المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كشكول ذيب السنافي


الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 [296] 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309

ذيب السنافي
05-10-2006, 12:05 AM
( من يأتيني بمثله )

مع فشو الماديات ... وانتشار مايسمى بالحب وهو منه خالي .. إلا من نزوة عابرة .. أو تجارة رابحة .. أو تسلية لذوات العيون النجلاء الغادرة ...

فكرت كيفما فكرت وقلبت الفكر حتى كاد أن يحترق بحثت في الشعر واللفظ ... بحثت عن مايلذ له سمعي فتذوب طبلات الأذنين له فلم أجد .. فقلت في نفسي ( والنفس أمارة بالسوء:) )القديم هو الأصالة .. وفيه من الصفاء والرقة والجمال مايغني عن الجديد الذي لم يعد له طعمٌ ولذة إلا ماندر :)

فقلت عمن أبحث فأنا قد استبد بي الجوع اللغوي والأدبي وأحس في داخلي شوقٌ لسماع أدبٍ يذوب رقة فتذكرت علي بن الجهم فأحسست في داخلي بشيءٍ عجيب حتى أنني قلت : قاتلك الله يابن الجهم فوالله لقد قتلتنا شر قتلة برقتك ...

فأحببت أن أورد لكم أبياته الجميلة :) فلننطلق إلى هناك إلى عاصمة الخلافة العباسية بغداد الأبية قبل مايقرب من الثمانية أو السبعة قرون لا أذكر ....

هناك حضر رجلٌ أعرابي اسمه (علي بن الجهم ) فقدم إلى دار الخلافة وكان الخليفة أنذاك هو المتوكل فدخل عليه فأنشده كعادة الشعراء فأنشده ابيات يقول فيها :

أنت كالكلب في حفاظك للود=و كالتيس في قراع الخطوب
أنت كالدلو لا عدمناك دلواً=من كبار الدلا كثير الذنوب

فغضبت حاشية المتوكل ولكنه نهاهم عنه لأنه عرف أنه بدوي ولم يقل أبياته إلا من بيئته فعذره وأمر له ببيت على شاطيء دجلة فيه بستان ونسيم عليل ...

فأقام على ذاك ستة أشهر ثم دعاه المتوكل لينشده ... (وانظروا كيف هي حال رقته بعد ماتغيرت بيئته ورأى ما رأى)
قال :

عـيون الـمها بين الرصافة والجسر=جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
خـليلــي مـا أحـلى الـــــــهوى وأمـره=أعـرفـني بـالحلو مـنه وبـالمرَّ !
كـفى بـالهوى شغلاً وبالشيب زاجراً=لـو أن الـهوى مـما ينهنه بالزجر
بـما بـيننا مـن حـرمة هــــــل علمتما=أرق من الشكوى وأقسى من الهجر ؟
و أفـضح مـن عـين المحب لسّـــــره=ولا سـيما إن طـلقت دمـعة تجري
وإن أنـست لـلأشياء لا أنسى قولها=جـارتها : مـا أولـع الـحب بالحر
فـقالت لـها الأخـرى : فما لصديقنا=مـعنى وهـل في قتله لك من عذر ؟
صـليه لـعل الوصل يحييه وأعلمي=بـأن أسـير الـحب في أعظم الأسر
فـقـالت أذود الـناس عـنه وقـلمــــــا=يـطيب الـهوى إلا لـمنهتك الستر
و ايـقـنتا أن قـد سـمعت فـقالتـــــــا=مـن الطارق المصغي إلينا وما ندري
فـقلت فـتى إن شـئتما كـتم الهوى=وإلا فـخـلاع الأعـنـة والـغـدر

هنا قال المتوكل : أوقفوه فأني أخشى أن يذوب رقةً ولطافة ...

لله در الجمال في تلك الأبيات ... وددت أن أدفع كل ما أملك لأستمع لمن ينشدني مثل تلك الأبيات الرقيقة التي لو تماديت في استذكارها وإعادة قرائتها للحقت ببن الجهم ... وكنت كما يقال ( زبدة سايحة )
============================== ============================== ============
( نحن والآخر )

لقد والله أكثروا علينا حتى مللنا .. فكلما قتل الأميركان أبنائنا وبناتنا في أي بلد إسلامي وظهر من يدافع ممن في قلبه غيرة على البلاد والعباد والأعراض ... وجدنا أذنابهم من بني علمان والليبراليين يصيحون في الإعلام بأعلى صوت هؤلاء إرهابيين هؤلاء مجرمين ؟؟!!

فعجباً كيف ذاك ؟؟

ثم إذا ضرب الأمريكان قريةٍ تؤمن بربها .. قالوا أمريكا تدافع عن الحرية تدافع عن العالم المتحضر لكي لا يفسده الرجعيون الإسلاميون المتشددون ...

بأي منطق نحاور من يقتلنا ؟؟!!

وحتى على مستوى الوضع العربي الداخلي .. تجدهم يرمون من يخالفهم بتهم الإرهاب .. وأقول أن كان من يعارضكم إرهابيين فنحن كمجتمع جميعنا إرهابيين .. وجميعنا ضدكم وضد أسيادكم ...

ومن يجهل علينا فنحن سنجهل عليه فوق جهل الجاهلينا ...

ومن ذا الذي يرضى بأن يكون مثل الشاة يسحب للذبح .. بل حتى إن الشاة تدافع وتمانع وهؤلاء يريدوننا إنبطاحيين لا نتلكم ولا نرى ولا نسمع ...

عجبي ..

وأي شعبٍ في الدنيا الآن يرضى المذلة والمهانة إلا العرب وخصوصاً هؤلاء الذين أصابهم العمى وأصبحوا في منطقة الإبهار الحضاري الذي أعماهم حتى عن دمائهم وأعراضهم المسفوكة ...

يريدوننا مثل عباس ... في قصيدة (حكاية عباس) لأحمد مطر ..

قاتلهم الله أنى يأفكون ..

============================== ============================== ============
( ومسلسل الإهانة مازال مستمراً )

اليوم في حلقة مسلسل (طاش ماطاش) إهانة بالغة ..وإستهزاء ممقوت ...

ليس هكذا النقد ... وليست هذه الصورة التي يجب أن تأخذها عنا الشعوب الأخرى التي تعتقد صحة كل مايرد في هذا المسلسل ...

لله المشتكى ...

فلقد أصبح الإستهزاء بالدين ... عندهم نقد لتيار .. أو توجه ..

والحقيقة أن الإستهزاء بمظاهر الملتزمين ... إستهزاء بشرع الله ... لأن هذا المظهر لم يكن في يوم من الأيام إبتكاراً من رؤوسهم .. بل كان أمراً شرعياً .. يجب على كل مسلم الإلتزام به ...

ولكن العقول الخاوية ... العقول التي قرأت كتاباً أو كتابين .. لا لتبحث عن الحق .. وإنما لتجد ماتقنن به واقعها الممقوت الذي تعودت عليه ... هي العقول التي تحرم وتحلل كما تشاء ...

ويتهمون العلماء بتحليل وتحريم مايريدون ... والعجب أن من يحلل ويحرم على مايشتهي .. هو من ليس لديه علم من فروخ الغرب لدينا .. ويرون أن الدين لكل واحد الحق التكلم فيه ومع هذا لايرون الحق لأي شخصٍ كان أن يتكلم في مادرسوه بدعوى أننا لا نعلم منه شيئا ...

هؤلاء المجرمين الذين دينهم هو هواهم ومايشتهون .. لا ماشرعه الله لهم ... فهم في موقف يأخذون بفتوى العالم لأن الفتوى وافقت ما في أنفسهم ... وتارة يرفضون لأنها لم توافق مايريدون .. وياليتهم يرفضون فقط .. بل يبحثون عن تبريرات توافق أهوائهم ويعادون كل شيء من أجل إمضاء أرائهم ...

أسأل الله أن يرد الله كيد من أراد بهذا الدين والمجتمع سوء في نحره ...
============================== ============================== ============

ذيب السنافي
يوم الأربعاء الموافق
12/9/1427هـ