المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كشكول ذيب السنافي


الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 [254] 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309

ذيب السنافي
20-08-2006, 12:40 AM
( تأملات في وجه فقير)

ذهبت لتلك البلد ولم أغادر لبلدٍ تحمل تاريخاً مثل ذاك البلد...

فوجدت طرقاتها قد ازدحمت وغبار مراكبهم قد ثار في الأجواء ... وثارت معه رائحة ميزتها بسهولة .. إنها رائحة أعرفها جيداً رائحة الفقر الكئيب...

وجدت بها متناقضات لم أرى لها مثيلاً من قبل... وجدت الثراء الفاحش يقف على أبوابه الفقر المدقع...

وجدت الجهل وإدعاء المعرفة ... وجدت مالم أحسب أني أراه في يوم من الأيام...

ساقتني أقدامي لذلك الشارع فإذا بتلك العجوز تجلس وقد شخصت عيناها في الفضاء.. وكان وجهها يحكي تاريخاً من الفقر والعوز والحاجة...

قد حملت فوق أكتافها فوق طاقتها من الأحمال ربما تبيعه أو ربما تحمله لمن ينتظرها في البيت لا أعلم...

ولكني استشففت من وجهها حكاياتٍ وقصص حكتها لي تجعدات السنين وملامح تلك السنين البائسة على وجهها.. ولكن ليست هذه المشكلة وإنما المشكلة هي أن يرى من يملك الثراء والجاه تلك الأوجه وهو يعيش في ثراء فينام ليله ملأ جفونه...

ينام مرتاح الضمير مطمأن القلب ...

كيف ينام من يقول أنا إنسان مطمأناً وببابه من لايجد قوت يومه إلا بصعوبة وإذا وجده أخذه منقوصاً ...

نظرت لتلك الملامح التي خطت عليها الآلام خطوطها .. ورسمت ريشة العوز ملامحها ... تألمت وربما غافلتني دمعةٌ استلت نفسها بسرعة من عيني كي لا أوقفها أو أحاول منعها ...

فتذكرت بسرعة ذلك الزمان الجميل والأيام العظيمة حينما كان في عصر الخليفة الأموي العادل العظيم أشج بني مروان عمر بن عبد العزيز حينما بحث عمال الزكاة عمن يأخذ الزكاة في أفقر جزء من أراضي الخلافة في أفريقيا ولم يجدوا من يقبلها لفيضان المال في أيدي الناس وذلك في خلال ما يقرب من السنتين هي عمر خلافة ذلك الخليفة ... فأحسست بالحسرة فلقد امتلكنا علماء الاقتصاد والثروات والأراضي الخصبة وامتلكنا من العلم ربما مالم تمتلكه تلك الخلافة على امتدادها ومازلنا نشكو الفقر مع امتلاكنا مالم يمتلكه ذلك الخليفة من الخبراء الاقتصاديين ولكننا لم نمتلك ... عدل وورع وتقوى ذلك الخليفة وعدالة توزيعه ...

فلله درك يا عمر بن عبد العزيز لو تخرج الآن وتنظر لوجه تلك العجوز فهل ستصبر على وقتنا هذا أم أنك ستموت قهراً وغيضا...

============================== ============================== ========
( لماذا يا فتياتنا )
كنت أسمع في السابق أن نسائنا في الخارج متبرجات سافرات حتى أن أهل البلاد التي يذهبن إليها ينتقدن سفورهن....
كان ذلك الخبر سماعياً لم أره بأم عيني وكنت أصدق في بعض الأحيان ذلك وأكذب في أكثر الأحيان ذاك...
حتى نظرت بأم عيني لجميلات الصحراء يبدين من أجسادهن أكثر مما يخفين ويتراقصن في الأماكن العامة أكثر من الراقصات ...
فلا أخفيكم أني تألمت وأسررت في كثير من الأحيان ألمي ولكن يتفجر الألم ويظهر حينما أرى أبناء البلاد الأخرى يسخرون من سخافة وفجور بناتنا في الخارج...
لا أدري ما السبب أهو نسيان الأب مسؤوليته أم أنه نسيان الفتاة ربها ... ولكن من المؤكد أن ذلك يقع على عاتق المربي الذي نمى في داخل تلك الفتيات الخوف من عصى المربي ولم يربي المراقب الداخلي ومراقبة الله في السر والعلن...
ولكن هي صرخة غيرة أرسلها لكل من يملك الغيرة انتبهوا لنسائكم وأبنائكم في الخارج لاترسلوهم إلا وقد ربيتموهم تربية تضمنون أنهم سيسلكون منهجها فوالله أن الله سيحاسب كل ولي رعية عن رعيته وكل من ولي أمراً سيكون يوم العرض الأكبر مسئولاً عن من ولاه ...
والله أسأل أن يحفظ أعراضنا ويستر نسائنا ويصلح كل ضال من أبناء المسلمين...
============================== ============================
( دمعتي )
حاولت أن لا أظهرها ولكنها غالبتني حتى فرت هاربة مولية ولم تعقب على صفحة وجهي تخط لها طريقاً صعباً بين كبرياء الرجولة في نفسي وبين ضعف الإنسان وعناد المقاومة في داخلي...

آثرت دوماً أن أكبتها حتى لا يظهر الضعف الإنساني في أكثر صوره إنسانية.. كي لا يعرف الآخرون أنني وإن كنت رجل إلا أنني إنسان له مشاعر تطغى على صفحات الجمود والبرود في وجهه ...

هيهات أقنعها بالاختباء في جفوني هيهات أقنعها أن تبقى حية بداخلي لا تجف ولكنها تهرب رغم ذلك حباً في الحرية ومساعدةً وتنفيساً لي عما يعتمل بداخلي رغم أن في هروبها جفافها وموتها ربما حتى قبل أن تغادر صفحة وجهي ...
تظل الدموع رغم عار سقوطها أمام الغرباء راحةً للنفس تنفيساً للقلب ... تظل تصرخ تارةً وتهمس تارةً عن ألفِ كلمةٍ وكلمة...

يا لشقاوتك يا دمعتي ويا لحرارتك وأنتي تفرين من عيني كما تفر الطيور من أعشاشها.. ولكنك تعودين مرة أخرى ربما عبر تناسخ الأرواح في عالم الدموع ... رغم كفري بتناسخ الأرواح لمخالفته عقيدتي إلا في عالمك الحزين... يظل لغالب الدموع نفس الروح التي تعود وتعود مرة تلو مرة بلا ملل لتثير فيضان الدموع الطائش الذي لم يعد يحسب للتخفي حساب....


كتبه
ذيب السنافي
يوم السبت الموافق
25/7/1427هـ