حسب باختين هي تحطيم لغة الآخر عن طريقة التهكم والمحاكاة الساخرة)، والتهجين(التهجين والأسلبة: هي مزج لغتين في ملفوظ واحد أي حضور لغة الواقع مشخصة في النص عن طريقة لغة مشخصة هي لغة الكاتب، وينتقد الكاتب لغة الواقع هذه بشكل خفي ومبطن)، وأيضا استحضاره لأجناس تعبيرية أخرى و تضمينها في البنية الروائية.فنجد في نصوصه مقاطع من التاريخ، رسائل آيات قرآنية، مقاطع شعرية، وثائق إدارة، أغاني شعبية أمثالا، حكما.. وغيرها فهو بهذه الوسائل تمكن من استيعاب جميع اللغات في الحياة وقدرته على تشخيصها روائيا، وهو ما عبر عنه (ميخائيل باختين) بالبنية الحوارية المفتوحة والمتعددة الأصوات ( انظر: الخطاب الروائي) ميخائيل باختين) ترجمة وتقديم محمد برادة.وقد نمثل لذلك بكثير من النصوص التي تبقى مفتوحة ومشخصة للغات وحقول معرفية أخرى مثل (دم لفطير صهيون) و(عمر يظهر في القدس).ونشير أيضا إلى توظيفه لعنصر المفارقة والمحاكاة الساخرة كما في (رجال وذئاب) حيث هناك تعرية وفضح ومعارضة مبطنة للخطاب الاشتراكي، فتبدو ممارسات البطل (عادل) في مفارقة عجيبة بالمقارنة مع (رشدي) و(فضيلة علام) ( وللاسمين دلالتهما السينمائية)، فمع (عادل) تبرز أزمة القيم وتطفو حالة النفاق والوصولية والكيد باسم الاشتراكية، وفي المقابل يبرز الثبات على المبدأ برغم المعاناة التي اكتوى بنارها(رشدي) ليصير الموت المعبر عن القيمة الإيجابية في النص، إنه نوع من التضاد يقوم الكاتب لتفكيك وتكذيب إيديولوجية الخطاب منتج للضياع والبؤس والهزيمة.وفي كلمة ختامية نقول إن الكيلاني استطاع أن يقتحم ميدان الرواية الصعب، ويشيد منها معمارا إسلاميا جميلا، لم يضاهه فيه إلا قلة من أدباء العرب.نشر في مجلة (الأدب الإسلامي)عدد(-)بتاريخ(هـ)[/color]