المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كشكول ذيب السنافي


الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 [211] 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309

ذيب السنافي
26-06-2006, 08:31 PM
(الغربة)

هي لايضاهي مرارتها ولاحتى العلقم بجلال قدره وقدسيته في أدبيات لغتنا الجميلة وفي أبيات شعرائنا ...

كنت وليد مجتمع أسري متماسك ثم ما أن أدركت وأصبحت مراهقاً حتى أتى وقت الإبتعاد والغربه .. كانت غربة صغيرة في مدينة الرياض .. في ذلك السن وفي ذلك الفراق الأول لدفئ حضن والدتي ووالدي لابد وأن تكون ذات وقع ..

لاأنكر أنها في البداية فرحت بها لأنها فرصة للإبتعاد عن عين الرقيب ولكن .. ابتعدت عن عين الرقيب ولم أبتعد عن عين الرقابة الداخلية التي زرعها بداخلي الكم الهائل من النصائح والإرشادات الأسرية ..

فكانت في داخلي رادار يعمل على مدار الساعه لقياس التغيرات وللإبتعاد عن كل مامن شأنه أن يشكل خطر يهدد العادات والقيم والتعاليم الدينيه التي ربيت عليها ...

ثم عدت وقد حققت من غربتي تلك الهدف المرجو منها .. ولكن ..

مالبثت أن أستقريت حتى بدأت الروح المتوثبه بداخلي في الطمع بشهادة أكبر ويبدوا أن الغربه في هذه المرة ليست غربة ابن الوطن في داخله بل هي غربة أبعد قليلاً فيها .. سأتعدى ربما أحد البحار التي تحيط بشبه جزيرتنا ..

لا أنكر أنني خائف من هذه الغربة لأنها ليست غربة فقط وإنما يمتزج معها وحده وأنا لم أكره في حياتي شيء بقدر كرهي للوحدة ... لكن مما يجعلني أنسى الخوف والتردد هو الطموح الذي بداخلي أحس به يهزني هزاً وكأني ورقة شجرة سقطت في مهب الريح ..

كل هذه المتغيرات لم يثبت بداخلها شيء إلا أنني لن أترك المنتدى حتى ولو كنت في المريخ إلا أن يمنعني الشديد القوي
============================== ============================== ============
( المنطقة الرمادية )

هي المنطقة التي تقف فيها ولاتدري أأنت تقف ومن يحيط بك هم أعداء لك أم أصدقاء ؟؟

تلك المنطقه تنعدم فيها الجاذبية وتصبح جميع الأشياء قابلها للتلون ...تلك المنطقة تجد فيها عدوك يضحك لك..

وتجد صديقك يعبس في وجهك ...وماتعلم أن من ضحك في وجهك هو قاتلك وأن من عبس في وجهك هو منقذك ...

لا تعلم في تلك المنطقه أأنت على حق وصواب أم أنك قد جانبت الصواب ؟؟

فيها الجميع يبكون .. والجميع يضحكون .. والجميع يستمعون .. والجميع يتكلمون .. فيها ترى ماتعجز أن تجمعه ولو في فكرك .. ترى المتناقضات مجتمعه .. فالأسد هناك تقتله النعامة .. والنعامة تزأر في وسط الغابة وحتى في وسط المدينة ..وترى الصقر تصطاده الدجاجة .. والحمار يغرد فوق الشجرة .. والبلبل يقطع منه اللسان لكي لا يزعج الجيران ...

لم أعد أفهم هذا العالم المجنون .. فكل ماكتبته لغز يستعصي على من أراد حله وفك رموزه ..حتى أنا أجد نفسي عاجزاً عن حله ...
============================== ============================== ==============
(آسف فالمجتمع لايستوعبك)

إلى كل مثقف أتعرف ماهو الفصل ماقبل الأخير من مسرحيتك ؟؟

أقصد الفصل الذي يسبق الفصل الذي فيه تنتحر بسكوتك ..

هو الفصل الذي يبترك فيه المجتمع قبل أن تنتحر ...حيث يبتر أهم عضو فيك وهو : عقلك ... وذلك حينما يطلق عليك كلمات الرحمة الثلاث المعروفه .. صحيح لم يطلقها بصريح العبارة ولكنه بصريح الأفعال بترها وحكم عليك بالنسيان والجمود وبالتحطم على صخرة المجتمع القاسية ...

ذلك المجتمع الذي أتيته وأنت تحمل فكرك .. ذلك الفكر الذي كلفك حمله في رأسك فوق أكتافك ... مشيباً قبل المشيب ...

أتيته تحمل تطوراً وتقدماً وهبك الله إياه بنعمة منه ... وهبك عقلاً جباراً لا يكل ولا يمل يحب التعلم ويحب التفكير يحب التقدم .. يحب أن يخدم المجتمع كله.. يحب أن يرى المجتمع متصالح مع نفسه .. يراه لايقصي أحداً بسبب عجز أو نقص أو تقصير بل الكل أبناء المجتمع والكل لابد وأن يتحمل جزء من المسؤولية .. يحب أن يبين لذلك المجتمع أن البراءة ممكن أن تمتد إلى الممات .. وأن الروح ممكن أن تسمو للعلياء وإن خالطت البدن ...

فلان من المجتمع يأتي يرمي كلمات الرحمة الثلاث في صدرك والمجتمع يؤيده بسكوته وخضوعه فيقول ---> - آسف المجتمع لايستوعبك -

هنا تخرس الكلمات .. وتتوقف الأنفاس .. ويعود المبدع لقواعده غير سالم .. ويقول كن كما هم ولا تبرع بل أقنع نفسك أنك إنسان عادي أنت مثل أي إنسان لايملك ماتملك من أدوات وعش كل كما تأكل الأنعام هنيئاً مريئا وأشرب كما تشرب السائمة بارداً نقيا ...

============================== ============================== ==============
همسة : الغربة هي مختبر معادن الرجال ..

همسة : المنطقة الرمادية لغزٌ حيرني ولكنه سيتجلى ..

همسة : ليكن الله في عون المبدعين فهم يعانون ..



كتبه
ذيب السنافي
الاثنين الموافق
30/5/1427هـ

تحياتي ..